يعاني سكان بلدية المقرية عدة مشاكل تأتي في مقدمتها أزمة السكن التي يعانون منها خاصة بالنسبة للقاطنين بالأقبية والذين ينتظرون نصيبهم من الترحيل بفارغ الصبر إضافة إلى اهتراء بناياتهم التي هي بحاجة إلى ترميم لإعادة الاعتبار لها. حيث يطرح مشكل السكن دائما على رأس قائمة المطالب التي يرفعها سكان عدة أحياء تابعة للبلدية التي تتواجد بها عمارات مهددة بالانهيار وأخرى بحاجة إلى ترميم أو على الأقل تهيئة واجهتها التي توحي إلى قدم البنايات والإهمال الذي طالها مثلما أشار إليه سكان عدة أحياء متضررون من الوضع. وتضم البلدية عددا معتبرا من العمارات القديمة، يعيش قاطنوها خطر انهيارها في أي وقت، وهو المشكل الذي يعاني منه قاطنو عمارة سيلا وبنايات أخرى، حيث تعيش العائلات في وضعية كارثية وعلى وقع مخاوف سقوط البناية الهشة بشكل لافت للانتباه على رؤوسهم، في الوقت الذي لم تحرك فيه الجهات الوصية ساكنا ولم تبذل - كما قال السكان- أي مجهودات لأجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة. وفي حديثنا مع بعض السكان الذين أشاروا إلى أن عدد كبير من العمارات مصنفة في الخانة الحمراء التي يرجع تاريخ بنائها إلى الحقبة الاستعمارية، مؤكدين أن مشكل السكن يعد الهاجس الأكبر لديهم، وحسب العديد من القاطنين بالبلدية، فإنهم يعانون من قدم واهتراء عماراتهم، بالإضافة إلى مشكل الرطوبة الذي بات يهدد صحة المواطنين لاسيما أولئك الذين يعانون الأمراض المزمنة على غرار الحساسية والربو وغيرها من الأمراض التنفسية الأخرى. من جهتهم، سكان الأقبية الموزعين على بعض أحياء البلدية يستفسرون عن موعد ترحليهم، فهم يعانون في سكنات ضيقة تفتقد لأدنى ظروف العيش الكريم، وهو ما أشار إليه سكان حي بومعزة 2 والذين يعيشون يوميا حياة الشقاء والمعاناة، منذ أكثر من 30 سنة بالنسبة للبعض دون أن تتحرك السلطات المعنية ساكنا، يتجرعون مرارة الاختناق داخل أقبية تفتقر لأدنى شروط العيش الكريم، في ظل ارتفاع الرطوبة ودرجات الحرارة صيفا، وتشقق الجدران وتآكلها بفعل تسربات المياه المنبعثة من قنوات الصرف الصحي، في حين استفادت عائلات أخرى تقطن الأقبية من الترحيل إلى سكنات لائقة خلال عمليات الترحيل التي قامت بها ولاية الجزائر خلال الفترة الماضية. ويطالب سكان الأقبية المتبقون بالبلدية بترحيلهم قريبا، حيث طالب العديد منهم، وعلى رأسها ولاية الجزائر، بتخصيص حصة من السكنات التي توزعها في إطار عملية إعادة الإسكان لبلديتهم التي لا تزال العديد من العائلات المقيمة بها تقطن الأقبية في ظروف جد متدهورة، حيث يناشد هؤلاء الوالي زوخ التدخل لإنصافهم، مثل باقي سكان الأقبية في نفس البلدية الذين استفادوا من الترحيل. وأكد محدثونا أن معاناتهم مستمرة داخل أقبية تنعدم فيها التهوية وتزيد الأمراض والأوبئة من حدة معاناتهم، حيث تحاصرهم الحشرات الضارة والجرذان بفعل القمامات والمياه القذرة المتسربة من قنوات الصرف الصحي، لذا يطالب سكان الأقبية تدخل الجهات المعنية لانتشالهم من الوضع المزري.