استشهاد 11600 طفل فلسطيني في سن التعليم خلال سنة من العدوان الصهيوني على قطاع غزة    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار    ملفّات ثقيلة على طاولة الحكومة    افتتاح صالون التجارة والخدمات الالكترونية    ديدوش يعطي إشارة انطلاق رحلة مسار الهضاب    أدوية السرطان المنتجة محليا ستغطي 60 بالمائة من الاحتياجات الوطنية نهاية سنة 2024    هذا جديد سكنات عدل 3    تندوف: نحو وضع إستراتيجية شاملة لمرافقة الحركية الإقتصادية التي تشهدها الولاية    تبّون يُنصّب لجنة مراجعة قانوني البلدية والولاية    دي ميستورا يعقد جلسة عمل مع أعضاء من القيادة الصحراوية في مخيمات اللاجئين بالشهيد الحافظ    ليلة الرعب تقلب موازين الحرب    لماذا يخشى المغرب تنظيم الاستفتاء؟    حزب الله: قتلنا عددا كبيرا من الجنود الصهاينة    عدد كبير من السكنات سيُوزّع في نوفمبر    يوم إعلامي حول تحسيس المرأة الماكثة في البيت بأهمية التكوين لإنشاء مؤسسات مصغرة    السيد حماد يؤكد أهمية إجراء تقييم لنشاطات مراكز العطل والترفيه للشباب لسنة 2024    افتتاح مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    وهران: انطلاق الأشغال الاستعجالية لترميم "قصر الباي" في أقرب الآجال    تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2025 / الجزائر: "تأكيد التحسن المسجل في سبتمبر"    مجلس الأمة يشارك بنجامينا في اجتماعات الدورة 82 للجنة التنفيذية والمؤتمر 46 للاتحاد البرلماني الافريقي    الألعاب البارالمبية-2024 : مجمع سوناطراك يكرم الرياضيين الجزائريين الحائزين على ميداليات    السيد طبي يؤكد على أهمية التكوين في تطوير قطاع العدالة    حوادث المرور: وفاة 14 شخصا وإصابة 455 آخرين بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    كأس افريقيا 2025: بيتكوفيتش يكشف عن قائمة ال26 لاعبا تحسبا للمواجهة المزدوجة مع الطوغو    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 41 ألفا و788 شهيدا    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: الطبعة ال12 تكرم أربعة نجوم سينمائية    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: سينمائيون عرب وأوروبيون في لجان التحكيم    شرفة يبرز دور المعارض الترويجية في تصدير المنتجات الفلاحية للخارج    الوزير الأول الباكستاني يهنئ رئيس الجمهورية على انتخابه لعهدة ثانية    توافد جمهور شبابي متعطش لمشاهدة نجوم المهرجان    هل الشعر ديوان العرب..؟!    المشروع التمهيدي لقانون المالية 2025- تعويض متضرري التقلبات الجوية    المقاول الذاتي لا يلزمه الحصول على (NIS)    مدى إمكانية إجراء عزل الرئيس الفرنسي من منصبه    عبر الحدود مع المغرب.. إحباط محاولات إدخال أزيد من 5 قناطير من الكيف المعالج    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب:الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    الجزائر تعلنها من جنيف.."