أعلن المتحدث باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، أمس، أن قوات الجيش تواصل تقدمها باتجاه قلب العاصمة طرابلس بعد السيطرة على مواقع جديدة. جاء هذا التصريح، بعد أن أفادت وكالة الأنباء الليبية ومصادر أخرى متطابقة، في وقت سابق، بأن قوات الجيش تقدمت في محور صلاح الدين جنوبيطرابلس، وتجاوزت مقر الجوازات بالمنطقة. وذكرت مواقع إخبارية محلية، أن قوات الجيش تخوض معارك شرسة حول معسكر اليرموك وسيطرت على مقر كلية الشرطة ومقر الجوازات في منطقة صلاح الدين. وأكدت المصادر مقتل محمود بعيو الملقب ب شريخان ، وهو أحد أشهر القادة الميدانيين لقوات مدينة مصراتة خلال الاشتباكات في منطقة خلة الفرجان، الأمر الذي أكدته وكالة الأنباء الليبية نقلا عن قوات اللواء التاسع مشاة. كما أعلنت وكالة الأنباء الليبية، أن قوات الجيش سحقت قوات الوفاق في منطقتي الكسارات والسبيعة، وأنها تتقدم في جميع المحاور. من جهة اخرى، أعلنت وزارة الخارجية في الحكومة الليبية المؤقتة المتمركزة في شرق البلاد رفضها تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول الوضع في ليبيا. وقال بيان عن خارجية الحكومة الليبية المؤقتة: وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية المؤقتة ترفض التصريح الذي أدلى به الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول الوضع في ليبيا، والذي وصفه بأنه يهدد أمن المنطقة، وأن تركيا ستسخر كافة إمكانيتها لإفشال ما أسماه بتحويل ليبيا إلى سوريا جديدة . ولفت البيان، إلى أن حكومة السراج التي يرى الرئيس التركي أنها شرعية لم تنل شرعيتها من الجهة التشريعية وهو مجلس النواب الليبي، كما أن اتفاق الصخيرات الذي نصب هذه الحكومة انتهت مدته عمليا، وأن القوات المسلحة العربية الليبية تحارب الإرهاب في ليبيا نيابة عن العالم، وبسواعد ليبية حملت البندقية دفاعا عن عرض وشرف الوطن الذي انتهك بسياسات حكومة أردوغان الحالية. وشددت وزارة الخارجية في الحكومة الليبية المؤقتة، على أن تدخل الحكومة التركية السافر في الشأن الليبي، بدعمهم الجماعات الإرهابية والمتطرفة والمطلوبة دوليا على حساب السلطات الشرعية، التي تحظى بتأييد شعبي كبير، لن يثني الحكومة الليبية المؤقتة، والقوات المسلحة العربية الليبية عن استعادة العاصمة إلى حضن الوطن وتخليصها من براثن الإرهاب. ودعا البيان الحكومة التركية إلى أن تجعل لمستقبل العلاقات الليبية التركية، بابا يمكن الرجوع منه ويمكن أن يرسم مستقبلا زاهرا للتعاون الثنائي، مبنيا على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وطلبت الخارجية الليبية في الحكومة المؤقتة من أنقرة التوقف عن التدخل في الشأن الداخلي الليبي، فإن التاريخ القريب علمنا بأن تركيا لم تتدخل في أي قضية لدول جوارها والشرق الأوسط إلا وأدخلت الدمار إليه. إشتباكات متواصلة جنوب العاصمة من جهة أخرى، يتواصل القتال جنوب العاصمة الليبية طرابلس في محاور على شكل محيط دائرة أقرب نقطة فيه من محيط العاصمة تقع في منطقة خلة الفرجان، حيث تتركز المعارك العنيفة منذ عدة أيام. كما تتواصل الغارات بسلاح الجو التابع للجيش بقيادة المشير خليفة حفتر وسلاح جو حكومة الوفاق الوطني، على ثكنات الخصوم ومستودعات أسلحتهم وخطوط إمداداتهم. ويشن سلاح الجو التابع لقوات حفتر غارات ليلية عنيفة داخل طرابلس مستهدفا معسكرات وتجمعات لآليات قوات الوفاق، كما تواصل طائرات الجيش شن غاراتها على قوات الوفاق في وادي الهيرة جنوب مدينة العزيزية. واللافت بروز محور قتال جديد في اليومين الماضيين في منطقة الزطارنة، الواقعة في منتصف المسافة بين منطقة تاجوراء الساحلية ومدينة ترهونة جنوب شرق طرابلس. وتسعى القوات الموالية لحكومة الوفاق لتهديد مدينة ترهونة واستهدافها عن طريق الجو والتقدم إليها عبر منطقة الزطارنة، في محاولة لتخفيف ضغط قوات اللواء التاسع التابع لمدينة ترهونة في الضواحي الجنوبية الملاصقة للعاصمة طرابلس، وسعيا إلى إجبار قوات مدينة ترهونة على الانسحاب والعودة إلى قواعدها. كما يتواصل القتال بالأسلحة الثقيلة في منطقة وادي الهيرة لعدة أيام، حيث تستمر قوات حكومة الوفاق في صد قوات الجيش ومنعها من التقدم واستعادة السيطرة على مدينة العزيزية الاستراتيجية، وتحاول من جهة أخرى التقدم إلى غريان للسيطرة على المدينة وقطع إمدادات الجيش.