توصل المجلس الانتقالي العسكري في السودان، وقوى إعلان الحرية والتغيير إلى اتفاق لتشكيل مجلس سيادي وحكومة مدنية في البلاد، وذلك بعد يومين من المفاوضات المباشرة. وتجمعت حشود في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم للاحتفال بتوصل كل من المجلس العسكري الحاكم، وتحالف المعارضة وجماعات الاحتجاج إلى اتفاق لتقاسم السلطة وتشكيل حكومة انتقالية. وقال عمر الدقير القيادي بقوى الحرية والتغيير لوكالة رويترز للأنباء: هذا الاتفاق يفتح الطريق لتشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية ونرجو أن يكون هذا بداية عهد جديد، تنتصر فيه السنبلة على أسراب الجراد . أما نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو، الذي يرأس قوات الدعم السريع فقال هذا الاتفاق سيكون شاملا لا يقصي أحدا . وقال وسيط الاتحاد الأفريقي محمد حسن لبات في مؤتمر صحفي إن الجانبين، اللذين عقدا محادثات على مدى يومين في العاصمة الخرطوم، اتفقا على إقامة مجلس للسيادة بالتناوب بين العسكريين والمدنيين ولمدة ثلاث سنوات أو تزيد قليلا . كما اتفق الطرفان أيضا على تشكيل حكومة مدنية سميت حكومة كفاءات وطنية مستقلة برئاسة رئيس وزراء وعلى إقامة تحقيق دقيق شفاف وطني مستقل لمختلف الأحداث العنيفة التي عاشتها البلاد في الأسابيع الأخيرة . واتفق المجلس العسكري والمعارضة كذلك على إرجاء إقامة المجلس التشريعي . وكان المجلس العسكري وتحالف قوى الحرية والتغيير قد استأنفا المفاوضات المباشرة الأربعاء سعيا للاتفاق على تشكيل حكومة مدنية انتقالية.وبدأت المباحثات المباشرة في الخرطوم بين وفدي المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير ممثلين بأربعة أعضاء لكل وفد، وبحضور الوسطاء من إثيوبيا والاتحاد الأفريقي. وأعلن المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان الخميس إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، حسبما أعلن وسيط الاتحاد الأفريقي. وتطالب المعارضة الجيش بتسليم السلطة منذ أفريل حين أطاحت القوات المسلحة بالرئيس عمر البشير منهية سنوات حكمه التي امتدت 30 عاما بعد مظاهرات استمرت عدة أشهر. كما طالبت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه المجلس العسكري بالتحقيق في الاتهامات الموجهة لقيادات في الجيش باستخدام القوة المفرطة في عملية الفض. وسبق أن اتفق الطرفان على أن تحالف قوى الحرية والتغيير سيحصل على ثلثي مقاعد المجلس التشريعي قبل أن تفض قوات الأمن اعتصاما يوم 3 جوان مما أدى إلى مقتل العشرات وانهيار المحادثات. ويقول مسعفون تابعون للمعارضة إن أكثر من 100 شخص قتلوا في فض الاعتصام وما تلاه من أعمال عنف. وتقول الحكومة إن القتلى 62، كانت مظاهرات حاشدة قد خرجت في السودان في الثلاثين من جوان، والتي دعت إليها قوى الحرية والتغيير، وهي أكبر مظاهرات عامة منذ فض اعتصام المتظاهرين من أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم. قرار بالعفو عن سجناء من جيش تحرير السودان من جهة اخرى، قرر المجلس العسكري الانتقالي في السودان منح العفو فورا ل235 من أسرى حركة جيش تحرير السودان المسلحة في اقليم دارفور، كبادرة حسن نية تجاه الحركات المسلحة وصولا إلى تحقيق السلام الشامل في السودان، الذي يشهد أزمة سياسية و أمنية في ظل خلافات عميقة مع قادة الحراك الشعبي في البلاد بشأن تشكيل المجلس السيادي المنوط به تسيير المرحلة الانتقالية. وقال المجلس العسكري الانتقالي في بيان مساء الأربعاء: أصدر (رئيس المجلس) الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القرار رقم 230 لسنة 2019 بالعفو العام عن أسرى حركة جيش تحرير السودان بعد التشاور مع وكيل وزارة العدل المكلف ، تحقيقاذ لمبدأ حسن النية تجاه الحركات المسلحة وصولاذ للسلام الشامل في السودان . ونص القرار، حسب البيان، على العفو عن المتهمين الأسرى من حركة جيش تحرير السودان البالغ عددهم 235 أسير وإطلاق سراحهم فوراذ ما لم يكونوا مطلوبين في أي إجراءات قانونية أخرى، وذلك اعتبارا من تاريخ صدوره .