دعا أمس وزراء ثقافة دول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي "الإيسيسكو" إلى ضرورة تمتين علاقات التعاون والشراكة بين المؤسسات الحكومية والأهلية، وشدد المشاركون على ضرورة التعريف بالإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي على أوسع نطاق في صيغتها المعدلة لدى جهات الاختصاص في الدول الأعضاء وهيئات المجتمع المدني والمنظمات الإقليمية والدولية الموازية، وتخصيص مزيد من الأنشطة والبرامج ضمن خطط عملها، لتفعيل مضامينها وتحقيق أهدافها في تعزيز العمل الثقافي الإسلامي المشترك وتطويره. وشدد الوزراء في البيان الختامي على مشروع المقاولات الثقافية في الدول الأعضاء، مع الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات أعضاء المؤتمر والتأكيد على أهمية تشجيع إنشاء المقاولات الثقافية في الدول الأعضاء من أجل تنمية الإبداع الفني والثقافي، وتعزيز التنوع الثقافي، واستمرار الموروث الثقافي لإبراز خصائص الحضارة الإسلامية، والاستفادة من مردودها الاقتصادي، للإسهام في التنمية الشاملة. واعتمد المؤتمر على الوثيقة المتعلقة بمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات من منجزات وآفاق مستقبلية مثمن ما حققته هذه المبادرة الرائدة من نتائج، وما راكمته من منجزات، كما دعا المؤتمر الجهات المختصة في الدول الأعضاء والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية المتخصصة، وفي مقدمتها الإيسيسكو إلى تكثيف جهودها من أجل تفعيل المقترحات البناءة التي وردت في الوثيقة والآليات التنفيذية التي سطرتها لتحقيق الأهداف السامية لمبادرة السعودية، منوهين بجميع المبادرات الرامية إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات التي تقوم بها منظمة التعاون الإسلامي والإيسيسكو. وأشاد المؤتمر بالتدابير القوية والملائمة للتعاون الإسلامي لمحاربة الإسلاموفوبيا والتمييز ضد المسلمين، إلى جانب توعية المجتمع الدولي بمسألة التحريض على كراهية المسلمين وبتصويرهم بشكل سلبي مثمن جهود مرصد الإسلاموفوبيا الذي أنشأ بقصد تسجيل الحالات للحد منها. كما جاء في البيان ذاته دعوة المشاركين باعتبار المجتمع المدني شريكا رئيسيا في جهود التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحقيق السلم الاجتماعي، وتفعيل التفاهم والمصالحة بين مختلف مكونات المجتمع لتسريع إنجاح الوتيرة وإنجاح التحولات الديمقراطية وتحقيق الإصلاح المنشود لضمان العدالة وإشاعة قيم الحوار والسلم، والتأكيد على أهمية صياغة ميثاق ثقافي في العالم الإسلامي الذي يحدد أولويات العمل ومجالاته وفق رؤية تشاركية مع المؤسسات الحكومية ذات صلة، وإنشاء مرصد للمجتمع يعني بالتوثيق والدراسات والأبحاث والتشبيك بين مختلف الجمعيات العاملة في هذا المجال في العالم الإسلامي، والدعوة إلى إطلاق مبادرة التحالف الثقافي من أجل الحوار والسلم بين مختلف مكونات المجتمع المدني العاملة في مجالات التربية والثقافة والإعلام والإبداع الفني التي تحدد أولويات العمل المشترك في هذه المجالات وتنسيق الجهود لتحقيق الأهداف المنشودة من هذه المبادرة.