عية: قيمة العملة الوطنية ستشهد تدهورًا جديدًا ثمّن مختصون قرار التحضير لإعادة الترخيص باستيراد السيارات المستعملة التي يقل عمرها عن 3 سنوات، وطالبوا بالإسراع في تطبيقه، مادامت القوانين الخاصة بالنشاط متوفرة وهي بحاجة إلى رفع اليد عنها فقط، بالمقابل رصد خبراء آخرون بعد الآثار الجانبية السلبية لهذا القرار وعلى رأسها وصول الدوفيز لمستويات قياسية. وفي السياق، يكشف الخبير الاقتصادي عبد الرحمان عية، عن تداعيات العودة إلى استيراد السيارات المستعملة، على قيمة العملة الوطنية، التي ستشهد تدهورًا جديدًا، حسبه، بالنظر إلى أن المواطن سيلجأ إلى شراء العملة الصعبة من السوق الموازية لضخها في البنك المركزي. ويعتقد الخبير الاقتصادي، أنه يتعين على الحكومة مراعاة كل هاته الجوانب حتى لا تقع في الأعباء الاقتصادية التي قد ترهق الخزينة العمومية، مع العلم أن التصور الجاري إعداده من قبل وزارتي المالية والتجارة، يتضمن اللجوء إلى البنك لتسديد مبلغ السيارات المستوردة وكذا التعريفات الجمركية الواجب تحديدها لمثل هذه الصفقات. من جهتهم، ثمّن مختصون آخرون في مجال السيارات قرار التحضير لإعادة الترخيص باستيراد السيارات المستعملة التي يقل عمرها عن 3 سنوات، وطالبوا بالإسراع في تطبيق هذا القرار، مادامت القوانين الخاصة بالنشاط متوفرة وهي بحاجة إلى رفع اليد عنها فقط، مبرزين أهمية هذا الإجراء في كسر الاحتكار وتوفير سيارات ذات جودة بأسعار معقولة من جهة، والحفاظ على احتياطي الصرف والعملة الصعبة التي تصرف في استيراد أجزاء السيارات المركبة محليا والتي تسوّق بأسعار مرتفعة تفوق قيمتها الحقيقية من جهة أخرى. وفي السياق، اعتبر الخبير الاقتصادي عبد الرحمن مبتول قرار الحكومة استئناف استيراد السيارات المستعملة خطوة لتجنب انفجار أسعار السيارات المركبة بالجزائر. وقال مبتول في تصريح إذاعي أمس، إن قرار الحكومة يهدف للحد من انفجار الأسعار على اعتبار أن معظم أصحاب مصانع تركيب السيارات يوجدون أمام العدالة، وهو ما قد يتسبب في وقف عمليات التركيب ومن ثم انفجار الأسعار، خصوصا أن وكلاء السيارات لم يرخص لهم بدورهم بالإستيراد لتغطية العجز في حال وقوعه. وأوضح مبتول، أن الحكومة السابقة ارتكبت خطأ فادحا بمنع استيراد السيارات المستعملة، وهو خطأ كان يمكن تفاديه من خلال السماح لاثنين أو ثلاثة من وكلاء السيارات باستيراد السيارات، حيث يقومون بدفع الرسوم بينما لا يدفعها أصحاب المصانع والذين يستفيدون أيضا من امتيازات أخرى. بدوره، يرى الخبير الدولي في الاقتصاد، مبارك سراي، أن هذه الخطوة في شقها الاقتصادي تهدف إلى كسر لوبي الأشخاص الذين استفادوا من قروض ضخمة لاقامة مصانع ضمن استراتيجية جديدة ترمي إلى جعل الجزائر من الدول المصنعة للسيارات، لكن الواقع أثبت أن هذه المصانع تقوم باستراد سيارات مفككة وتقوم بتركيبها وبيعها بأسعار تفوق إمكانيات فئات واسعة من المجتمع. يذكر أن وزير التجارة، سعيد جلاب، أعلن، السبت، رسميا، موافقة الحكومة استئناف استيراد السيارات المستعملة (أقل من ثلاث سنوات) بهدف الضغط على أسعار السيارات المصنعة محليا، وسيشكل ذلك عاملا خارجيا يشجع تراجع الأسعار وسيسمح بإعطاء الفرصة للمواطن لاقتناء سيارة حسب امكانياته وأكد جلاب، أن استئناف استيراد السيارات المستعملة سيتم في ظل احترام المعايير والمتطلبات التقنية والبيئية والأمنية. وفي هذا السياق، أوضح أن هذا الجهاز سيخص السيارات التي تقل عن 3 سنوات، دون تقديم المزيد من التفاصيل حول هذا الملف الذي يوجد في مرحلة النضج. ويندرج هذا الاجراء الجديد في إطار تصور شامل حول صناعة السيارات يوجد طور التحضير وسيتكفل لاسيما بإشكالية التركيب CKD/SKD. وبلغت فاتورة استيراد مجموعات CKD الموجهة لصناعة تركيب السيارات السياحية حوالي 3 ملايير دولار سنة 2018، مقابل 67ر1 مليار دولار سنة 2017، حسب أرقام الجمارك.