عودة الأمن في الشرق الأوسط مرهونة بإنهاء الاحتلال الصهيوني"    نعكف على مراجعة قانون حماية المسنّين    قافلة طبية لفائدة المناطق النائية بالبليدة    تدشين المعهد العالي للسينما بالقليعة    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    إعادة التشغيل الجزئي لمحطة تحلية مياه البحر بالحامة بعد تعرضها لحادث    قوجيل: السرد المسؤول لتاريخ الجزائر يشكل "مرجعية للأجيال الحالية والمقبلة"    بيتكوفيتش يكشف عن قائمة اللاعبين اليوم    كوثر كريكو : نحو مراجعة القانون المتعلق بحماية الأشخاص المسنين وإثراء نصوصه    الدورة التاسعة : الإعلان عن القائمة القصيرة لجائزة محمد ديب للأدب    إجراءات وقائية ميدانية مكثفة للحفاظ على الصحة العمومية.. حالات الملاريا المسجلة بتمنراست وافدة من المناطق الحدودية    حرب باردة بين برشلونة وأراوخو    منتخب الكيك بوكسينغ يتألق    توقيع اتفاقية شراكة في مجال التكفل الطبي    هذا جديد سلطة حماية المعطيات    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    مونديال الكيك بوكسينغ : منتخب الجزائر يحرز 17 ميدالية    الحياء من رفع اليدين بالدعاء أمام الناس    عقوبة انتشار المعاصي    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أشخاص يُسبّلون حياتهم لإنقاذ المواطنين
0

تصوروا أن تشاهدوا أمامكم شخص يغرق في دمائه يطلب نجدتكم وانتم تحاولون بكل السبل والطرق إنقاذه، وتصوروا لو أن هذا المشهد لا يتعلق بشخص واحد، وأن يتعدى حدود دقائق من الزمن على سيناريو متكرر ومفاجئ قد يواجهكم في كل حين هل تملكون القدرة للمواصلة؟ بكل بساطة هذه هي حياة عون الحماية المدنية الذي قد يصطدم بمجرد وصوله لعين المكان الخاص بوقوع حادثة أو الكارثة بسلسلة من الشتائم وكأن عليه أن ينزل من السماء مباشرة بعد الاتصال، متناسين التصرفات اللامسؤولة للكثير من السائقين الذين يعرقلون تحرك سيارات الإسعاف والحماية خاصة في الازدحام، ولا بد عليه عدم الرد أو الالتفات للوراء والأهم بالنسبة لهو هو إنقاذ أرواح من ينتظرون قدومه فهل لا يستحقون أن نسميهم سبملائكة الرحمان'' حتى ولو استدنا هذه التسمية من مهنة أخرى • في اتجاهنا لتسليط الضوء على عمل الحماية المدنية كنا نعي مكانة هذه المهنة لكن م نكن نتصور حجم الخطر والقلق الذي يعيشون فيه يوميا، كما لم يكن يعلم الكثير منا كيف يقضي هؤولاء الأعوان ساعتهم حتى خارج عالم المخاطر، واخترنا الابتعاد عن المدن الكبرى والتوجه لولاية عين الدفلى•
ونحن ندخل ولاية عين الدفلي بعد ساعتان من السير عبر الطريق السيار شرق- غرب انطلاقا من العاصمة يتبادر للوهلة الأولى لنا أن المدينة هادئة لدرجة أن مصالح الأمن والحماية المدنية بها لن يجدوا عملا لهم، ولم نكن نتوقع الأرقام التي تسجلها الولاية في حوادث المرور والكوارث الطبيعية والبشرية، و قبل الحديث عن كل هذا كان هدفنا الأول هو تبيان تفاصيل عمل عون الحماية المدنية في الولاية، الذي يتعرض يوميا لمخاطر مميتة في كل مهمة يخرج فيها لإنقاذ حياة مواطن، فعلى مدار يوم كامل عاشت سالسياسي'' القلق الذي اعتاده هؤلاء الرجال وأصبح جزءا من حياتهم وحياة عائلاتهم·
الحماية المدنية·· المهنة الأكثر نبلا وإنسانية في العالم
