لم يمر اليوم الثالث من امتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان الجارية دون أن يخلو من مشهد مغادرة الممتحنين قاعات الامتحان وعلامات التذمر بادية على وجوه العديد منهم وصلت إلى حد لجوء بعضهم إلى البكاء بعد أن أقنعوا أنفسهم أن إجابتهم في ورقة الامتحان خاطئة مقارنة ببقية زملائهم، وهو المشهد الذي وقفت عليه ''الجزائر نيوز'' لمترشح اجتاز امتحان مادة المحاسبة لمدة تفوق ثلاث ساعات متتالية بثانوية الإدريسي الواقعة وسط العاصمة· أقدم العديد من مترشحي شهادة البكالويا في شعبة تسيير واقتصاد صعوبة في الحديث عن امتحان مادة المحاسبة باعتبار أنها تندرج في إطار المواد الأساسية ومعاملها ستة، كرد فعل أولي للمترشحين بعد مناقشة الأسئلة مع زملائهم، تمزيق أوراق الأسئلة بحكم أن أغلبهم عجز عن إيجاد ''الدالة الوسطية'' التي تعد محور التمرين بالرغم من أن السؤال كان اختياريا ولا تكاد تختلف وضعية المترشحين المسجلين بشعبة العلوم بالرغم من أن السؤال كان مختلفا تماما، غير أن غموض الأسئلة وتعقدها زاد من توتر المترشحين لتضاف بذلك إلى ما وصفه البعض ب ''النكسة'' بسبب الغموض الذي اكتنف السؤال المتعلق بشرح المصطلحات في مادة التاريخ والجغرافيا الذي امتحن فيه التلاميذ في الفترة المسائية من اليوم الثاني من امتحان شهادة البكالوريا على غرار مصطلح ''أفول'' الذي تردد على لسان العديد منهم، وحجتهم في ذلك أنهم لم يتطرقوا إلى شرحها خلال السنة الدراسية، علاوة على طول السؤالين الاختيارين، حيث بلغ عدد صفحات الأسئلة 08 صفحات بأكملها، وهو ما أثار فوضى وسط المترشحين، لأن توزيع مواضيع الأسئلة على المترشحين استغرق وقتا قدره بعض المترشحين بما يفوق النصف ساعة. وإذا كانت الأسئلة مقتبسة من الدروس المقررة في البرنامج الدراسي بالنسبة لشعبتي تسيير واقتصاد، فإن احتجاجات المترشحين شملت الإجراءات المتخذة في المؤسسات التربوية بالنسبة لقرار منعهم من جلب المحافظ أثناء فترة الامتحان بسبب السرقة· وعلى النقيض من ذلك، تنفس مترشحو شعبة الآداب والفلسفة في اليوم الثالث من امتحان مادة الفلسفة التي تعد من بين المواد الأساسية، الصعداء بحكم أن الدروس التي شملتها الأسئلة لم تخرج عن نطاق الدروس المحددة في العتبة علاوة على تمكينهم من الاختيار بين ثلاثة مواضيع اختيارية اقتصرت على مشكلة الأخلاق والإحساس والإدارك، بينما جاء النص ليعالج إشكالية العمل عند كارل ماركس·