يعاني قاطنو الحي القصديري بن عاشور بالبليدة، من وضعية سكنية لا تصلح للعيش أين اجتمعت ضدهم كل الظروف التي تدق ناقوس الخطر وتدعوا إلى ترحيلهم في اقرب الآجال. يعيش سكان حي بن عاشور بالبليدة في ظروف أقل ما يمكن وصفها بها أنها بعيدة كل البعد عن كل ما يمت لشروط العيش الكريم بصلة، حيث يتحملون شتى أنواع المعاناة في ظل استمرار سكنهم لسنوات طوال تحت أسقف الصفيح التي لا تحميهم حر الصيف ولا برد الشتاء. وفي ذات الصدد، أوضحت العائلات أن بقاءها في ذات الظروف هو استباحة معلنة لأرواحه السكان وصحتهم هناك أين لم تعد جدران ولا أسقف المنازل المتصدعة قادرة على احتضانهم متسببة في خلق حالة من الذعر والخوف في نفوسهم خاصة في أيام فصل الشتاء الممطرة التي تجتاح فيها السيول كل أركان سكناتهم وتأتي على كل ما فيها، الأمر الذي يدفع بقاطنيها إلى إخلائها والمبيت في العراء خوفا على حياتهم من الموت ردما. من جهة أخرى، تحدث سكان الحي عن الخطر الذي يحدق بهم نظرا لتواجد بيوتهم بمحاذاة مجرى لمياه نهر قذرة اضطروا لتشييد جسر من إمكانياتهم المتواضعة ليتمكنوا من الانتقال إلى الضفة الأخرى والخروج من الحي، مما يجعلهم في عرضة دائمة للسقوط، كما أكد السكان أن سكنهم بمحاذاة هذه الكارثة البيئة أين تغييب كل مظاهر النظافة وتحضر مشاهد النفايات والحشرات الضارة والقوارض التي تقاسمهم مساكنهم هو السبب الأول في تدهور حالتهم الصحية، أين باتت أكياس الدواء ومعدات التنفس الاصطناعي رفيقهم الدائم. كما أكد السكان أنهم باتوا غير قادرين على تحمل غياب مستلزمات العيش الكريم أين لازالوا ونحن في سنة 2020 يقطعون مسافات طويلة لابتياع قارورات غاز البوتان فينظرا لعدم إمدادهم بها. كما عبر السكان عن أسفهم الشديد عن عدم تهيئة المصالح البلدية لقنوات الصرف الصحي طيلة هذه السنوات، مما يجعلهم يعتمدون على الطرق القديمة المتمثلة في الحفر للتخلص من القاذورات مما يزيد الوضع البيئي في المنطقة تدهورا. كما أبدى المواطنون استياءهم الشديد من عدم تهيئة الطرقات المؤدية للحي والتي تملؤها الحفر والمطبات من كل ناح وصوب، أين تتحول إلى برك مائية عند تساقط الأمطار، ناهيك عن الأوحال التي تمنع أبناء الحي وخاصة منهم الأطفال من التنقل لمزاولتهم دراستهم وكافة نشاطاتهم. فيما تساءل سكان حي بن عاشور عن أسباب عدم ترحيلهم إلى سكنات لائقة طيلة هذه السنوات، مناشدين والي البليدة للالتفات إليهم في اقرب الآجال.