التعبئة الطلابية متواصلة لدعم الحراك الشعبي فضل الطلبة الاحتفال بيومهم الوطني في ذكراه ال63 بطريقتهم الخاصة وخرجوا يوم أمس بالآلاف إلى الشارع، معبرين عن مواقفهم اتجاه الوضع الراهن، حيث جددوا مطالبتهم بالتغيير الجذري ومحاسبة رموز الفساد وإصلاح المنظومة الجامعية. وتجمع الطلبة منذ العاشرة صباحا أمام الجامعة المركزية، قبل الانطلاق إلى ساحة البريد المركزي، وحمل الطلبة في طريقهم لافتات مكتوب على بعضها طلبة 1956 مفخرة الجزائر وقدوة طلبة 2019، قضيتك مختلفة وعهدنا واحد.. الاستقلال والحرية ، وهتفوا بشعارات تدل على مقتهم وكرههم الشديد لرموز الفساد ومن بين هاته الشعارات التي صاحت بها حناجر الطلبة المتظاهرين: الشعب يريد قضاء مستقل ، مكانش انتخابات و في 4 جويلية نديروا مسيرات . ووصل الطلبة إلى محكمة سيدي امحمد بعد أن سدت قوات مكافحة الشغب الطرق المؤدية إلى البريد المركزي لمنعهم من الوصول إليه واعتلاء سلالمه، حرصا على سلامة المتظاهرين وذلك بعد إصدار ولاية الجزائر العاصمة بيان يؤكد على خطورة استعمالها خاصة بسبب الوزن الثقيل، وما ميز مظاهرات اليوم حضور مسعفين بهذه المناسبة. ويواصل الطلبة، منذ 22 فيفري، مواكبة الأحداث والالتفاف حول الحراك الشعبي إيمانا منهم بقدرتهم على المساهمة في التغيير كونهم يعدون مستقبل البلاد، فمنذ تسارع الأحداث الوطنية التي وصلت إلى شهرها الثالث لم تغب هاته الفئة عن الحراك الطلابي أبانت عن درجة نضجهم السياسي ووعيهم العالي وإحساسهم الوطني، والذي يعد امتداد لما أظهره الطالب الجزائري إبان الثورة التحريرية. فالجيل الجديد من الطلبة والذي يستمد إلهامه من جيل نوفمبر 1954 وتضحياته الكبيرة للخروج من ظلمة الاستعمار، لا يزال مصرا على مواصلة الكفاح الحضاري والسلمي إلى غاية تحقيق جميع مطالبه. ويأتي التفاف الطلبة حول الحراك الشعبي ليركز على شقين هما شق بيداغوجي وأمني، وذلك لما يعانيه الطالب من النقص الفادح على مستوى هذين الجانبين، ليجد الطالب الحراك الشعبي فرصة للضغط على المؤسسة الجامعية من أجل تحسين الخدمات. وبالحديث عن الجانب البيداغوجي، يأتي الإضراب الطويل الذي قاده الأطباء المقيمون السنة الماضية، مطالبين بجملة من المطالب البيداغوجية من أجل تحسين نوعية التعليم وكذا آفاق تطوير مسارهم المهني، في حين تعد حادثة مقتل الطالب الشاب في فيفري المنقضي بالإقامة الجامعية بن عكنون من بين الأسباب التي أججت الوضع بسبب عدم توفر الأمن الكافي الذي يحمي الطالب داخل حيه الجامعي، ووضعت مسؤولو قطاع التعليم العالي في حيرة من أمرهم حول هذه الظاهرة وكيفية معالجتها. وبين مساهمة الجيلين في تحرير وخدمة الوطن، نجد توافقا كبيرا في المبادئ والتوجهات التي تقر بضرورة المصلحة العليا للبلاد أولا ويختلفون في طريقة الكفاح، فجيل حمل السلاح والرصاص وجيل حمل الورقة والقلم وهو للبناء عازم وحازم وللنضال، مواصل من أجل تحقيق تطور المجتمع وإزهاره.