أجمع العديد من أبرز علماء وشيوخ الجزائر، من مختلف جهات الوطن، بأن المرحلة التي تمر بها الجزائر قد قاربت على الخطورة والتأزم، ما يتطلب التدخل العاجل، السلمي والتوافقي، الذي يرضي جميع الأطراف للخروج بالوطن إلى بر الأمان. وحسب بيان أطلقه علماء، وفي مقدمتهم الشيخ محمّد الطاهر آيت علجت، أمس الأول، فإن علماء الجزائر وعلى تنوع مدارسهم و فقههم و عقائدهم وعلى الرغم من بعدهم عن أي تكتل سياسي أو حزبي ضيق، فإننا نناشد شعبنا الواعي والمتحضر الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلوكية السلمية، والثبات على الثوابت الوطنية . وأكد بيان العلماء على ضرورة تفعيل المادتين 7 و8 من الدستور واللتين تجعلان من الشعب مصدرا للسلطة، كما أكدوا على ضرورة إسناد المرحلة الانتقالية لمن يحظى بموافقة أغلبية الشعب لتولي مسؤولية قيادة الوطن نحو انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية. وخاطب البيان النخبة السياسية من أجل أن ترتقي إلى مستوى مطالب الحراك الشعبي، في وجوب القطيعة مع ممارسات الماضي بكل مفاسدها ومفسديها، وتقديم التضحيات من أجل فتح صفحة جديدة نحو مستقبل أفضل، كما حيا المؤسسة العسكرية التي وصفها البيان ب العتيدة والمنبثقة من رحم شعبنا ، وحيا صمودها لحماية الوطن ومرافقة الحراك الشعبي والمحافظة على أمنه وسلامته وتفهم مطالبه وتطلعاته. وأهاب العلماء الموقعون على هذا النداء بمن سيتولى هذه المسؤولية، أن يقدم على اتخاذ عدة قرارات عاجلة، بداية بتعيين حكومة من ذوي الكفاءات العليا، وممن لم تثبت إدانتهم في أية فترة من فترات تاريخنا، والمباشرة في تعيين لجنة مستقلة للأشراف على الانتخابات المقبلة وتنظيمها ومراقبتها من بدايتها إلى نهايتها. وأردف البيان، أنه لابد من تنظيم ندوة حوار وطني شامل بدون إقصاء فاعل، مهمتها وضع أسس معالم المستقبل وفتح خارطة طريق لرسم سياسة جديدة تحصن الوطن والمواطن من أجل تجنب الوقوع من جديد في التعفن السياسي والاقتصادي والثقافي أو الاجتماعي، وفتح المجال التنافسي أمام كل الشرفاء والنزهاء، والذين يتوقون إلى قيادة الوطن بعزة وإباء نحو غد أفضل والتزاما بالحفاظ على وحدة الوطن وحماية مكاسبه وتنمية مواهبه، حسب ما جاء في نص البيان. وختم البيان يقول: إن العلماء لا يحتكرون الصفة العلمية، بل أنهم يفتحونها أمام كل من يشاركهم القناعة ويلتزم بالانخراط في المساهمة من ذوي الكفاءات العلمية، باعتبار أن الهدف الأسمى هو الالتقاء على صعيد المصلحة العليا للوطن ، كما أعلن هؤلاء عن كامل استعدادهم لبذل ما يطلب منهم مساع حميدة للوصول إلى تحقيق وحدة الصف ونبل الهدف.