مطالب باسْتغلال المؤهلات والتحول إلى بلد مستقبل للسياح بات بحث العائلات الجزائرية عن فضاء للراحة والاستجمام ببلديات العاصمة شبيها بالمهمة الصعبة، وذلك نظرا للعراقيل التي يواجهونها والتي تصادفهم في كل مرة خاصة فيما تعلق بالمرافق الداخلية على غرار توفير الأكشاك دورات المياه، مواقف السيارات وكذا الأسعار التي باتت خيالية في نظر العائلات المحدودة الدخل الراغبة بقضاء وقت مريح رفقة أبنائها. أول ما يطرحه سكان العاصمة على أنفسهم قبل التفكير في قضاء من أيام من إجازته أو خلال عطلة نهاية الأسبوع هو إلى أين ستكون الوجهة التي يجدون بها أبسط ما يضمن لهم جوا آمنا ومسليا بأحسن خدمة وبأسعار معقولة لا تتجاوز سقف إمكانياتهم المحدودة؟، أين أضحى المواطنون في مواجهة صعوبة كبيرة للإجابة على هذا التساؤل الذي يؤرقهم، خاصة بالنسبة لأرباب الأسر الذين يحاولون تلبية رغبات أبنائهم في قضاء أوقات مسلية. منتزه الصابلات وجهة أولى.. في ظل غياب البديل يعد منتزه الصابلات القبلة الأولى التي يحج إليها زوار العاصمة على مدار السنة ما يجعله دائم الاكتظاظ خاصة خلال العطل بحيث يتطلب الدخول إليه الانتظار في طوابير تمتد إلى غاية الطرقات السريعة المؤدية إليه ما يزرع حالة من التذمر لدى المواطنين، وهو الوضع الذي يجعل التجول على مد كورنيشه غير ممتع مثلما أضاف الزوار، أين تفترش العائلات التي تصطحب معها في غالبية الأحيان وجباتها الغذائية المساحات الخضراء دون أن يكون بين العائلة والأخرى مسافة تضمن الخصوصية لأي منها. وفي ذات الصدد أوضح عمال النظافة أنهم يواجهون صعوبة كبيرة بصفة يومية في تنظيف ما يخلفه الزائرون، الأمر الذي تحققت منه (السياسي) خلال خرجتها الميدانية للمتنزه في الفترة الصباحية أين تنتشر الروائح الكريهة بين أرجائه لكثرة النفايات المتراكمة قبل مباشرة أعوان النظافة والتطهير عملهم اليومي. باركينغ الصابلات ساحة لنشوب الخلافات بين أصحاب المركبات ومن ناحية أخرى، يتحول موقف سيارات المنتزه إلى ساحة لنشوب الخلافات بين السائقين الذين يعجزون عن إيجاد أماكن لصف سيارتهم بسهولة، كما تحدث المواطنون عن استيائهم الشديد من ارتفاع تسعيرة تذكرة الموقف والتي تقدر بحسب المدة التي يقضونها داخل المتنزه أين يعد ثمن 100 دينار أدنى تسعيرتها، وفي ذات الصدد أوضح الرياضيون اللذين يترددون على المكان بصفة دورية أن هذه التسعيرة لا تتناسب والمستوى المادي لبعضهم، كما عرج الكثير من المتحدثين ل(السياسي) عن غياب دوريات مراقبة حراسة السيارات خاصة في الفترة الليلية ما يجعل دفع هذه التكلفة دون خدمة مقابلة، حسب وجهة نظرهم. غابة بوشاوي تخلو من كل الضروريات وفي نفس الصدد، أوضح مرتادو غابة بوشاوي بسيدي فرج، أن هذه الأخيرة تعد واحدة من المرافق التي لم يحسن استغلالها من طرف السلطات المعنية للانعدام شبه التام لكل ما من شأنه أن يجعل زائرها في جو ملائم يدفعه إلى التردد عليها مرارا