لا يخلو أي موقع من مواقع سكنات (عدل) حديثة التسليم من النقائص التي باتت تؤرق ساكنيها وتتسبب في إرعاب منتظري استلام مفاتيح شققهم لذات الصيغة السكنية من جهة أخرى، كونهم لا يتوقعون أن تكون شققهم أحسن من سابقتها خاصة وأن مطابقة مشاريع (عدل) للمعايير المتفق عليها في دفتر الشروط باتت في تدهور مستمر، حسبما يؤكده المكتتبون. يعاني المستفيدون من سكنات عدل بحي أولامي احمد بأولاد فايت، والتي لم ترق إلى مستوى التطلعات والأحلام التي رسموها خلال سنوات انتظارهم الطوال، حيث لازالوا يحصون ذات النواقص منذ سنة2007 التي استلموا فيها مفاتيح سكناتهم وإلى غاية كتابة هذه الأسطر دون أن تحرك الوكالة أو الجهات المعنية ساكنا. أين يعدد هؤلاء مشاكل يومية أولاها عدم تهيئة المحيطين الداخلي والخارجي للعمارات التي إهترأت جدران أقبيتها على اثر تكدس مياه الأمطار بها كون أن قنوات الصرف الصحي غائبة، مما يحول العمارات إلى مسابح مائية قذرة، ناهيك عن تحول هذه الأقبية إلى ملجئ للقوارض والحشرات الضارة التي وجدت في المياه القذرة جوا مناسبا للتكاثر، هو ما جعل الأمراض والأوبئة ملازمة لأجساد السكان خاصة منها قاطني الطوابق السفلى جراء غزو هذه الأخيرة لسكناتهم، ما يدفع بأصحابها إلى تولي مهمة تصريف هذه المياه القذرة بإمكانياتهم البسيطة. كما تحدث السكان عن ما فضلوا تسميته بكارثة الطرقات أين يعيشون في محيط يغيب عنه تعبيد الطرقات، والتي تجعل المشهد بعيد كل البعد عن كل ما يمت للحياة الحضرية بأي صلة والوضع الذي يحدث تنجر عنه اضرار لا حصر لها لمركبات السكان. في سياق متصل، أردف المستفيدون من سكنات عدل بموقع أولامي أحمد بأولاد فايت شكاويهم عن العزلة التي يعيشونها في حيهم الذي تغيب عن حدوده المواصلات، ما يزيد حملهم ثقلا أين يضطرون إلى قطع مسافات في منطقة تفتقر إلى ادني شروط الأمن حيث لم يعد أرباب الأسر يؤمّنون على أبنائهم في ظل هذا الوضع إذ يرافقونهم إلى مدارسهم خاصة بعد سلسلة الاعتداءات التي عرفها الحي. وفي خضم حديثهم أشار المتحدثون إلى المحلات المهجورة بذات الحي والتي باتت وكرا يجد فيه متعاطو المخدرات والكحول وغيرهم ملاذا آمنا يحتمون بين جدرانه المهترئة بعد أن أكل عليها الدهر وشرب أين باتوا بذلك مصدر إزعاج للسكان الذين كسر الكلام البذيء الصادر من هذه الجماعات حرمة منازلهم بعد أن غاب الردع غيابا كليا، حسب تصريحات المواطنين. وفي ظل تكالب كل هذه الظروف المزرية على سكان الحي تستمر مساعيهم المنادية بضرورة تدخل الجهات المعنية لرفع الغبن عن السكان.