أكد المشاركون في لقاء وطني حول حماية أنواع الكائنات الحية البرية المهددة بالانقراض في الجزائر، جرى تنظيمه بغرداية، على ضرورة التدخل العاجل من أجل الحفاظ على هذه الثروة البيولوجية واستخدامها بشكل مستدام. وأكد المتدخلون خلال أشغال هذا اليوم الدراسي، الذي يهدف إلى تعزيز قدرات الشركاء المحليين في مجال الحماية والحفاظ على سلالات الكائنات الحية النادرة من حيوانات ونباتات، أن المناطق الصحراوية تزخر بهذه الثروة بالإضافة إلى كونها الأكثر عرضة للتهديد، داعين بالتالي إلى حمايتها. وذكر محافظ الغابات بالنيابة لولاية غرداية، محمد عامر، أن السلطات العمومية تبذل جهودا كبيرة في سبيل الحفاظ على الأصناف النادرة من الحيوانات البرية عبر وضع الأطر القانونية المناسبة، فضلا عن الالتزام بمختلف المعاهدات الدولية المبرمة في هذا الشأن. وعلى الرغم من هذه الجهود، تم تصنيف العديد من أنواع الحيوانات البرية (23 ثدييات و7 طيور و7 زواحف) على أنها نادرة أو مهددة بالانقراض في القطر الوطني، ومن هنا تتجلى الحاجة إلى تنفيذ استراتيجية وخطط عمل فعالة من أجل الحفاظ على هذه الثروة، يضيف عامر. وفي سياق متصل، أشار باحث من جامعة غرداية إلى تعرض الحياة البرية للخطر الشديد بسبب تدهور النظم الإيكولوجية التي تخضع لتأثير الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية، مما انعكس سلبا على أماكن عيشها، لاسيما من خلال إزالة الأشجار والغطاء النباتي خاصة بفعل الحرائق والرعي العشوائي والتلوث إلى جانب تغير المناخ والاتجار غير المشروع بالحيوانات البرية. ومن جانبه، أكد رئيس مصالح الجمارك بولاية غرداية، جمال أدليمي، على أهمية هذا اللقاء الذي يتوخى من خلاله تدعيم قدرة موظفي هذا السلك في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالأصناف البرية، إلى جانب الاطلاع على القوانين المتعلقة بالحفاظ على الحياة البرية. كما أبرز ممثل الدرك الوطني من جهته أهمية ترقية التنسيق مع مختلف الفاعلين في هذا المجال على الصعيدين الوطني والإقليمي، وذلك دون إغفال مسألة تطوير برنامج تحسيسي حول مكافحة آفة الاتجار غير المشروع بمختلف أصناف الكائنات الحية البرية. وكشف ذات المتحدث عن حجز ستة سلاحف يونانية تم استيرادها بطريقة غير قانونية قصد المتاجرة بها. وشدد جميع المشاركين في مداخلاتهم على أهمية مكافحة الصيد غير القانوني للأنواع النادرة، مع التذكير أن الجزائر قد وقعت على الاتفاقية الدولية بشأن الاتجار غير المشروع بأنواع الحيوانات والنباتات البرية. وتجدر الإشارة، إلى أن هذا اليوم الدراسي الذي أشرفت على تنظيمه محافظة الغابات لولاية غرداية بالتعاون مع المديرية العامة للغابات وجامعة غرداية، كان فرصة لتعزيز روابط التعاون والعمل المشترك بين مختلف الجهات الفاعلة بغية الحفاظ على التنوع البيولوجي في الجزائر، حيث عرف حضور ممثلين عن محافظات الغابات لمختلف ولايات الوطن إلى جانب شرطة الحدود والدرك الوطني والجمارك. وتميز هذا اللقاء الذي أطره ثلة من المختصين بإلقاء العديد من المداخلات حول مواضيع تتعلق بدور الحياة البرية في التنوع البيولوجي والتوعية ومكافحة الاتجار بالحيوانات البرية وتنظيم الصيد ودور الجمارك والشرطة والدرك في الحفاظ على هذه الثروة.