كل يوم وعلى مدار الساعة وفي كل الأوقات رجال يعيشون على أهبة الاستعداد وينتظرون مواجهة الموت في كل حين من أجل هدف أسمى وأنبل عندما اختاروا الحماية المدنية مهنة لهم، ولان الكثير منا يجهل تفاصيل هذه المهنة أو قد يجوز تسميتها سبمهنة الموت'' التي تقتصر حسب العديد منا على إطفاء الحرائق، أو نقل المرضى، دون أي اعتبار للصعوبات التي يواجهها أعوان الحماية المدنية يوميا عبر كل كامل تراب الوطن، ناهيك عن الضغوطات النفسية الناجمة عن بشاعة الصور اليومية التي يشهدونها، فهي المهنة الأكثر شدا للأعصاب في العالم لان عون الحماية وهو يستلم بداية دوامه يعرف أن ما ينتظره هو المجهول فهو المنقذ لمواقف قد تتسم الكثير منها بالخطورة، وحتى من خارج أوقات الدوام فالحس الإنساني فيه في حالة الكوارث يدفعه بصفة آنية للالتحاق بعمله·
لا تستغرب إن وجدت الكثير من زوجات أعوان الحماية يشتكين من حالة القلق التي يعيشونها، أو عن تقلب مزاجية أزواجهن الذين يحاولون قدر الإمكان إخفاء تأثير عملهم على حياتهم اليومية التي لا تخلو من المخاطر حال كل أعوان الحماية المدنية عبر العالم، أو أن تمضي أيام دون أن تعلم حتى أي خطر ذلك الذي يواجهه زوجها، بسبب المهمات التي قد تستمر لأسابيع·
بداية جولتنا في الوحدات كانت من الوحدة الفرعية وبالرغم من أن وصولنا كان فجائيا على غرار أغلب المحطات في هذه الزيارة إلا أننا وجدنا كل الأعوان على أهبة الاستعداد، وتنشط هذه الوحدة حسب رئيسها بشكل كبير مع حوادث المرور باعتبار قربها من المقطع الغربي للطريق السيار المار على الولاية، ولأن الحماية المدنية تمرس مستمر فإن الفترات التي تخلو من التدخلات ليست بأي شكل من الأشكال أوقات للراحة فبمجرد وصول الأعوان المقسمين على أفواج يعملون على مدار الساعة بالتناوب إلى المقر، يكون هناك درس نظري من طرف المسؤولين يتلى مباشرة بتوزيع المهام ليكون الكل مستعد ويعرف الاتجاه المناسب للمهمة التي يتولاها في حالة أي تدخل، وأول ما شد انتباهنا الالتزام الشديد والاستعدادية المسبقة، ليتم الانتقال إلى تنظيف كل التجهيزات، ولأن مهنة عون الحماية المدنية لا تحتمل الخطأ ولا تعرف معنى السهو فإن الدروس التطبيقية وحتى النظرية لا ترتبط عندهم بمدة التكوين فحسب بل تتعدى ذلك إلى سائر أيام السنة مدام هناك فترات فراغ في حالة عدم وجود تدخلات بالطبع، فالمناورات التطبيقية تكون ليلا ونهارا للحفاظ على نفس المستوى في التدخلات وفي كل أنواعها حتى غير الموجودة على نطاق الولاية التي تعرف بالإضافة لزيادة حوادث المرور الكوارث الطبيعية، كالزلازل على اعتبار أنها منطقة ضمن نشاط زلزالي، ناهيك عن الفيضانات بالنظر لانخفاضها بين سلسلة جبلية، كل هذا يزيد من حدته جملة من العوامل أولها غياب ثقافة الإسعاف لدى المواطن الجزائري·
داخل الوحدات كل الظروف متوفرة، مطاعم لتناول الوجبات التي قليلا ما تكون في الوقت المحدد لها، ولكنها جاهزة في كل الأوقات، بالإضافة إلى أماكن مخصصة لغسل ملابس الأعوان، والوحدات الرئيسية تملك مساحات لصيانة العتاد، ويخضع الأعوان بصفة دورية للمراقبة الطبية·
الحماية المدنية لعين الدفلى تستفيد من 4 وحدات فرعية ووحدة رئيسية
كانت انطلاقتنا من المقر الولائي للحماية المدنية، حيث استقبلنا المدير الولائي للحماية المدنية المقدم احمد حساني، هذا الأخير الذي كشف لنا عن وجود 01 وحدات عملية على مستوى 41 دائرة بولاية عين الدفلى، بعد أن كانت لا تتجاوز 4 وحدات في سنة 0002، مما يعني أن تغطية الحماية بها بلغت 08 بالمائة هذا النقص سيتم القضاء عليه نهائيا نهاية هذا الخماسي، حيث ينتظر أن يعزز البرنامج الخماسي 0102-4102 القطاع بالولاية ب 4 وحدات في كل من لعامرة، جليدة، بطيحة، عين لشياخ، كما سيتم انجاز وحدة رئيسية جديدة تم اختيار الموقع الخاص بها وستنطلق الأشغال قريبا، تحت تسمية وحدة الأمير خالد، لتستفيد ولاية عين الدفلى من التغطية الكاملة بعد نهاية المخطط الخماسي الحالي·
