أفادت مصادر مطلعة أن اللجنة الوزارية المشتركة المتضمنة وزارة السياحة ووزارة الشؤون الدينية والوزارة الخارجية اجتمعت مساء أول أمس من أجل مناقشة مشكلة العمرة مع القنصل السعودي بالجزائر، لم تخرج بأي نتيجة، ولم تصل إلى حل توافقي بين الطرفين، وهو ما ينذر بموسم عمرة أبيض هذه السنة. وأوضحت المصادر التي حضرت الاجتماع الذي عقد أول أمس بمقر وزارة الخارجية أن القنصل السعودي تشبث برأيه، والمتثل في اختيار 60 وكالة سياحية جزائرية لتأطير المعتمرين هذا الموسم، خلافا لكل السنوات الفارطة، وهو ما يعتبر تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية الجزائرية، إذ لا يعقل أن ينتقي القنصل السعودي الوكالات الجزائرية لأن هذا من صلاحية وزارة السياحة الجزائرية وحدها. وأضافت نفس المصادر ل»السياسي« أن تعنّت الجانب السعودي حال دون أن يفضي الاجتماع الذي علق عليه آمالا كبيرة من أجل الخروج بحل لهذه المعضلة، على اعتبار أنه جمع كل الأطراف المعنية من وزارة الشؤون الدينية والسياحة والخارجية، مشيرة إلى أن القنصل السعودي لم يبد أي نية في التراجع عن قراره أو تليين موقفه المنافي للقوانين الدبلوماسية المعروفة، بل اعترض حتى على بعض البنود التي تضمنها دفتر الشروط المعدّ من قبل الديوان الوطني للحج والعمرة. وسألت »السياسي« عن المخرج من هذه المعضلة، وكيف ستتصرف الجزائر لإنقاذ موسم العمرة؟، حيث قال المصدر أن الحل الآن بات بيد وزارة الشؤون الخارجية التي ستراسل وزارة الخارجية السعودية من أجل التدخّل لإثناء القنصل السعودي على العدول عن رأيه، سيما وأن القرار شخصي ولم يصدر من طرف وزارة الحج السعودية المخولة أساسا لاتخاذ تدابير لتأطير الحج وتنظيمه، إذا كان هناك داع لذلك ويكون هذا على كل الوفود المعتمرة وليس على الجزائر فقط. وستعمل وزارة الشؤون الخارجية وفق القنوات الدبلوماسية المتعارف عليها من أجل حلحلة هذا المشكل، حتى يتسنى للوكالات السياحة المقدرة ب 341 وكالة من تأطير موسم العمرة، والمباشرة في الإجراءات القانونية المعتادة مع المعتمرين. ودخلت وكالات السياحة في دوامة من القلق والاستياء خوفا من ضياع موسم العمرة الذي يعتبرونه موسم عمل ونشاط لا يمكن التفريط فيه، في ظل تدنّي الخدمات السياحية على المستوى الداخلي، وكذلك الشأن بالنسبة للجزائريين الذين كانوا ينوون أداء موسم العمرة هذه السنة، حيث لايزالون ينتظرون الضوء الأخضر من الوكالات السياحية للشروع في الإجراءات المعتادة التي تأخرت بحوالي 20 يوما كاملة مقارنة بالسنوات الفارطة، وهو ما زاد من حدة الخوف من عدم أداء موسم العمرة هذه السنة. للإشارة فقد فرض القنصل العام السعودي على الديوان الوطني للحج والعمرة اعتماد 60 وكالة سياحية فقط لتأطير المعتمرين خلال هذا الموسم، في الوقت الذي كان مبرمجا مشاركة 431 وكالة، على غرار الموسم الماضي الذي فوجئت فيه 331 وكالة سياحية 471 ألف معتمر، والتي تدخل أساسا في صلاحيات مدير الديوان، على غرار عدد الوكالات، حين أكّد على ضرورة تحديدها ب60 وكالة فقط ستمنح الحق في تأطير المعتمرين داخل الأراضي السعودية، هذه الأخيرة التي لن يسمح لها بالتعامل مباشرة مع القنصلية العامة وإنما بوساطة الديوان الوطني للحج والعمرة.