وتكرارا، حيث يعد غياب الانارة العمومية وانعدام الأعمدة على رأس النواقص التي تحولها إلى مكان تهجره العائلات بعد وقت قصير من سدول ستائر الظلام، وأوضح الزوار بأن ذلك وضع غير مقبول خاصة خلال أيام فصل الشتاء التي تعرف بغروب أشعة الشمس في وقت مبكر. كما أشار المواطنون إلى انعدام أماكن منظمة لصف السيارات، أين يقتصر ذلك على أماكن فارغة يتسارع الزوار لحجزها أماكن سياراتهم بها بصعوبة دون وجود أعوان للحراسة أو التنظيم ما عدى دوريات الدرك الوطني التي تحرص على توفير الحد الأدنى من الأمن للعائلات والزوار. هذا ما يجعل العائلات تنفر من شاطئ أرديس ! في حديث مغاير، أوضحت العديد من العائلات التي قصدت المركز التجاري (أرديس) لقضاء بعض الأوقات الممتعة في جو عائلي، أن المكان بات غير صالح لتجول العائلات نظرا للعدد الكبير من الشباب المتسكعين الذين يتسببون في إزعاج العائلات الجزائرية المحافظة بما يتلفظون به من كلام بذيء، وتدخين السجائر وإطلاق الموسيقى الصاخبة، ما يعكر صفو فسحة هذه العائلات، ناهيك عن الخطورة التي تحدق بهم في ظل الاستعراضات والبهرجة التي تمارسها مجموعات الشباب المتهورين بسياراتهم ودراجاتهم النارية، والتي أسفرت عديد المرات عن حوادث مرور خطيرة. أبواب دنيا بارك.. مغلقة على مدار السنة تدفع أبواب دنيا بارك الموصدة على مدار السنة الجزائريين إلى وضع عدد لا منتهي من علامات الاستفهام أمام الأسباب التي آلت إلى ذلك، وهو المرفق الذي خصصت له الدولة الجزائرية غلافا ماليا ضخما حيث يمتد على مساحة شاسعة تقدر ب800 هكتار من بلدية دالي إبراهيم كما يصنف (البارك) كواحد من المنتزهات المركزية الهامة، إذ يضم هذا الأخير مرافق للعب والترفيه ومساحات خضراء وأخرى للممارسة رياضة الغولف ما يجعله تحفة طبيعية لا يتمتع بها الجزائريين إلا في فرص جد نادرة الحدوث، أين تفتح أبواب البارك خلال أيام معدودة من عطل الشتاء والربيع أمام الجمعيات ودور الشباب التي تنظم خرجات للأطفال. خدمات حديقة التجارب لا ترقى لمستوى تطلعات الزوار ولم تخلو حديقة التجارب ببلدية محمد بلوزداد من نقائص أثارت سخط زوارها الكثر، أين اشتكى هؤلاء من غلاء تسعيرة تذاكر الدخول إلى الحديقة، موضحين أنها في ارتفاع مستمر خلال فترة وجيزة، أين باتت تقدر في الوقت الحالي ب150 دينار للشخص الواحد وهو ما اعتبره الزوار أمرا غير مقبول ولا يتماشى والإمكانيات المادية لغالبيتهم، خاصة وأن أرباب العائلات التي تزور الحديقة يصطحبون كل أفراد أسرهم في غالبية المرات ما يجعل تكلفة التفسح لسويعات معدودة جد مرتفعة، على حد تعبيرهم. من جهة أخرى، أوضح الزوار أن عدم السماح للعائلات بإدخال الأطعمة هو أمر قد يضمن الحفاظ على محيط الحديقة دون أوساخ، لكن بمقابل ذلك يجدر على إدارة الحديقة توفير أكشاك، محلات، ومطاعم أخرى لبيع ما يحتاجه الزوار خاصة إضافة لتلك الموجودة به والتي تعد على الأصابع، أين أكد زوارها أن