وشرعت مديرية الحماية المدنية بالولاية على غرار المخطط المتبع عبر كامل التراب الوطني في عمليات ترقية ثقافة تلقين الإسعافات للمواطنين بالتعاون مع الحركة الجمعوية كالهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية الجزائرية، واتحادية سائقي الأجرة تتوج بتسليم شهادة كمسعف·
وللعلم فإن عمل الحماية المدنية لا يقتصر على التدخلات فحسب بل هو أيضا انجاز مخططات مطلوبة من طرف السلطات الرسمية لمنح الترخيص بالنشاط للمؤسسات والمصانع والمحلات الكبرى·
الرقم 41 ·· جاهز للعمل في أي وقت
انتقلنا إلى الوحدة الرئيسية بمقر الولاية وهناك وجدنا أعوان الحماية المدنية يتدربون على إحدى الأجهزة التي يتم تعميمها على مستوى التراب الوطني ويتعلق الأمر بمولدات كهرباء بأكثر من 8 أمتار وب 41 ضوء وذلك للاستفادة منها خاصة في حالات الزلازل، وحرائق الغابات والأماكن المظلمة، وفي هذا الإطار أكد لنا المقدم محمد أمشكان المكلف بالاتصال على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية أن ذلك يتم وفق خطة لعصرنة القطاع بتمكين كل الولايات من الاستفادة من التقنيات الحديثة التي تم اقتنائها·
توجهنا مباشرة إلى غرفة العمليات مركز التنسيق العملي أين يتم استقبال المكالمات وتحديد اتجاه تدخل الوحدات وهي الوحدة الرئيسية التي تربط في ذات الوقت عمل 3 دوائر ويتعلق الأمر بالعامرة، جليدة، وعين الدفلى، فكل التدخلات يتم تسجيلها عبر هذه الوحدة والتوزيع حسب اقرب وحدة لعين المكان، وتمتلك أربع خطوط للرقم 41 واثنين للأرقام العادية وهي الأكثر فعالية وكل المكالمات يتم تسجيلها
أما الربط بين الوحدات فيكون باستعمال اللاسلكي تجنبا لأي تعطيلات في الهاتف·
فالرقم ال 41 لا يصلح للاتصال به من الهاتف النقال لأن لا جدوى من ذلك فيما سيجد الخطوط مغلقة أو لن يسمع أي حرف، وهو ما وقفت عليه ''السياسي'' فعلا، هذا الإشكال أصبح يربطه المواطنون جهلا بلا مبالاة الحماية المدنية وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان لتحمل أعوان الحماية المدنية لتصرفات لا مسؤولة من المواطنين، وفي ظل هذه المعطيات لجأت مديرية الحماية المدنية على مستوى مراكز التنسيق لزيادة عدد الخطوط الهاتف الثابت والعمل من خلال مختلف النشاطات التي تساهم بها على مدار السنة على التعريف بهذا الرقم·
كما يتم تخصيص خطوط مباشرة بالنسبة لبعض الهيئات والمؤسسات الاقتصادية على غرار المؤسسات العقابية والإذاعة لضمان التدخل السريع والاستثمار في الوقت حيث أن هذه الخطوط محددة الاتجاه فمثلا إذا رن الهاتف رقم 3 معناه أن المؤسسة الاقتصادية المعينة الاسم تحتاج لتدخل الحماية عد رفعها السماعة فحسب مما يستدعي التحرك باتجاهها بشكل مباشر·
دقيقة واحدة كانت كافية للخروج باتجاه الحادث
