خرج آلاف السودانيين إلى شوارع العاصمة الخرطوم ومدن أخرى لإحياء ذكري مرور أربعين يومًا على فض اعتصام القيادة العليا للجيش والذي قتل فيه عشرات من المتظاهرين. وتعتبر هذه المظاهرة، الأولى منذ الاتفاق الذي وافقت المعارضة المدنية فيه من حيث المبدأ على ترتيب لتقاسم السلطة مع المجلس العسكري الانتقالي الحاكم قبل الانتخابات. ولم يتم حتى الآن الاعلان عن بنود الاتفاق بشكلها النهائي او التوقيع عليها، إلا أن تجمع المهنيين السودانيين أعلن يوم الجمعة تسلمه نسخة من مسودة الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري. وأكد التجمع على صفحته على فيسبوك، أن مسودة الاعلان الدستوري غير نهائية ، وغير مطروحة للتوقيع النهائي بشكلها الحالي، بل ستدرس وسيبدى عليها الملاحظات، وسيتم صياغة هذه الملاحظات بالشكل القانوني. وكان وسيط الاتحاد الإفريقي، محمد حسن لبات، قال إن المجلس العسكري واتحاد قوى التغيير من أجل الحرية اتفقا على إعلان سياسي يحدد مؤسسات الانتقال المختلفة. وأضاف لبات في مقابلة تلفزيونية يوم السبت، أن توقيع الإعلان الدستوري تم دفعه إلى يوم الأحد لإجراء المزيد من المشاورات بناءً على رغبات مؤسسة التمويل الأصغر. من جهته، دعا نائب رئيس المجلس العسكري، محمد حمدان دقلو المعروف ب حميدتي ، السودانيين إلى دعم اتفاق تقاسم السلطة، وحذر من خطر انزلاق البلاد نحو العنف. ودافع اللواء حميدتي في خطاب متلفز عن قوات الدعم السريع التي يترأسها وقال: قوات الدعم السريع ليسوا ملائكة، لكننا سنلاحق كل المجرمين ، وأضاف لولا قوات الدعم السريع ، لكان وضع الخرطوم مختلفًا . وقال شاهد عيان أن المتظاهرين في شارع الستين الرئيسي في العاصمة الخرطوم، أشعلوا الشموع لتذكر أولئك الذين قتلوا في معسكر الاحتجاج في 3 جوان، في حين أضاء آخرون هواتفهم المحمولة. وأضاف أن ست مركبات تابعة لقوات الدعم السريع تحمل كل واحدة منها حوالي ستة رجال مسلحين ببنادق وعصي هجومية، جابت شارع الستين وشوارع أخرى في المدينة. وأفادت تقارير أن مئات المتظاهرين في حي بري في الخرطوم، الذي تسكنه الطبقة العاملة وكان مهدا للعديد من الاحتجاجات، رددوا هتافات قالوا فيها الدم مقابل الدم، حتى لو حصلنا على حكم مدني . وأفاد شاهد عيان آخر أن قوات الأمن استخدمت الأسلاك الشائكة لإغلاق طريق رئيسي يؤدي إلى مجمع وزارة الدفاع، وهو موقع معسكر الاحتجاج الذي فضته قوات الأمن في جوان. أما في مدينة أم درمان فأفادت تقارير بأن المئات تظاهروا في شارع الأربعين الرئيسي، كما خرج الآلاف في ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، بينما احتج آخرون في بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر، والأبيض عاصمة شمال كردفان. ووفقًا للجنة أطباء السودان المركزية المقربة من المعارضة، فقد بلغ إجمالي من قتل في المظاهرات حتى الآن 128 شخص، بينما تؤكد الحكومة أن العدد هو 61 شخصًا فقط.