يعتبر حيا ديار السعادة والكونفور ببلدية المدنية بالعاصمة من الأحياء الراقية على مستوى البليدة المذكورة مقارنة بجريانهما من أحياء ديار الباهية والمحصول والشمس والبابور، نظرا لكون الأولى كانت موجهة لسكن الفرنسييين، والثانية لسكن الجزائريين في نهاية الخمسينيات، وتعد العمارات بحي ديار السعادة والكونفور، عمارات راقية وفخمة، مبينة على الطراز الفرنسي القديم، تتكون في الغالب من 5 إلى 17 طابقا، تتضمن شققا واسعة من ثلاث إلى أربع غرف، إلا أنه وبعد الاستقلال مباشرة، عادت هذه السكنات للمواطنين الجزائريين، والحق يقال إنها تحتل موقعا استراتيجيا وهاما، ناهيك عن روعة هندستها وبنائها· وطيلة 50 سنة كاملة أو أكثر، لم تعرف هذه البنايات أية أشغال ترميم، أو إعادة تهيئة، سواء لشبكة الكهرباء والماء أو الغاز الطبيعي، وحتى لقنوات الصرف الصحي، والمشكل لا يتعلق بامتناع القاطنين حاليا على إعادة ترميمها خصوصا بالنسبة لقنوات الصرف الصحي، وإنما بالخطورة الكبيرة التي تتربص بهم، نظرا لأن قنوات صرف المياه القذرة تقع في إحدى جهات تلك العمارات، فهندستها آنذاك فرضت وضعها في تلك الأمكنة، والوصول إليها يتطلب النزول إلى هناك من إحدى الغرف أو الفتحات المتواجدة بأعلى البناية، ورغم وجود سلم هناك، إلا أنه اهترأ بصورة كبيرة بفعل المدة الزمنية الطويلة، ما يضطر المتضررين من انسداد قنوات الصرف على مستوى حمامات منازلهم، أو دورات المياه أو المطبخ، إلى نزول 10 طوابق أو أكثر لبلوغ الطابق الذي تقع فيه الشقة، بطريقة خطرة للغاية، انتهت في فترات سابقة بسقوط بعض الضحايا وموتهم، حسبما أكده لنا بعض السكان في حديثهم إلينا حول هذا الموضوع· وعدا ذلك، فإن أنابيب مياه الشرب التي تقع بدورها في رواق كل طابق، ويضم كل طابق أربع شقق ببعض عمارات حي الكونفور مثلا، قد اهترأت بصورة كبيرة، وأتى عليها الصدأ لدرجة أن أضحت مياهها تتسرب إلى الخارج، ما اضطر السكان إلى ربطها ببعض القطع الجلدية لمنع تسرب المياه، فيما أن الخطر الكبير هو أن أسلاك الكهرباء تتواجد في مكان واحد مع أنابيب المياه، ولنا أن نتخيل الخطورة الكبيرة التي تهدد حياة السكان بسبب ذلك، فيما أن أغلب تلك العمارات بحاجة إلى تدخل عاجل من السلطات المعنية لإعادة تهيئة ومعاينة كل ما يتعلق بقنوات المياه وشبكة الكهرباء والماء وتجديدها، في القريب العاجل، مع ضرورة أن يقوم بذلك مختصون يدرسون جيدا الطريقة التي تم بها تشييد تلك العمارات، تفاديا للمخاطر التي يتعرض إليها السكان الذين لا زالوا يعانون من هذا المشكل، خصوصا عند وقوع انسدادات في قنوات الصرف الصحي المختلفة، ويعجزون عن معالجتها، إلا بتكبد مخاطر جمة، على رأسها اضطرارهم لنزول قبو يتكون من عدة طوابق ومليء بالرطوبة والروائح الكريهة مع عدم وجود أية وسائل حماية أو إضاءة أو حتى للنجدة·