أصبحت الأعراس السمة البارزة هذه الأيام في كامل أرجاء العاصمة، حيث صاحبت هذه الفترة قدوم فصل الصيف، الذي يعتبر فصلا للراحة بالنسبة للكثير من العائلات الجزائرية، كما تتزامن هذه الفترات مع فترة الامتحانات لكافة التلاميذ في الأقسام النهائية، خاصة منهم طلاب البكالوريا، المقبلون هذا العام على اجتياز هذا الامتحان الهام والمصيري، في وقت كثرت فيه الأفراح، التي أصبحت تخلّف قلقا كبير للكثير من الطلبة، جراء الحفلات التي تستغرق ساعات متأخرة من الليل، والأجواء الصيفية الجميلة التي تشعر التلاميذ بنوع من الامتعاظ للضغط الذي يعيشونه. أصبحت فترة الأعراس التي تقام في الأحياء، من بين الفترات التي تتزامن والتحضير للامتحانات بالنسبة لطلاب البكالوريا، المقبلون على هذا الامتحان المهم في حياة الطالب العلمية والمستقبلية، الذي سيكون يوم 11 جوان القادم، حيث يحتاجون للراحة النفسية والمراجعة في جو يسوده نوع من الهدوء خاصة في الفترات الليلية، أين تختار هذه الشريحة هذا الوقت بالذات من أجل مراجعة الدروس والتركيز على المواضيع، للعمل على النجاح في هذا الاختبار الحاسم. فترات الأعراس تؤرق المقبلين على البكالوريا التقت "السياسي" بشبان مقبلين على اجتياز هذا الامتحان المصيري بالعاصمة، وقد أعربوا عن استيائهم من هذه المظاهر، التي أصبحت تزعجهم وتؤرقهم حتى عن النوم، سمير من بلدية الدرارية، مقبل هذا العام على اجتياز شهادة البكالوريا معيد، يروي تفاصيل السنة الدراسية، فقد أوضح أنه في العام الماضي قام أحد جيرانه بترتيب عرس ابنه في حيهم، حيث تقام الحفلات كل ليلة لمدة سبعة أيام على التوالي "أدخلتني في حالة أرق كبير وانزعاج جراء هذه التصرفات، التي لم يتم فيها احترام خصوصية الأشخاص وحقهم في الراحة، والانشغال بعملهم، مما جعلني لم أحضر نفسيا بشكل جيد لهذا الاختبار المهم". في حين أعربت فتاة من بلدية الرغاية، مقبلة أيضا على اجتياز امتحان البكالوريا عن امتعاضها وقلقها الكبير، من الأعراس التي تتخللها الموسيقى الصاخبة، التي لا تراعى ظروف الجيران، حتى المرضى أو المقبلون على اجتياز امتحان البكالوريا، حيث يكون هذا من بين الأسباب التي تجعلهم بعيدين عن التحضير النفسي والعلمي الجيد. وقد فضّل عمر الذي وجدناه حاملا لحقائبه والاستعداد للذهاب إلى جدته، المتواجدة في الشرق الجزائري في منطقة ريفية لقضاء فترة التحضير للامتحان، قبل موعد إجراء امتحانات البكالوريا، والتي قال عنها أنه فضّل الخروج من الأجواء "التي تخلّف لديّ نوعا من القلق في المدينة، وبالتالي أردت الانتقال إلى الريف للتحضير بشكل جيد". البحر والأجواء الصيفية... تزيد من حدة الضغوطات على طلاب البكالوريا الأجواء الجميلة التي تتميز بها العاصمة هذه الأيام، من خلال اقتراب العطلة الصيفية لكل تلاميذ المدارس، فيما يبقى المقبلون على شهادة البكالوريا، الذين يتشكل لديهم نوعا من القلق والخوف من هذا الامتحان المصيري، وربما ما يزيد من قلقهم المسؤولية التي يعتبرونها ملقاة على عاتقهم، خاصة وأنهم مطالبون بالنجاح للظفر بقبول واحترام العائلة، حيث تعتبر بعض الأسر أن عدم النجاح سببه الإهمال في الدراسة وعدم المراجعة، في حين أن أغلبية علماء الاجتماع وعلماء النفس يرجحون أن التحضير النفسي الجيد من خلال النوم الجيد والمعاملة الحسنة في الوسط الأسري، وإبعاد المترشح عما يقلقه، تساهم بشكل كبير في افتكاك النجاح وبسهولة أيضا.