جراء تفاقم وضعيتم المزرية قاطنو الأقبية يناشدون السلطات انتشالهم من الجحيم تترقب عشرات العائلات القاطنة بالبيوت الأقبية والأسطح بالعاصمة استكمال عملية الترحيل التي جمدت مؤخرا ومنها العائلات الساكنة بأقبية بلديات الجزائر الوسطى باب الوادي وباب الزوار حيث تنتظر بشغف ترحيلها إلى سكنات لائقة خلال العملية ال 22 المرتقبة من أجل إنقاذها من الموت تحت الأنقاض بفعل التدهور الكبير الذي ألحق بسكناتها. مليكة حراث أكدت لنا بعض العائلات القاطنة في السكنات المهددة بالانهيار في أية لحظة نتيجة ما آلت إليه من تدهور أن البقاء فيها بمثابة انتحارحقيقي الأمر الذي أجبر العديد من العائلات المعنية قضاء ليال بيضاء بفعل تسربات مياه الأمطار من الثقوب المتواجدة على مستوى أسقف البنايات وبين الجدران المتصدعة نتيجة التدهور الذي لحق بها خصوصا قاطنو الطوابق السفلية والأقبية ناهيك عن الرطوبة العالية التي تعرفها هذه البيوت التي نتج عنها إصابة معظم العائلات بأزمات صحية معقدة خصوصا الحساسية والربو وكان ضحايا هذا الوضع الكارثي بالدرجة الأولى هم الأطفال الأبرياء الذين تعرضوا لأمراض مزدوجة صحية ونفسية. وقد أكدت إحدى المواطنات من خلال تصريحاتها أن أحد أبنائها تعرض صدمة نفسية وصحية بسبب الوضع مما أدى إلى عرضه على أخصائي نفساني بعدما لاحظ والده حالة الانطواء والاكتئاب التي لازمته خصوصا بعد تراجع مستواه الدراسي بعد الظروف التي حضرت فيها كانت غير ملائمة تماما خاصة بعد تساقط أجزاء من الأسقف والجدران بالبناية التي أحدثت هلعا وخوفا كبيرين تقول السيدة زهور من يومها لاحظت عائلته تغير تصرفاته والتزامه الصمت والوحدة وأرجعت العائلة أسباب ما وصل إليه ابنهم إلى الوسط المعيشي المتدهور بين أسوار القبو تدهور حالة ابنتها إلى حالة التدهور الحاصل بالبناية. بعض العائلات تقطن بالأقبية منذ 40 سنة وأعرب سكان أقبية معظم العمارات الواقعة على مستوى أحياء ولاية الجزائر العاصمة على غرار العربي بن مهيدي ومحمد الخامس وباب الوادي عن تذمرهم الشديد إزاء الوضعية الكارثية التي يعيشونها وسط الأقبية منذ قرابة ال 40 سنة هروبا من أزمة السكن الخانقة التي تتخبط فيها العديد من العائلات الجزائرية لاسيما الكثيرة العدد التي لم تجد حلا مناسبا سوى اتخاذ الأقبية كملجأ لها والهروب أيضا من جحيم العيش في الشارع أو تشييد سكنات الصفيح وهذا لضيق المسكن لأسباب ذكرناها سالفا لتجد نفسها بين أحضان أقبية عمارات تفتقد لأدنى شروط العيش الكريم واللائق لهم كبشر بل الأسوأ من ذلك وسط المياه القذرة لقنوات الصرف الصحي التي تنجر عنها انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة على غرار الفئران والقوارض ناهيك عن البعوض والناموس الذي حسبهم نغص عليهم راحتهم وحرمهم من غفوة نوم هنيء. وبغض النظر عن تعرضها للمخاطر والكثير من الأمراض الصدرية والتنفسية بالإضافة إلى الحساسية المفرطة والطفح الجلدي الذي أصاب العديد من الأطفال والرضع على حد تعبير العائلات ومختلف الأمراض التي تظهر أعراضها مع مرور الزمن مثلما أكدت ذلك عائلات قاطنة بأقبية العمارات المذكورة لأخبار اليوم التي وقفت على حجم المعاناة التي تتخبط فيها العائلات داخل تلك الأقبية المظلمة حيث أضحت مشكلة تسرب المياه القذرة من قنوات الصرف الصحي نحو أقبية عمارات حيي عميروش والعربي بالمهيدي ومحمد الخامس تشكل هاجساً كبيراً لدى سكان العمارتين حيث بات الوضع لا يطاق في ظل تسربات المياه القذرة والروائح الكريهة والحشرات الضارة والمؤذية المذكورة وحسب إحدى السيدات أن انتشار هذه الحشرات لا يقتصر على فصل معين كالصيف فقط بل حتى فصل الشتاء لا يمنع من انتشارها بشكل مذهل خاصة الناموس والجرذان التي تنتشر كالطفيليات. تسرب المياه القذرة زاد من تأزم الوضع الكارثي وفي الصدد ذاته أكدت إحدى الساكنات بحي العربي بالمهيدي أن الأقبية التي تم تحويلها إلى سكنات رغم عدم شرعيتها إلا أنها كانت مأوى وحماية للعائلات من التشرد بالشوارع مضيفة أن المواطنين الذين سمح لهم السكان بشغل الفراغات الصحية قاموا بإصلاح قنوات الصرف الصحي التي تعد جزءاً من مساكنهم الواقعة تحت سطح الأرض غير أن ذلك لم يحل مشكل تسربات المياه القذرة بالشكل النهائي. إلا أنها حولت إلى مساكن نظرا لعدم امتلاكهم سكنات لائقة وبسبب أزمة الضيق بعد زواج الأبناء على حد قولها الأقبية من شأنها تحميهم من اللجوء من السكن داخل بيوت قصديرية وأضافت هذه الأخيرة أنهم يعانون من الروائح الكريهة التي تحبس الأنفاس وكذا الجرذان التي باتت تتقاسمهم المكان. السلطات الوصية في قفص الاتهام هذا ورفعت العائلات المعنية انشغالاتها للسلطات المحلية من أجل إصلاح الأعطاب وما زاد من تخوف هؤلاء السكان هو تآكل أساسات العمارات نتيجة تحجر وتراكم المياه القذرة وأضاف نفس المتحدث أنه رغم ما تقوم بها مصالح النظافة بالأحياء المعنية بالمشكلة غير أن ذلك لم يجد نفعا حيث صارت الحشرات منتشرة بكثرة بشكل مذهل كما أن عملية التفريغ اليومي التي تقوم بها المصالح المخصصة لم تعد تفي بالغرض المطلوب الوضع الذي أدى إلى طرح تساؤلات بعض السكان حيث تساءلوا عن سبب تدخل المصالح المختصة في إصلاح الأعطاب والتخلص من المشكل نهائياً وأمام هذه المعاناة يطالب سكان الحيين بالتدخل الفوري لانتشال العائلات من جحيم الأقبية والنظر بعين الاعتبار لوضعهم المزري والقيام بإدراجهم ضمن قائمة المستفيدين من سكنات لائقة بالإضافة إلى تكليف جهات مختصة لإصلاح الأعطاب على مستوى الأقبية بالعمارات على مستوى العاصمة.