بمناسبة الإحتفالات المخلدة لليوم العالمي للحماية المدنية الموافق للفاتح من مارس من كل سنة وقصد الإطلاع على قطاع الحماية المدنية بولاية وهران ومعرفة طريقة تسييره ومختلف إنجازاته إلتقينا بالعقيد محمد فروخي المدير الولائي والذي يمتلك خبرة أكثر من 3 عقود من العمل وتنقل عبر العديد من المناطق داخل وخارج الوطن ليحاضر عن المهام السامية لعمل أعوان الحماية المدنية إستقبلنا في مكتبه وكانت لنا معه هذه الجلسة. مرحبا بكم سيادة العقيد محمد فروخي؟ مرحبا بك وبالجمهورية إدارة وقراء اليوم العالمي لأعوان الحماية المدنية على الأبواب، هل من كلمة أولى للمنتسبين إلى قطاعكم وإلى المواطنين؟ بمناسبة الفاتح من مارس اليوم العالمي للحماية المدنية الذي تحييه المنظمة الدولية عبر مختلف مناطق العالم قصد تحسيس المواطن للحدّ من الكوارث والتخفيف من آثارها وهذه السنة أختير لها شعار »دور المرأة في الحماية المدنية« وفي وهران سطرنا برنامج متنوع وثري به أنشطة ثقافية، محاضرات، دورات رياضية ومناورات إسعافية، كل عام وأعوان وإطارات الحماية المدنية بألف خير وتحية خاصة لكل المواطنين وكل عام وجزائرنا الحبيبة شامخة ومزدهرة. ما دام شعار إحتفاليات هذه السنة يتمحور حول النسوة، ما هو الدور الذي تلعبه المرأة الجزائرية داخل قطاعكم؟ المرأة الجزائرية إستطاعت أن تلعب دورا هاما من خلال مشاركتها في شتى القطاعات الإقتصادية، وفي قطاع الحماية المدنية حققت إنجازات كثيرة، وفي زمن قياسي مكنها من أن تتربع على الريادة عربيا وكل ذلك بفضل الدعم الموصول لفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والتوجيهات المستمرة للسلطات العليا وحاجة الحماية المدنية لسواعد المرأة وعطاءاتها اللامنتهية وستشارك المرأة المنتسبة للحماية المدنية اليوم بمقر الوحدة الرئيسية في تمرينات عديدة. نريد لمحة وجيزة عن قطاعكم بولاية وهران؟ توجد بولاية وهران 14وحدة للحماية المدنية موزعة عبر مختلف البلديات وهناك 12 وحدة جديدة مبرمجة والكثير منها في طور الإنجاز وهدفنا الأساسي خلق حزام أمني حتى يكون عملنا مرتبط أساسا بالمدة الزمنية وليست المسافة الكيلومترية ونحن نعمل على أن لا يتعدى مدة التدخل عند الإسعافات والتدخلات العشر دقائق عن عدد الأعوان فهو نسبيا كاف للوحدات الموجودة لكن مع إفتتاح الأخرى الجديدة سيتزايد عددهم ولقد تم تدعيم وهران بشاحنات الإطفاء وسيارات الإسعاف الجديدة ، وفي السنة الفارطة سجلنا أكثر من 19 ألف تدخل على مستوى كامل تراب الولاية ما بين تدخلات وإسعافات. من صور شاحنات وسيارات إسعاف داخل وحدات قليلة تتدخل عند الحاجة إلى شريك إجتماعي هام كيف هي علاقة قطاعكم بالحركة الجمعوية والمجتمع المدني عموما؟ لقد تغيّرت الصورة كما ذكرت والحماية المدنية أصبحت شريكا أساسيا في الحياة اليومية للمواطن وهناك علاقة وطيدة مع المجتمع المدني بمختلف أطيافه ونحن نؤكد على المواطن فهو عنصر فعال في نجاح أي عمل تكويني أو تحسيسي هناك برنامج مسطر من قبل إدارتنا والمتعلقة بالإسعاف الجواري والهدف منه تكوين مسعف في كل بيت وتم تكوين حوالي 800 مواطن مؤخرا والعملية ما زالت مستمرة حتى نجعل المواطن مؤهل لتقديم الإسعافات الأولية في انتظار وصول أعواننا إلى عين المكان، في السابق عند وقوع حادث ما يتم التدخل الفوري لأقرب وحدة وعززنا القدرة لإنجاح عملية الإسعاف بالتأكيد على التدخل يكون لأكثر من وحدة حتى يكون العدد أكبر للعتاد وكذلك للأعوان. شعار أعوان الحماية المدنية هو »الإنقاذ أو الهلاك« لكنكم تؤكدون على سلامة العون أيضا؟ بكل تأكيد في كل لقاءاتي بالأعوان وبإستمرار أقول لهم »الإنقاذ« والبقاء على قيد الحياة لأن مواطن آخر في أمسّ الحاجة إليكم ولابدّ من أخذ الحيطة والحذر ويجب أن نثمّن عمل هؤلاء اللذين يخرجون إلى التدخل ولا يعلمون إن كانوا سيرجعون إلى ثكنتهم وذويهم أم لا؟ أعوانكم لا يتوقفون عن التدخل وعلى مدار السنة متى يستريح عون الحماية المدنية؟ هناك حركية كبيرة ومن التواجد عبر الشواطئ والغابات صيفا إلى الترقب شتاءا للأمطار والأخطار المتعددة في الشتاء، العون عندنا لا يستريح ربما جسديا لكن راحتنا هي نفسية ولا نراها بمفهوم العطل الأسبوعية أو السنوية وشخصيا حينما أسمع عن تدخل في حادث ما أسأل أولا كم أنقذتم؟ الراحة نستمدها من الفرحة بإنقاذ شخص والمحافظة على سلامة حياته وسلامة ممتلكاته ولا ننسى أن مهمّتنا إنسانية ترتبط بعقيدتنا وإيماننا بالله وبجزائه رغم هذا التواجد الدائم إلا أن بعض المواطنين يشتكون من تأخر وصول فرق الإسعاف وهناك من المواطنين من حوّلوا سيارات الإسعاف إلى طاكسي مجاني وبمجرد وجع في الرأس يتصل بالحماية المدنية التي تتدخل وتنقله إلى المستشفى؟ هناك مهام واضحة للحماية المدنية وتتمثل في حماية الأشخاص والممتلكات والعشرية السوداء التي عاشتها الجزائر جعلتنا نقترب أكثر من المواطن وحقيقة في بعض الأحيان ، حينما نتدخل نجد أعراضا بسيطة لكن من يؤكد لنا بأن هذه الصورة لا تخفي من ورائها مرض باطني والأحسن أن نذهب إليه ونسعفه أو ننقله إلى المستشفى ، أما عن التأخر فعلى المواطن أن يدرك بأن الوحدات الموجودة قريبة من البعض وبعيدة عن الآخرين لذلك فأعوان الحماية غير متواجدين عند عتبة كل بيت ومشروع الحزام الأمني الذي تكلمنا عنه يأخذ بعين الإعتبار المدة الزمنية الخاصة بالتدخل والتي نرغب في أن لا تتعدى العشر دقائق كما ذكرنا سابقا ويتجسد ذلك بعد إنجاز الوحدات الجديدة عن قريب. بعد ثلاثة عقود في قطاع الحماية المدنية، هل تقدم لنا سيادة العقيد مقارنة وجيزة ما بين ماضي القطاع وحاضرة؟ هناك تغيّرات جذرية وقطاع الحماية المدنية حاليا لا يمكن مقارنته بما كان عليه في الماضي لا من حيث الموارد البشرية ولا من حيث الهياكل والوسائل وكذلك الكفاءات والإطارات هناك رغبة كبيرة لدى المنتسبين للحماية المدنية للتكوين وتقديم أفضل صورة عن القطاع دون أن ننسى القانون الأساسي لعون الحماية المدنية الذي أمضي وسيطبق عن قريب وفيه تحفيزات كبيرة ومن واجبنا أن نستمع للجميع وأن نوفر لهم كل الظروف الملائمة للقيام بمهامهم شخصيا أسهر يوميا على متابعة ذلك يجب علينا أن نوفر للعون البدلة الخاصة لحمايته وأن يأكل وينام جيّدا وأن نكون بجانبه وأن نتواصل معه وأن نفتح له أبواب مكاتبنا وحينما يرتاح نفسيا وبدنيا يصبح بإمكانه العطاء في العمل والتألق عند التدخلات يمكن القول بأن قطاع الحماية المدنية حاليا يحظى بإهتمام كبير من طرف السلطات العليا التي لا تتوقف عن دعم القطاع وأعوانه وإطاراته وهناك قفزة نوعية منذ سنة 1999. يشهد قطاعكم إقبال عدد كبير من الشباب الجزائري، ما السّر في ذلك؟ مهمّتنا نبيلة وعملنا مرتبط بالمواطن وكذلك لما حققه قطاع الحماية المدنية من قفزة نوعية من حيث الإمكانيات والتحفيزات وإقبال الشباب بعدد كبير للإنتساب للحماية المدنية أراه دافعا إيجابيا لأن حوالي 70 ٪ من العاملين بقطاعنا هم من الشباب ومن حملة الشهادات الجامعية من الأطباء والمهندسين وغيرهم وهناك من الأعوان من يواصل دراسته وهذا شيء جميل وهناك برامج خاصة لهذه الفئة منها النشاطات الرياضية المكيفة مع مهام عون الحماية المدنية مثل العدو بالمحمل أو بالحقيبة وكذلك مسار عون الحماية المدنية هناك نشاطات أخرى ترفيهية وفكرية. بعد زيارتكم الميدانية الأخيرة إلى الوحدات المتواجدة عبر مختلف بلديات الولاية، ما هي أهم الإنشغالات التي تم طرحها من قبل عمال قطاعكم؟ يجب أن تعلم بأن الزيارات التي تقوم بها ليست مناسباتية وأن تواجدنا دائم مع العاملين معنا وعندنا زيارات شهرية لدى الوحدات الموجودة وإجتماعات دورية مع الضباط والإطارات لمعرفة إنشغالات الأعوان وهي مهنية وإجتماعية وفي جو أخوي وصريح نعمل معهم على حل المشاكل العالقة إن وجدت ولا نكذب عليهم في أمور قد تتعدى صلاحياتنا وهذه المصارحة أوجدت مناخا إيجابيا للعمل وثقة أكبر من العون ومسؤوله، لا يمكن أن ينجح المسؤول إذا ما لم يكن صريحا مع من حوله ومستمعا إليهم وأبواب مكتبي مفتوحة للجميع. هل من شيء آخر؟ نعم أريد أن أغتنم هذه الفرصة للتأكيد على ضرورة مشاركة المواطن في عملنا الجواري وتنمية الحس المدني الإيجابي في إحدى المرات شاهدت حادث مرور بالطريق الوطني رقم 11 بالقرب من ڤديل ولما توقفت وجدت عدد من المواطنين واقفين تدخلت لإسعاف الضحايا وهاتفت وحدة الحماية المدنية ولما سألت الحاضرين ولا أحد منهم إتصل بالحماية أو الدرك أو الشرطة يجب أن نكون لدى المواطن سرعة ردّ الفعل عند الحوادث. كلمة أخيرة شكرا لجريدة الجمهورية ولكل الصحافيين ورجال الإعلام ببلادنا ونحن ندعوكم لتربص تكويني في الإسعافات الأولية بمقر الوحدة الرئيسية بوهران