هؤلاء ينتهزون فرصة احتكارهم للبيع بالمرفق أين يضاعفون الأسعار بطريقة جنونية إضافة إلى سوء الخدمة وغياب فن التعامل والمواطنين الذين يجدون هذا الوضع منافي للترويج السياحي بالمنطقة. في ذات الصدد، أشار الزوار إلى تأخر مواعيد فتح أبواب الحديقة أمام الزائرين التي تصل إلى غاية الساعة 10:30 و11 صباحا، ما يجعل أسئلة كثيرة تحوم حول ذلك خاصة وأن العديد من المتقاعدين وغيرهم يحبذون التنزه في ساعات مبكرة من النهار لاستنشاق النسيم العليل والتمتع بنقاء الجو غير الملوث بعيدا من اكتظاظ ساعات الظهيرة والمساء. ولم يجد ذات المتحدثون حدا لقائمة النواقص التي تشهدها حديقة الحيوانات الموجودة بذات المرفق أين أبدوا استياءهم الشديد من عدم جعلهم يدفعون ثمن تذكرة دخول أخرى غير تلك المدفوعة على مستوى المدخل الرئيسي لحديقة التجارب، وهو ما يثقل كاهل الآباء الذين يلبون رغبة صغارهم في التجول بين أقفاص الحيوانات التي لا ترقى لمستوى تطلعات الزائرين بسبب انعدام النظافة بها والانتشار الكبير للروائح الكريهة ما يعكر صفو التجول بين أرجائها إضافة إلى أن هذه الأخيرة لا تحوي لأنواع عديدة من الحيوانات التي يتطلع الزائرون إلى اكتشافها خلال خرجاتهم. غلق دورات المياه ب الحامة .. يثير التسائل وفي سياق متصل، أثار الزوار مشكل غلق أبواب دورات المياه الموجودة بالحديقة بشكل شبه دائم ما يجعل الزوار مضطرين على اللجوء إلى طلب رخصة الدخول إلى مراحيض المحلات التي يقابلهم أصحابها في معظم الأحيان بالرفض، مؤكدين على أن غياب مرفق كهذا وسط حديقة يقصدها سياح من داخل وخارج الوطن هو وضع يجدر تداركه في أقرب الآجال. وأشار الزوار إلى ضرورة تكثيف دوريات الأمن والحراسة بين أرجاء الحديقة التي يجد فيها البعض من الشباب ملاذا آمنا لممارسة الرذيلة ما يجعل العائلات تبتعد عنها. كورنيش الكيتاني.. ثروة سياحية مهدورة لا يمكن الحديث عن الوجهات السياحية العاصمية دون الوقوف على وضع كورنيش (الكيتاني) ببلدية باب الود، والذي يعد وجهة سياحية لعديد المواطنين من داخل وخارج الولاية وحتى الأجانب غير أن المتجول فيه خاصة في هذا الوقت من السنة يلاحظ ركودا كبيرا على المستوى التجاري حيث استغربنا من خلال الزيارة التي قادت (السياسي) للبلدية من النقص الفادح في المرافق التي من شأنها أن تضع المتجول في جو استجمامي مريح، فمعظم الأكشاك الموجودة لا تزاول نشاطها التجاري طيلة أيام الأسبوع باستثناء ايام العطل والراحة وهو أكده السكان أما عن مرافق الترفيه فلا وجود سوى لبعض ألعاب الأطفال المهترئة التي أكل عليها الدهر وشرب، كما استغرب السكان من غرض تشييد المراحيض العمومية بها مادامت لا تفتح أبوابها وهو الأمر الذي يسيل الكثير من الحبر حول عدم الاستثمار في هذا الموقع السياحي بتشييد عديد المرافق مما من شأنه أن يدحض عجلة التنمية بالمنطقة ويفتح منتصب شغل لشبابها. النقل.. عثرة تواجه الزوار والعائلات وفي ذات