تناشد عشرات العائلات القاطنة بأقبية عمارات أحياء بلدية حيدرة وكذا سكان بيوت الصفيح، مصالح والي العاصمة بالتدخل الشخصي والنظر في الوضعية السكنية المزرية التي يعانون منها منذ سنوات طوال. أبدت العائلات القاطنة بأقبية عمارات العديد من أحياء بلدية حيدرة سخطها الشديد من الوضعية السكنية التي يعانون على إثرها منذ سنوات السبعينات، وذلك بعد أن ضاقت بهم السبل في إيجاد مأوى آخر سوى أسقف الأقبية ،حيث لم تجد عبارات تفي لوصف الوضعية المزرية وقساوة يومياتهم داخل أقبية مظلمة أين تغيب عنهم أشعة الشمس والتهوية جاعلة بذلك حالتهم الصحية في منحى تنازلي من سيئ إلى أسوء وألزمت أغلبهم الفراش مصاحبين أكياس الدواء ومعدات التنفس الاصطناعي بعد أن فتكت بهم الأمراض التنفسية، إضافة إلى ذلك تحدث السكان عن مياه الصرف الصحي القذرة التي تتسرب إلى غرفهم والتي لا ترقى لأن تكون مساكنا، كما أشار ذات المتحدثين إلى تضررهم بأي أشغال سباكة أو إعادة تهيئة يقوم بها أصحاب الشقق التي يحتمون تحت أسقف أقبيتها بحيث تغمر المياه جدران تلك الأخيرة كونها غير مخصصة للسكن، وهو الحال الذي أدى إلى تدهور الحالة النفسية لأغلبية السكان الذين ما عادوا قادرين على المكوث في ظلام الأقبية الدامس والتي سلبتهم الحق في العيش الكريم. وأردف السكان حديثهم موضحين بأن غياب كل المواد الحيوية التي يحتاجونها من كهرباء ماء وغاز زادت حملهم ثقلا أين يضطرون للحصول على الإنارة بطرق غير قانونية من عدادات جيرانهم، فيما يقطعون المسافات الطوال لاقتناء قارورات غاز البوتان يوميا، أين اعتبروا انعدام مثل هذه المتطلبات هو أمرا لا يمكنهم تقبله ونحن في سنة 2020. وليس الوضع بمختلف بخصوص ما يعانيه قاطنو السكنات القصديرية والهشة التي يتخبط على إثرها أبناء بلدية حيدرة في مأساة سكنية والذين أكدوا على أنهم في نفس الوضعية منذ سنة 1979 حيث تعاقب على السلطات المحلية العديد من المسؤولين الذين لم يلقوا منهم سوى الوعود التي وصفوها بالكاذبة حيث لا زالوا يصارعون نفس الظروف الخطرة حيث باتت الجدران الهشة لا تحميهم من قساوة الجو وبل وأن الأمر أخطر من ذلك حيث أوضحوا بأنهم يخشون على أنفسهم الموت ردما بسبب هشاشة الأسقف وهو فعل ما حدث حسبما أوضحوه حيث لاق طفلين حتفهما بعد أنا تعرضا لسقوط أجزاء من أسقف المنزل وضع حدا لحياتها. وتحدث المواطنون في خضام شكاويهم عن تردي الوضع البيئي بمحيط سكناهم حيث تنعدم تهيئة قنوات الصرف الصحي ما جعل المياه القذرة دائمة السريان على أبواب مساكنهم محولة المنطقة إلى بؤرة للروائح الكريهة والحشرات الضارة والقوارض التي جعلت إضافة إلى الظروف السكنية الخطرة يجد المواطنون أنفسهم في ضيق خانق فعديد العائلات بهذه السكنات يفوق عدد أفرادها الخمسة أشخاص كأدنى تقدير يتقاسمون نفس الغرفة باختلاف أعمارهم، وهو ما زاد حسبهم من حدة المعاناة التي طالت لسنوات عديدة. من جهة أخرى، لم يخف السكان استيائهم الشديد من ترحيل السلطات للعديد من أحياء مجاورة لهم على الرغم من حداثتها مقارنة بهم، وهو الأمر ما يدفعهم إلى تجديد مطالبهم الموجهة إلى السلطات المعنية بترحيلهم في أقرب الآجال وتحقيق أملهم الوحيد في الحياة بالحصول على مسكن لائق يضمن لهم العيش الكريم قبل أن يفوت الأوان وتحل بهم الكارثة.