لن نزيد عليكم إن أكدنا أن الوقت الذي استغرقه أعوان الحماية المدنية بالوحدة الرئيسية بعين الدفلى لم يفوق06 ثانية، والتي كانت كافية لصعود الكل في شاحنة الإطفاء والإسعاف باتجاه الحادث، بعد تحديد الموقع من طرف الأعوان المكلفين بذلك في غرفة العمليات، وفي ظرف لا يقل عن 01 دقائق يكون أعوان الحماية قد وصولوا لعين المكان لإسعاف الجرحى ونقلهم للمستشفى في غياب الصعوبات التي تكون عادة والتي سنسلط عليها الضوء·
تكوين شبه عسكري للمتربصين
كانطباع أولي دخلنا مدرسة تكوين أعوان الحماية المدنية بولاية عين الدفلى التي تم فتح أبوابها سنة 6002 باعتقاد أن المدرسة تختص بالدروس فقط، لنكتشف أن تكوين أعوان الحماية المدنية هو تكوين قاعدي شبه عسكري وتطبيقي، وحتى نلتقي تلاميذ المدرسة 5 دقائق كانت كافية للبس الزي والنزول إلى الساحة والأمر لا يتعلق بعدد هين بل ب 003 عون إطفائي متربص هم الدفعة الرابعة للمدرسة، قادمين من 6 ولايات وهي كل من سطيف، قسنطينة، تبسة، قالمة، برج بوعريريج ، عنابة، وموزعين على 33 مجموعة·
وتعرف المدرسة أشغال توسعة خاصة وإنها حاليا تستوعب أكثر من طاقتها المقدرة ب 052 متربص، ومدة التربص هي 9 أشهر من ديسمبر إلى جويلية وبالرغم من أن دخول المتربصين كان منذ 51 يوما فحسب إلا أننا لمسنا روح الانضباط بينهم، فمن الساعة الخامسة صباحا وإلى غاية التاسعة ونصف برنامج مكثف ويومي لا مجال فيه للتهاون، بين الرياضة، التدريب، والدروس النظرية·
وعن برنامج عمل المدرسة أكد لنا الرائد سالم دبيبي رئيس مدرسة تكوين أعوان الحماية المدنية لعين الدفلى أن 9 أشهر من العمل يتم تقسيمها عبر 3 أشهر لكل فصل، ترتكز في بدايتها على ثلاث محاور هي الإطفاء، الإسعاف والإنقاذ، وتتوج بعمل ميداني كالمشاركة في المخطط سد لعريب بالنسبة للدفعة السابقة·
وتكون بداية التربص ب 54 يوم مغلقة دون أي خروج خاصة وأن المدرسة توفر لهم كل الخدمات اللازمة بما فيها الوجبات المتكاملة، ووسائل الترفيه والراحة، ليتم تصفية العدد والتأكد بعد التدريبات والعمل من صحة كل المتربصين القابلين للمواصلة ثم لمن يواصلون المسيرة فكل أسبوع له الحق في عطلة أسبوعية في حالة السلوك المنضبط طبعا·
مقتنعون بالعمل حتى ولو كان مجانا
بخطى الانضباط والسلوك العسكري تقدم ألينا الشاب كولذي رابح عون إطفائي متربص بمدرسة الحماية المدنية بعين الدفلى، من ولاية قسنطينة لم يخف شغفه الكبير بهذه المهنة التي سبقه إليها أخوه، مبديا تعلقه بطريقة عمل أعوان الحماية حتى ولو كانت محفوفة بالمخاطر وفوق كل اعتبارات الارتباطات العائلية، أما المتربص قاسم بهلول من قالمة فكان تطلعه للوصول إلى مهنة للمساعدة الإنسانية، وهو الحب الذي رافقه منذ الصغر شأنه شأن عيوني وليد من عنابة الذي اعتبر مهنة عون الحماية الشرف، وبين الاحترام والفعالية فالسمة العسكرية تظهر واضحة على متربصي المدرسة·
أكثر من 035 حادث مرور و931 حريق محصول زراعي
سجلت الحماية المدنية لولاية عين الدفلى في الفترة الممتدة من 10 جانفي إلى 03 نوفمبر 0102 835 حادث مرور ب37 شخص متوفي و568جريح، وقد أكد لنا الملازم الأول كمال حمدي رئيس مكتب الإعلام والاتصال للحماية المدنية بولاية عين الدفلى أن حوادث المرور في مقارنة مع سنة 9002 و0102 هناك انخفاض في عدد الحوادث وارتفاع في عدد القتلى بعد فتح الطريق السيار شرق -غرب، حيث أصبح هذا الأخير يشكل محور عمل رئيسي لأعوان الحماية في الولاية نظرا للخطر المتنامي فيه، وخلال شهر