حلت أمس كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون بالجزائر بدعوة من نظيرها الجزائري مراد مدلسي وكان وزير الخارجية في استقبال كاتبة الدولة الأمريكية لدى وصولها إلى مطار هواري بومدين الدولي. حيث أجرت كلينتون خلال إقامتها بالجزائر محادثات تمحورت حول تعزيز العلاقات الثنائية متعددة الأشكال التي تربط البلدين والإصلاحات السياسية العميقة الجارية في الجزائر. وكانت كلينتون قد أعربت لدى استقبالها في جانفي الفارط بالعاصمة الاتحادية نظيرها الجزائري عن هذا الدفع الكبير الذي تشهده العلاقات بين البلدين، مؤكدة أن مثل هذه المشاورات المتواصلة تعتبر تكريسا للعلاقات الثنائية الممتازة بين الجزائر وأول قوة عالمية. وفي الوقت الذي تستعد فيه الجزائر لتنظيم انتخابات تشريعية في ماي المقبل مع إدخال إصلاحات سياسية واسعة في إطار استكمال الصرح الديمقراطي الذي باشرته منذ عشرين سنة خلت، حيَّت الولاياتالمتحدة هذا المسعى وهنأت الحكومة على الجهود المبذولة في هذا الصدد. وبعد أن وصفت كلينتون هذه الإصلاحات بالهامة جدا، أكدت أنها تتطابق تماما مع الهدف الذي سطرته الحكومة الجزائرية والمتمثل في تكريس لديمقراطية بشكل أوسع. وترى كلينتون أن الولاياتالمتحدة تريد أن تتعزز الجزائر بقاعدة ديمقراطية متينة تعكس تطلعات الشعب الجزائري. وفيما يخص العلاقات الثنائية تشكل مكافحة الإرهاب أحد محاور الشراكة بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتبر الجزائر شريكا رئيسيا في مكافحة هذه الظاهرة لاسيما في منطقة الساحل. وكانت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة على مستوى منظمة الأممالمتحدة سوزان رايس قد أشادت أمام مجلس الأمن بالجهود المعتبرة التي تبذلها بلدان الساحل من أجل مكافحة الجريمة المنظمة. وتجسدت مساهمة الجزائر في المكافحة العالمية للإرهاب في مشاركتها الفعالة في إطلاق المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب في سبتمبر بنيويورك الذي بادرت به الولاياتالمتحدة والذي تعد فيه الجزائر عضوا مؤسسا. وفيما يتعلق بالمجال الاقتصادي تواصل الولاياتالمتحدة في احتلال مرتبة أول زبون للجزائر التي تصنف حسب وزارة التجارة الأمريكية من بين البلدان ال20 التي تملك ميزانا تجاريا فائضا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وبفائض تجاري بقيمة 2.13 مليار دولار في 2011 استقرت الصادرات الجزائرية نحو الولاياتالمتحدة في 61.14 مليار دولار مقابل 59.1 مليار دولار من الواردات. كما تجدر الاشارة الى أن زيارة كلينتون للجزائر جاءت ضمن جولة قادتها الى بريطانيا ثم تونس وستنتهي في المغرب. كلينتون: الولاياتالمتحدة تقدر الآراء الجزائرية وأكدت كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري أن الولاياتالمتحدةالامريكية تقدر الآراء الجزائرية بشأن مختلف الأحداث التي تشهدها المنطقة. وأضافت كلينتون أن بلادها والجزائر تقيمان »حوارا متواصلا في كافة المجالات« مؤكدة أن زيارتها إلى الجزائر تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين الجزائر وواشنطن. وقالت: »زيارتي ترمي إلى بحث تعزيز التعاون الثنائي وتبادل الاراء بشأن الأحداث التي تشهدها المنطقة حاليا«. ينبغي أن تحتل الجزائر المكانة التي تليق بها بين الأمم هذا وصرحت كاتبة الدولة الأمريكية أنه ينبغي أن تحتل الجزائر المكانة »التي تليق بها« بين الأمم. وقالت بسفارة الولاياتالمتحدةبالجزائر أمام الصحافة وأعضاء من المجتمع المدني على وجه الخصوص خريجي المدارس والجامعات الامريكية أنه »ينبغي أن تحتل الجزائر التي تحتفل بالذكرى ال50 لاستقلالها المكانة التي تليق بها في السنوات ال50 المقبلة بفضل برنامج تنمية لصالح المجتمع«. وأوضحت كلينتون أن على الولاياتالمتحدة أن تساند برنامج التنمية هذا »الذي يفضل الحوار بين الحكومة والمجتمع المدني وعالم الاقتصاد«.