احتشد الآلاف في شوارع العاصمة الإيرانية للمشاركة في تشييع جنازة القائد العسكري، قاسم سليماني. وكان سليماني قد اغتيل بواسطة طائرة موجهة في العراق، يوم الجمعة، بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد أمّ المرشد الأعلى آية الله خامنئي صلاة الجنازة، وشوهد وهو يبكي. وهددت إيران بالانتقام لمقتل سليماني، وأعلنت أمس انسحابها من الاتفاقية النووية التي وقعتها في عام 2015. وكان سليماني (62 عاما) قائدا لفيلق القدس، حيث اضطلع بحماية وتعزيز نفوذ إيران في الشرق الأوسط. بث التلفزيون الرسمي الإيراني مشاهد لحشود ضخمة في طهران، وأفاد التلفزيون الرسمي بأن الملايين شاركوا في الجنازة. وكان البعض يبكون بينما حمل آخرون صورا للقائد العسكري الراحل. وبينما تناقل المشيعون النعش فوق رؤوسهم، سُمع ترديد شعار الموت لأمريكا . وكانت زينب ابنة سليماني قد حذرت الولاياتالمتحدة بأنها تواجه يوما أسود بسبب قتل والدها. وقالت: ترامب المجنون، لا تظن أن كل شيء انتهى باستشهاد والدي . ومن المقرر نقل رفات سليماني إلى مدينة قم من أجل مراسم إضافية قبل نقله إلى مدينة كرمان مسقط رأسه اليوم. و أعلنت إيران أمس الاول أنها لن تلتزم بأي من القيود المفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي الذي وقعته في عام 2015. وقد فرضت الاتفاقية قيودا على نشاط المنشآت النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. وقالت إيران في بيان إنها لن تلتزم بعد الآن بالقيود المفروضة على قدراتها النووية ومستوى التخصيب وتخزين المواد المخصبة أو الأبحاث النووية والتطوير. وحثت 3 دول أوروبية، هي ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، إيران على الالتزام بشروط الاتفاقية. بعد تحذيرات إيران، توعد ترامب ب انتقام كبير إذا حاولت طهران الثأر لمقتل سليماني، مهددا بقصف مواقع ثقافية إيرانية. وقال ترامب: إذا فعلوا أي شيء فسيكون هناك انتقام كبير . وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها ترامب للصحفيين على متن طائرته الرئاسية لدى عودته إلى واشنطن، عقب قضاء إجازته في فلوريدا. وكان ترامب قد هدد من قبل بقصف إيران على نطاق واسع، إذا نفذت طهران تهديداتها بمهاجمة القوات والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. وحاول مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى التقليل من تهديد ترامب بقصف مواقع ثقافية إيرانية، قائلين إن هناك معارضة واسعة في واشنطن لضرب تلك الأهداف. ترامب يتوعد بغداد ب عقوبات كبيرة هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض عقوبات على بغداد، بعد أن دعا البرلمان العراقي إلى العمل على إنهاء وجود أي قوات أجنبية، بما فيها الأمريكية، في البلاد. وقال ترامب إنه إذا غادرت القوات الأمريكية، فإن بغداد سوف تضطر لأن تدفع لواشنطن تكلفة قاعدة جوية هناك. وأضاف: لدينا قاعدة جوية باهظة التكلفة بشكل استثنائي هناك. لقد كلفتنا مليارات الدولارات لبنائها، قبل أن أتولى منصبي بوقت طويل. لن نغادر ما لم يدفعوا لنا تكلفتها . وقال ترامب إنه إذا طلب العراق من القوات الأمريكية الرحيل، دون أن يتم ذلك على أساس ودي، سوف نفرض عليهم عقوبات لم يروا مثلها من قبل. ستكون العقوبات على إيران شيئا صغيرا بالنسبة لها . كما أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن خيبة أملها إزاء تصويت البرلمان العراقي على قراره عقب الضربة الجوية التي استهدفت القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني وعددا من قادة الحشد الشعبي العراقي. وحثت واشنطن القادة العراقيين على النظر في أهمية شراكتهم. ومرر القرار بدعم من الكتلة الشيعية القوية المقربة من إيران، وقاطع معظم النواب السنة والأكراد جلسة التصويت. ورغم أن قرارات البرلمان لا تعد مُلزمة للحكومة، إلا أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي دعا في وقت سابق إلى إنهاء وجود القوات الأجنبية. ويرى محللون أنه إذا اضطرت الولاياتالمتحدة فعلا إلى مغادرة العراق، فإن ذلك سيفسح المجال أمام إيران، لأنها ستصبح صاحبة النفوذ الرئيسي في البلاد.