نوفمبر وحده توفي 51 شخص عبر 84 حادث مرور وجرح 68 جريح، مما يعني ضرورة إيجاد حلول سريعة وجذرية لهذه الوضعية، فيما تم تسجيل 0654 إجلاء صحي ب86 حالة وفاة وأزيد من 0064 شخص مسعف، وتعرف حرائق المحاصيل الزراعية التي لا تزال متواصلة رغم انقضاء موسم الحصاد تزايد مستمر حيث عادة ما يزيد الحريق عن مجرد محصول إلى المنازل المجاورة مما يزيد من خطورة وصعوبة عمل أعوان الحماية بالولاية ، في ظل غياب ثقافة التخزين لدى الفلاح بالولاية رغم سلسلة الحملات الإعلامية والتحسيسية، وقد تم تسجيل 931 حادث حريق تسبب في إتلاف أكثر من 5 آلاف شجرة مثمرة، وأزيد من 53 ألف ربطة تبن وكلأ، و871 هكتار قمح وشعير زائد 761 قنطار مخزن، فيما أكلت النيران ما يفوق 317 هكتار من صنوبر حلبي عرعار وأحراش على إثر تسجيل 95 تدخل عبر مختلف مناطق الولاية·
فيما تسببت السدود والأودية والآبار والتجمعات المائية في وفاة 81 شخص كلهم يتراوح أعمارهم ما بين سنتين إلى 03 سنة، بسبب استعمال هذه الأماكن للسباحة في ظل غياب البديل بالولاية التي لا تحتوي على أي مسبح يتجه إليه هؤلاء الأطفال والشباب·
الطريق السيار ·· مشاكل تنتظر حلولا
أصبح الطريق السيار شرق- غرب يشكل هاجسا بالنسبة لعمل أعوان الحماية المدنية بولاية عين الدفلى نظرا لحجم الصعوبات التي تواجه الأعوان في الوصول إلى مكان الحادث وهو ما وقفت عليه ''السياسي''، وترتكز أهم أسباب ارتفاع عدد حوادث المرور بالطريق السيار شرق - غرب حسب المقدم احمد حساني المدير الولائي للحماية المدنية، في عدم وجود الإنارة في الطريق مع توقف الشاحنات ليلا، وغياب استعمال أي دليل على التوقف كالمثلثات مثلا، مما يطرح أهمية إرفاق انجاز الأشغال باستكمالها بجانب الإنارة والخدمات كجزء لا يقل أهمية قبل فتح الطريق، حيث تم تسجيل منذ 1 جانفي إلى غاية 03 نوفمبر 0102 931 حادث مرور، بلغ عدد الجرحى فيها 202 جريح، و32 حالة وفاة·
في اتصال عن حادث مرور في الطريق السيار شرق - غرب يصطدم العون في غرفة العمليات بأول عقبة، والتي تتمثل في عدم القدرة على تحديد الموقع بدقة، بسبب غياب الإشارات الخاصة بالمسافات، حيث قد يدفع ذلك لإخراج وحدتين من اتجاهين مختلفين في بعض الأحيان حتى يتم تحديد الموقع، وفي حالة الوصول فإن إيصال المسعفين إلى المستشفى سيكون تحدي آخر بسبب غياب المفارق، وهو ما أصبح يشكل مأزقا حقيقا لاستهلاك وقت كبير في توصيل الضحايا، وفي هذا الإطار بالذات أكد لنا الملازم الأول كمال حمدي رئيس مكتب الإعلام والاتصال للحماية المدنية بولاية عين الدفلى، أن أكثر من 51 دقيقة ضائعة في تحديد الموقع وهو بالنسبة لعمل أعوان الحماية وقت طويل، يضاف غليها ربع ساعة ضائعة بسبب غياب الفروع للعودة بالاتجاه المعاكس أو الدخول لإسعاف المصابين·
وحتى بعد إنشاء موقعين للحماية المدنية حسب المخطط الموضوع لذلك في كل من بومدفع و بوراش على مسافة 05 كلم فإن الإشكال حسب أهل الميدان لن يحل في غياب محولات للدخول للمدينة خاصة في تضارب الاتجاهين وضرورة التحول للجهة المعاكسة بالدخول في المدينة·
المواطن ملزم بتغيير نظرته اتجاه أعوان الحماية
