قررت وزارة العدل فتح تحقيق إداري أولي في مسابقتي التوثيق والمحضر القضائي، وذلك استجابة لمطالب المحضرين القضائيين والموثقين بعد أن شاب هذه الأخيرة الكثير من الغموض ما استوجب فتح تحقيق في نتائجها. وحسب مصادر، جاء قرار فتح تحقيق في نتائج المسابقة بعد احتجاج الفئتين منذ يومين على خروقات كبيرة سُجلت خلال الإعلان عن النتائج النهائية، والتي تتمثل في عدم احترام مبدأ تكافؤ الفرص بهدف تمكين أشخاص غير مؤهلين من النجاح فيهما، فيما تم إقصاء آخرين من دون وجه حق، علما أن عشرات المقصيين من مسابقة الموثقين والمحضرين القضائيين، كانوا قد نظموا خلال اليومين الماضيين، وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة العدل بالعاصمة، أين طالبوا بالكشف عن علامات وسلم التنقيط المعتمد وفق ما ينص عليه القانون، بالإضافة إلى إظهار القوائم الاحتياطية، وترتيب كل مترشح في الاحتياط. وكانت نتائج مسابقة الالتحاق بمهنة الموثق، التي تم الإعلان عنها نهاية العام الماضي 2018، قد شهدت موجة من الاحتجاجات التي لم تتوقف لحد الساعة بسبب ما وصفه المتضررون بالخروقات والتجاوزات البينة التي رافقت العملية منذ الإعلان عن نتائج الامتحان الكتابي إلى الامتحان الشفوي ثم إعلان النتائج النهائية، حيث وبعد إعلان وزارة العدل بتاريخ 31 ديسمبر الماضي عن قائمة الناجحين في المسابقة الالتحاق بمهنة الموثق نهاية العام الماضي والتي شملت 1500 اسم من أصل 4500 نجحوا في الامتحان الكتابي و45000 شاركوا في المسابقة، تعالت الأصوات المستهجنة للمطالبة بفتح تحقيق في نتائج المسابقة من أجل ضمان نزاهة وشفافية هذه المسابقة التي لم تفتح منذ أزيد من عقد كامل. ووقّع المتضررون من الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح بهذه المسابقة عريضة من المطالب، جاء فيها جملة من التجاوزات الخطيرة مطالبين بضرورة فتح تحقيق مستعجل فيها والتي تتلخص في عدة نقاط أهمها، نشر النتائج الكتابية والشفهية دون معدلات وهذا ما يخالف مبدأ تكافؤ الفرص ما يثير الشكوك حول سبب تجاوز هذه النقطة المحورية في نزاهة المسابقة، وكذا طرح العديد من الأسئلة على المتسابقين هي إما خارج المقرر أو أنها لا علاقة لها بالمسابقة من الأساس ما يزرع الريبة في وجود نوايا تعجيزية ضد المترشحين، أعقب هذا إعلان النتائج عبر موقع وزارة العدل في آخر يوم من السنة الميلادية والذي أعقبته عطلة نهاية الأسبوع وعطلة رأس السنة. ومن بين التجاوزات أيضا التي تضمنتها عريضة المطالب، اصطدام مئات الناجحين في الامتحان الكتابي بغياب أسمائهم في قائمة النجاح في المسابقة لصالح أسماء أخرى أقل درجة منها أغلبهم من أبناء الموثقين وعائلاتهم والمقربين منهم وأبناء المسؤولين والمتنفذين، ووصل الأمر إلى نجاح أسماء أغلبها من المجلس القضائي في بعض المناطق بسبب ترأس رئيس غرفة المجلس للجنة الإشراف والانتقاء في المسابقة، وفوق ذلك، لم تنشر الوزارة القائمة الاحتياطية للناجحين رغم أن القانون يؤكد الذهاب إليها في حال عدم حضور الناجح من القائمة الأساسية في مدة لا تتجاوز عشرة أيام. ورغم وضوح الخلل ووجوب البيان من السلطات المعنية وخروج المتضررين في عدة وقفات واحتجاجات ضد النتائج ومراسلتهم وسائل الإعلام وطرح انشغالهم لإيصاله للرأي العام، إلا أنهم لم يحظوا بأي موقف إيجابي يعيد لهم الأمل.