الطلبة يعودون إلى الشارع ويرفضون الحوار مع رموز النظام استأنف، أمس، آلاف الطلبة مسيراتهم السلمية المؤيدة للحراك الشعبي المتواصل منذ 22 فيفري الماضي، معبرين عن رفضهم لإشراف رموز النظام السابق على إدارة الحوار الشامل للخروج من الأزمة. وتجمع طلبة الجامعات من مختلف التخصصات بعد عودتهم لأجواء المسيرات التي تخلفوا عنها الثلاثاء الماضي، والذي صادف أول أيام عيد الفطر المبارك، على غير المألوف في ساحة الشهداء، بعد غلق منطقة البريد المركزي ومحيط الجامعة المركزية التي اعتاد الطلبة الانطلاق منها كل موعد ثلاثاء في مسيرة للتعبير عن رأيهم عبر مختلف الشعارات. ورفع الطلبة في المسيرة ال16 من الحراك الطلابي العديد من الشعارات المناهضة لبقايا النظام وهتفوا مطولا ضد حكومة بدوي وبن صالح ، وطالبوا بالتغيير الجذري ومحاسبة المفسدين، ومن بين ابرز الشعارات التي ميزت هاته المسيرة: لا نريد بن صالح ودعوتك مرفوضة و لا للحوار مع بقايا النظام ، وكذا هتفوا مطولا ب طلبة واعون للتغيير يهدفون . و أشاد الطلبة في المسيرة السادسة عشر من الحراك الشعبي بالدور الذي تقوم به المؤسسة العسكرية والسلطات القضائية في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المفسدين، خاصة بعد وضع رجال أعمال منهم مالك شركة حافلات نقل الطلبة، محي الدين طحكوت، والعديد من أقربائه رهن السجن المؤقت للاشتباه في تورطهم بقضايا فساد. ويواصل الطلبة الصمود رغم الحر ورغم كل الصعاب في تنظيم المسيرات منذ الأسابيع الأولى لبداية الحراك الشعبي الذي بدأ في 22 فيفري الماضي، حيث شهدت جامعات الوطن حالة من الغليان والرفض الطلابي للوضع الراهن، وكان 22 من شهر فيفري موعدا لكسر حاجز الخوف ومحطة صنع الجزائريون من خلالها تاريخ جديدا سيحفر في ذاكرتهم. ولم تقتصر مسيرات الطلبة على الحرم الجامعي فحسب، بل كانت نقطة انطلاق للخروج إلى الشارع من أجل إسماع صوتهم وتنديدا بكل ما هو حاصل من تلاعبات، كما صاحب المسيرات الطلابية التفاف الأساتذة والإداريين فأصبحوا يشاركون في هاته المسيرات السلمية التي كانت تجوب مختلف كليات الحرم الجامعي، باعتبار أن الجامعة تعد مؤسسة فعالة في صنع القرار، حسب ما كان يصرح به الطلبة في كل موعد مع المسيرة بأن الطالب جزء لا يتجزأ من الحراك الشعبي، وأنهم مستمرون في الاحتجاجات السلمية والبقاء على وحدة الكلمة حتى رحيل رموز العصابة، ومطالبين في كل مرة بالتغيير الجذري ومحاربة رؤوس الفساد.