الموضوع، أردف عدد كبير من المواطنين حديثهم عن نواقص السياحة العاصمية بأن وسائل النقل لمختلف الوجهات الترفيهية سابقة الذكر شبه منعدمة ما يجعل الراغبين في زيارتها إلى تغيير الحافلات عديد المرات ما يدفعهم عديد المرات إلى تفضيل المكوث بمنازلهم عوض تحمل عناء التنقل في ظروف غير ملائمة في وقت أصبحت فيه حيازة السيارة أمرا لا غنا عنه للتمكن من قضاء يوم من الراحة والاستجمام، حيث وجد العديد منهم ضرورة إلى استحداث خطوط نقل عبر مختلف بلديات العاصمية إلى أكثر الوجهات استقطابا للزوار. مشكل الاسعار يبقى قائما بمدينة الالعاب ببرج الكيفان بدأت في الجهة الشرقية للجزائر العاصمة وتحديدا ببرج الكيفان معالم مدينة العاب للأطفال تتشكل وأصبحت هذه المدينة مركز جذب للكبار والصغار على حد سواء لما تحويه بين أسوارها من العاب وأنشطة ومغامرات تحبس الأنفاس. ويرى في هذا الصدد صاحب إحدى الحدائق انه فكر في الاستثمار في هذا المجال بعد ان لاحظ غياب وندرة مثل هذه الفضاءات خاصة في مدينة الجزائر العاصمة التي توجد بها كثافة سكانية كبيرة وتتميز الحدائق التي نشرف عليها بالنظافة والأمن من أجل أن تأتي العائلات الجزائرية لهذه الأماكن لقضاء وقت ممتع. ويحرص أصحاب مدن وحدائق الألعاب الخاصة على توفير كل ما يستهوي الاطفال ويلبي حاجاتهم لخوض تجارب متكاملة من المتعة، في حين يرى في هذا الخصوص بعض الأولياء أن مثل هذه الفضاءات تتوفر على العاب متنوعة وبأسعار ترتبط بزمن اللعبة نفسها، وداخل مدن وحدائق الألعاب يجد الأطفال ضالتهم، حيث يقول بعض الأطفال أنهم يحبون الألعاب ويجدون متعة فيها كما أنهم يجدون كل الرعاية من المنشطين على مستوى هذه لحدائق. وباستطاعة الأولياء ترك أبنائهم لبعض الوقت داخل هذه المدن والحدائق المغلقة والمحروسة بعناية كبيرة. ويقول بعض الأولياء: (انهم يذهبون لقضاء بعض حاجياتهم ويتركون أبنائهم داخل هذه الفضاءات الترفيهية في امن وضمان). ويلاحظ أن هذه الأماكن بدأت في الفترة الأخيرة في الانتشار بصفة كبيرة، غير أن مشكل الأسعار يبقى قائما بالنسبة للفئة المحدودة الدخل. مطالب بترقية الخدمات السياحية الداخلية طالبت العديد من العائلات ممن التقتها (السياسي) خلال زيارتها الميدانية لاماكن الترفيه والتسلية المذكورة أعلاه من الجهات الوصية بضرورة ترقية السياحة الداخلية سواءا على مستوى العاصمة أو خارجها مشيرين ان انشاء مرافق ترفيهية دون ان تحوي على خدمات معقولة ومناسبة للزوار على غرار توفير دورات المياه الاكشاك، الأمن، الهدوء وخاصة الاسعار هو امر لا يعود بالفائدة على كلا الطرفين فعوض قضاء وقت مريح وممتع في جو عائلي تتعرض العائلات إلى التوتر والضغوطات، مشيرة إلى أن كل ربوع الوطن بما فيها العاصمة تتمتع بمؤهلات سياحية جذابة يمكن استغلالها كبديل لتحقيق الثروة وتحول بلادنا من بلد مصدر للسياح إلى بلد مستقبل لهم كوجهة سياحية مرموقة وهو ما يعود بالفائدة على الجميع.