ويبقى أعوان الحماية المدنية يعانون منم النظرة السلبية للمجتمع الجزائري، والتي ينظر دائما بعين ''التقصير'' لأعوان الحماية المدنية، بالرغم منن أنهم يبذلون قصارى جهدهم لخدمة المواطن، معرضين في ذلك حياتهم للخطر، فحسب تصريحات عدد من الأعوان فإنهم عادة ما يتعرضون للمضايقات في سلسلة من الاتهامات حتى قبل الشروع في الإسعاف بالتأخير وكأن أعوان الحماية لهم أجنحة يطرون بها، وكيف تكون المحاسبة في ظل العديد من العقبات كحركة المرور وتعنت السائقين في ذهنية متأخرة وعقلية متجدرة تقول أن سيارة الإسعاف فارغة وحتى وإن كانت فارغة فإن هناك شخص ما يصارع الموت وينتظرها على أحر من الجمر ·
وقد يصطدم هؤلاء الرجال الذين يخاطرون بأنفسهم بذهنيات الإطفائي، ونظرة المجتمع لهم على أنهم مجرد أشخاص يحملون الخراطيم ويصلون الماء على الحريق، وهو ما يسبب عادة في هز ثقة عون الحماية بنفسه·
من جهة أخرى تبرز عدة عقبات، فمثلا وبالرغم من مختلف الحملات التحسيسية الرامية لتوخي الحذر في تخزين التبن واحترام مقاييس التخزين، وإبعاده قدر المستطاع عن السكن إلا أن أكثر من 3 آلاف تدخل تم تسجيلها، نتيجة هذا التهاون من المواطن
··وملزم بتسهيل عملهم
صادفتنا في ولاية عين الدفلى خاصة في بعض المناطق منها ظاهرة كنا نعتقد أنها قد بدأت في الاندثار من العقلية الجزائرية، في وقت يرفض فيه الرجال نقل نسائهم في سيارات الإسعاف حتى لو أدى الأمر إلى وفاة المرأة، ولا مجال للإقناع أو المطالبة أو حتى التفكير في تغليب مصلحة المرأة وهو ما أصبح يشكل خطر على حياة السيدات في هذه المناطق، وبالرغم من عمليات التحسيس لكن لا حياة لمن تنادي فبالنسبة لهم هذا الأمر غير قابل للنقاش كما هو غير قابل للتداول·
''السياسي'' تعيش الحياة العائلية لعون الحماية
برحابة أهل الولاية استقبلتنا عائلة العون السيد جبور مولود سائق سيارة إسعاف منذ 11 سنة في خميس مليانة، وقد التحق بالوحدة الرئيسية ببلدية عين الدفلى منذ سنة واحدة، أب لثلاث أولاد بداية حكايته مع الحماية المدنية كانت مع إسعاف جاره ولان طموح الشباب فيه كان يبحث عن مهنة نبيلة لها اجرين في دنيا والأخيرة كان الاتجاه الأول بعد نهاية الخدمة العسكرية إلى مسابقة القبول بالحماية المدنية، أول المصاعب التي حدثنا عنها جبور مولود صاحب 53 سنة النظرة المحدودة لمهام عون الإطفاء التي لطالما ارتبطت بإطفاء الحرائق ونقل المسعفين·
العائلة تعيش قلقا يوميا
كيف يعيش عون الحماية المدنية خارج ساعات العمل؟ هو السؤال الذي يطرحه الكثير دون أن يجد إجابة، ''السياسي'' تنقلت إلى بيوت وأحياء الكثير من أعوان الحماية المدنية وتحدثت إلى أصدقائهم، ومن بينهم جبور مولود حيث أكد أبناء حيه أن الانسانية التي يتعامل بها في مهنته تبقى ملازمة له في الحي حيث رووا لنا الكثير من الحوادث التي كان مولود بطلا فيها بإنقاذ العديد من الأرواح، وأشاروا إلى أن مولود يعيش عيشة بسيطة مع أبنائه وفي وسط حيه، أما من ناحية الحياة داخل البيت فقد لمسنا حالة القلق وشد الأعصاب التي يعيش فيها عون الحماية وأسرته حتى بعد انقضاء ساعات العمل، السيدة جبور أكدت لنا أنها لا تعرف الراحة منذ خروج زوجها وحتى عودته لأنها تعي جيدا حجم المخاطر التي تواجهه في إنقاذ حياة الآخرين، وهو ما دفع بالسيد جبور إلى كتمان تفاصيل عمله حتى لا يزيد من قلق أسرته·
