لا تزال عائلات حي القلعة القصديري الواقع على مستوى ببلدية الشراقة بالعاصمة تعيش ظروفا اجتماعية مزرية ببيوت قصديرية لم تعد صالحة لإيواء البشر، بالرغم من النداءات المتكررة التي أطلقوها في عديد المرات للجهات المعنية محاولين بذلك لفت انتباههم والوقوف على حجم معاناتهم، إلا أن مطلبهم لم يجد سوى وعود لم تجسد على أرض الواقع. تعيش عائلات حي القلعة الفوضوي وضعية أقل ما يقال عنها أنها مزرية، في بيوت تم إنشاؤها بطريقة فوضوية منذ أزيد من عشرين سنة، وتعود عملية البناء حسب السكان إلى العشرية السوداء، في ظل عدم الاستقرار الأمني، الأمر الذي دفع بهم لبناء هذه البيوت الفوضوية ليجدوا أنفسهم أمام معاناة حقيقية، خاصة وأن البيوت التي يقطنونها أضحت في درجة جد متقدمة من التدهور، حيث لم تعد صالحة للإيواء، إذ تشهد جدرانها وأسقفها تدهورا رهيبا قد يقع فوق رؤوس قاطنيه في أي لحظة، وأمام هذا الأمر ناشد السكان الجهات المسؤولية بضرورة التدخل من أجل إنقاذهم من خطر الموت الذي يتربص بهم، ناهيك عن الرطوبة العالية التي تحاصرهم في كل مكان والتي باتت تشكل خطرا على صحة قاطنيه سيما مرضى الحساسية والأمراض الصدرية مما زاد في حالتهم سوءا ، ناهيك عن الحرارة الشديد في فصل الصيف خاصة وأن أسقف البيوت التي يقطنونها من مادة الزنك، كما أن انعدام شبكة الصرف الصحي من بين أهم المشاكل التي تحاصرهم بالنظر إلى أهميتها في التخلص من المياه القذرة حيث يضطرون لصرفها بطريقة عشوائية، الأمر الذي قد ينجم عنه أمراض وأوبئة خطيرة، خاصة على الأطفال نتيجة لعبهم في الأماكن القذرة، إضافة إلى انتشار الحشرات الضارة، ومن جهة أخرى أبدى قاطنو الحي استياءهم الشديد من الوضع المزري الذي يواجهونه، في ظل غياب ضروريات الحياة كالكهرباء والغاز الطبيعي، ناهيك عن حالة الطرقات المزرية التي تتحول إلى برك مائية وأوحال عند كل تساقط للأمطار، حيث يعاني قاطنو الحي كثيرا من تسرب المياه داخل مساكنهم، كما أنهم يضطرون لارتداء أحذية وأكياس بلاستيكية لتجاوز الأمر، كما اشتكى السكان من انعدام الغاز الطبيعي بالحي الذي يعتبر مادة ضرورية وحيوية في حياة الأفراد، خاصة في فصل الشتاء أين تكثر استعمالات هذا الأخير خاصة في التدفئة، حيث نقل السكان معاناتهم في البحث عن قارورة غاز البوتان متحملين بذلك مصاريف وأعباء التنقل، وعليه جدد السكان مطالبهم للجهات المعنية من أجل التدخل الفوري للحد من معاناتهم التي أضحت هاجسا يؤرقهم وذلك بترحيلهم إلى سكنات لائقة تضمن لهم الحياة الكريمة، وذلك في إطار إدراجهم ضمن قوائم المرحلين إلى السكنات المنجزة والمتعلقة ببرنامج رئيس الجمهورية والقاضي بترحيل سكان البنايات الهشة في العاصمة.