علمت "السياسي" من مصادر موثوقة فيها بفوز حوالي 1799 جزائري في برنامج منح التأشيرة الخضراء للأجانب التي تصدرها وزارة الخارجية الأمريكية والمعروفة باسم »غرين كارد« لهذا العام والتي كما هو معروف تتم عن طريق القرعة السنوية. وأشارت نفس المصادر بأن ملفات الجزائريين الفائزين بهذه التأشيرة الأمريكية ما تزال تخضع لدراسة معمقة وصارمة من طرف إدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما بحجة أنهم من الرعايا العرب والمسلمون الذين يمثلون تهديدا على أمن الولاياتالمتحدةالأمريكية، وحسب ذات الجهات المختصة فإن واشنطن تخضع جميع الملفات الواردة من قرابة 14 عشر دولة عربية وإسلامية بما فيها الجزائر والذين تحصل رعاياها هذا العام 2011 على البطاقة الخضراء، إلى تفحيص ودراسة ومتابعة شاملة ودقيقة من قبل خبراء الأمن القومي الأمريكي الذين يعملون على تدقيق في المعطيات والمعلومات للمتقدمين والمترشحين ال 9036 الذين إختارتهم هذه السنة القرعة الأمريكية. وأرجع المراقبون هذا التشدد والصرامة من قبل مصالح زوجة الرئيس الأمريكي السابق هيلاري كلينتون إلى النفاق السياسي الذي تعتمده واشنطن عندما يتعلق الأمر بالعرب والمسلمين حيث في الوقت الذي أعلنت فيه إدارة باراك أوباما عن رفع الجزائر عن »القائمة السوداء« قبل نحو سنتين إلا أنها تعتمد على هذا المنطق على أرض الواقع وفي ممارساتها تجاه المواطنين الجزائريين الراغبين في بلوغ الأراضي الأمريكية. أصحاب التأشيرات الأمريكية بنظام »غرين كارد« من الجزائريين من المقرر حصولهم عليها قبل نهاية الشهر الفارط إلا أنها تأخرت لحد الساعة وذلك ما يفسر المرض الذي ما يزال يعشعش داخل الإدارة الأمريكية والمسمى »إسلاموفوبيا« خاصة إذا نظرنا إلى الدول التي تعرضت إلى نفس الأجراء المماثل للجزائر نجدها كلها عربية وإسلامية على غرار العربية السعودية والعراق ولبنان وليبيا ونيجيريا واليمن والصومال. وينسب الملاحظون لهذا التأخير والصرامة الأمريكية إلى تأثير اللوبي الصهيوني الإسرائيلي داخل الكونغرس الأمريكي والإعترافات التي يبديها ضد برنامج نظام »غرين كارد« المخصص للأجانب العرب والمسلمين. هذا اللوبي المعادي لكل ما هو عربي ومسلم سّن ضغوطات رهيبة وكبيرة ضد إدارة باراك أوباما من أجل إلغاء هذه العملية والخاصة بالقرعة السنوية للهجرة بداعي أن البطاقة الخضراء الأمريكية الممنوحة لرعايا الدولة العربية تشكل تهديدا مباشرا ومتزايدا للأمن القومي الأمريكي وعاملاً من عوامل اللا تجانس واندماج العرب والمسلمين داخل المجتمع الأمريكي معللين ذلك بحادثة المواطن المصري الذي قتل شخصين وأصاب ثلاثة آخرين خلال عملية إطلاق النار في بهو مطار لوس أنجلس الدولي في سنة 2002 والذي كان من أحد المستفيدين من تأشيرة »الغرين كارد« وكذا محاولة مواطن نيجيري مسلم تفجير قنبلة على متن طائرة أمريكية تابعة لخطوط »نورت ديترويت«.