وعن الصور التي لا تزال في مخيلته سكت السيد جبور قليلا ثم قال قد احكي لكي الآن عن مجزرة ل22 شخص فتبكي، وقد أقول لكي هل تملكين الشجاعة لتجميع أشلاء طفل صغير، وهل تملكين القدرة على إسعافهم وحملهم؟ بالتأكيد لم استطع الإجابة لان مجرد تصوري للموقف جعلنا اشعر بالخوف، هذه الحادثة التي كانت في بدايات الحياة المهنية للسيد جبور تسببت له في أزمة نفسية كان صعب جدا تخطيها والمضي قدما·
عون الحماية المصدر رقم واحد للتزويد بالمعلومات
المصدر رقم واحد للتزويد بالمعلومات هكذا يرى جيران السيد جبور مولود جارهم فبمجر السماع عن أي حادث الكل يسارع للاتصال به وطلب المعلومات، والكل يرى فيه المنقذ في حال وجود مشاكل وهو لا يتوانى فمد يد المساعدة، وإن لم يكن في ساعات العمل فهذا لا يعني أنه غير معني بما يحدث، ولأن التدخل السريع أصبح فعل آني يجري في دمه فهو لن ينتظر من أحد طلب المساعدة بل يبادر بذلك، كما يعرف عمل الحماية المدنية وجود مهمات طويلة المدى خارج الولاية في قد تتعدى أكثر من 51 يوم هي بالنسبة للسيدة جبور أيام من الانتظار والترقب المستمر خاصة وأنه قد لا يملك الوقت حتى الاتصال بهم·
أكرم، يعاف ونجيب وبالرغم من صغر سنهم إلا أنهم يعرفون جيدا الحديث عن مهنة والدهم والافتخار بها، وإن كانت لا تؤمن لهم مستوى معيشي مستقر نظرا لعدم تلائم مدخول أعوان الحماية المدنية مع القدرة الشرائية، في ظل غياب الكثير من المعطيات كتصنيف العديد من الأمراض على أنها أخطار مهنية، وضمان توفير صيغ محددة لاستفادة أعوان الحماية المدنية من السكنات على غرار باقي أسلاك الأمن·
على المجتمع تغيير هذه السلوكات··
لطالما اتهم المواطنون مصالح الحماية المدنية بالتقصير في الوصول إلى مواقع الحوادث المختلفة، لاسيما منها حوادث المرور، كما يشار إلى أعوان هذا الجهاز بأصابع الاتهام في استغلال الخطوط الهاتفية لأغراض شخصية على حساب اتصالات المواطنين ، ولكننا للأسف اكتشفنا على أرض الواقع أن الكثير من شبابنا وشباتنا يحبذن اللعب واللهو على حساب أعصاب الأعوان في غرفة العمليات وبطرق لا يمكن وصفها إلا بغير المسؤولة لتتعدى أكثر من 6 مكالمات خاطئة يوميا، فما بالك بالمدن الكبرى·
وحتى يتسنى لبعض الأشخاص تمضية الوقت، ولا يستثنى في ذلك الأطفال الذين يلجؤون لإخراج وحدات كاملة في تصرفات غير مسؤولة لا بد من العمل على تحديد الآليات اللازمة للقضاء أو على الأقل المحاسبة عليها، فلم يبق بعدها أي رادع قانوني أو أخلاقي يمنع المتصلين من استعماله بلا فائدة أو طائل في كل وقت وحتى في ساعات الليل المتأخرة، حسب شهادات أعوان الوحدة الرئيسية، وإن كانت مهمة هذا الأخير تتمثل في تنظيم كل عمليات التدخل والإنقاذ عبر كامل الإقليم، فإن أعوانه مطالبون بالأخذ بعين الاعتبار كل البلاغات التي تردهم والتي يتبن في وقت لاحق أنها بلاغات كاذبة، ما يعني تضييع جهد حقيقي قد يكون على حساب آخرين هم في أمس الحاجة إليه·
إن العديد من المعطيات زادت من حدة وصعوبة عمل أعوان الحماية المدنية، منها نقص الأعوان مما يؤدي لمضاعفة العمل، وكذا غياب توفير النقل للوصول إلى منازلهم·
في حديثنا عن التطور الحاصل في جهاز الحماية المدنية وهو الذي رافق ذلك على مدار عشر سنوات لا يتوانى السيد جبور في الحديث عن حجم التحولات الايجابية في العتاد والتجهيز عبر السنوات القليلة الماضية·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.