أكد المترشحون المندرجون ضمن المتمدرسين الأحرار وبالمراسلة، الممتحنون بثانوية محمد بوضياف بالمدنية، أن أسئلة الامتحانات كانت تقريبا، في متناول الجميع، ماعدا مادة الرياضيات التي شكلت لهم أزمة حقيقية أثرت على ثقتهم بالحصول على البكالوريا، فيما أوضح المترشحون انزعاجهم الشديد من التضييق الذي مورس عليهم خلال فترة الامتحانات، خصوصا وأنهم مترشحون وافدون من ولايات أخرى. حارس لكل 5 طلبة وملاحظ تحدث هؤلاء في حديثهم ل"السياسي" عن الاحتياطات الأمنية المشددة، التي جعلتهم يشعرون بالقلق وعدم الارتياح، وأكد الشاب زيريقن عبد الحق أن الأقسام التي تحتوي على ما لا يزيد عن 20 طالبا، تحرس من طرف 6 حراس وملاحظ، وذلك بمعدل حارس لكل 5 تلاميذ بالاضافة إلى الملاحظ، ويضيف عبد الحق أن هذه الإجراءات جعلت نفسيتهم متعبة طوال فترة الامتحان، نظرا لصرامة الحراس وجديتهم الفائقة، التي جعلتهم يحسون كما قال عبد الحق وكأنهم في ثكنة عسكرية، مضيفا أن الهواتف النقالة لدى التلاميذ ممنوعة خلال الامتحان، فيما يترك الحراس العنان لهواتفهم النقالة التي تزعج المترشحين خلال الامتحان، وتؤثر على درجة تركيزهم. المقرر الجديد أبرز عائق لدى المترشحون الأكثر من 35 سنة من جهتهما ليلى لقليب وبراهمي فاطمة الزهراء، أكدتا أن الامتحانات كانت في المتناول إلا أنهما اتفقتا مع عبد الحق فيما طرحه حول تشديد الحراسة، مضيفين أن الاختلاف بين المترشحين الأحرار والمترشحين العاديين للبكالوريا، كبير من حيث عدد الحراس، والذي يرجع حسبها لاختلاف السن بينهما، وأضافت (صبرينة.ع) أن البرنامج الدراسي الجديد، يعتبر معقدا بالنسبة للمترشحين الأحرار الذين تزيد أعمارهم عن 35 سنة، ولا يتماشى مع تم دراسته منذ 15 سنة، تاريخ توقفها عن الدراسة في السنة الثالثة ثانوي، مؤكدة ان عودتها للدراسة اصطدمت بعدة صعوبات، تتطلعها صعوبة فهم المنهج الدراسي الجديد، خاصة في مادة الرياضيات التي تغيرت الرموز المستعملة بها، عن السابقة، مشددة على ضرورة مراعاة هذه الفئة. المترشحون منعوا من دخول المراحيض طيلة فترة الامتحانات أما فاطمة الزهراء بويدر مترشحة وافدة من ولاية جيجل، فقد أبدت انزعاجها من الظروف التي اجتازت فيها البكالوريا، حيث منع المترشحون من دخول المراحيض طيلة فترة الامتحانات، مع السعي إلى إخراجهم من داخل المؤسسة فور النزول من القسم، مما جعلهم في أزمة حقيقية، خصوصا وأنهم من ولايات عديدة ولا يجيدون التنقل عبر شوارع العاصمة، كما يتعذر عليهم التوجه إلى بيوت أقاربهم، لبعده عن مركز الامتحان على غرار بلدية عين الله، وبراقي والسحاولة، وغيرها، في ظل غياب النقل، مما أجبرهم على المكوث أمام بوابة الثانوية بالمدنية، أو مفترشين السلالم المحاذية لها في الشارع المقابل، لمدة أربعة أيام كاملة. اختيار مقيد في مادة التاريخ والجغرافيا وعن امتحان التاريخ والجغرافيا، عبر المترشحون عن استغرابهم، حيث قدم لهم ورقتين تحمل كل منهما أسئلة اختيارية، سؤال في التاريخ وآخر في مادة الجغرافيا، ليفاجئوا بالأساتذة الحراس وهم يعلمونهم أن اختيار سؤال معين في التاريخ، يعني بالضرورة اختيار السؤال الذي تحته في مادة الجغرافيا، وقد اعتبر التلاميذ هذا القرار تقييدا لاختياراتهم، من خلال إلزامهم باختيار ورقة واحدة، وهو ما أثر على إجاباتهم بشكل كبير. وتوقع صائب لمادة الفلسفة والشريعة أصابت التوقعات، التي وضعها المترشحون بشأن مادة الفلسفة، بالنسبة للشعب الأدبية، حيث تناولت ورقة الامتحان موضوع "العدالة" الاجتماعية، في سؤالها الأول، وقد كانت المفاجئة حينما تطابقت المعلومات المتواجدة في تلك الأوراق مع السؤال الأول من ورقة الأسئلة لمادة الفلسفة، كما أصاب المترشحون في توقعاتهم بشأن ورود سؤال حول درس الربا، في أسئلة البكالوريا، حيث ورد في السؤال الثاني من الموضوع الاختياري. مترشحة في ال54 سنة بالعاصمة سغواني فطيمة صاحبة ال54 سنة، حرمت أمس من اجتياز آخر الامتحانات المقررة لشعبة الآداب والفلسفة، ذلك لتأخرها عن موعد دخول مركز الامتحان المقرر في الساعة 8.30، حيث وصلت متأخرة بحوالي 5 دقائق، ورغم ذلك فقد أبدت إصرارها في إعادة اجتياز الامتحان العام المقبل، لتضاف سنة أخرى إلى الخمس سنوات الماضية. توقفت سغواني فطيمة عن الدراسة سنة 1976 للظروف التي ألمت بعائلتها آنذاك والمرض المفاجئ لوالدتها،عملت على تدريس أختيها، المتخرجتان في تخصصي الهندسة والأدب العربي، لتقرر دخول عالم التكوين وتمارس المهنة لسنوات، ثم تنتقل على مصلحة الحالة المدنية ببلدية براقي، ثم إلى إدارة مدرسة المرجة في براقي. رغم الدروس تصر الأم سغواني على مواصلة مشوارها التعليمي وتتويجه بشهادة البكالوريا، من خلال مواصلة تعليمها الحر في ساحة أول ماي بالعاصمة، مؤكدة أن حصول أبناءها على البكالوريا حفزها إلى المواصلة.