تستمر أصوات قاطني حي بلفوار ببلدية الحمامات، بالتعالي على أمل أن تصل لوالي العاصمة يوسف شرفة، الذي ينتظرون منه التفاتة تكون عزاء لهم لما تحملوه ن أوضاع سنية مزية. تحدثت العائلات التي تقطن حي بلفوار ببلدية الحمامات منذ 30ستة عن قائمة المشاكل غير المنتهية التي تعكر صفو أيامهم وتحولها إلى جحيم لا يطاق، بعد أن باتت جدران بيوت القصدير التي يحتمون تحنها بالية، مهترئة ولا تقوى حتى على حمايتهم من برد الشتاء وحر الصيف مما يجعل وضعهم لا يفرق عن المكوث في العراء في شيء. فحسبما وضحه السكان هو الوضع الذي تزيد حدته في كل مرة تتساقط فيه الأمطار التي تأتي على كل ما يعترض طريقها محولة غرفهم إلى مسابح مائية يجدر إخلاؤها حفاظا على سلامتهم، مما يجعل الذعر والخوف يتسللان إلى قلوبهم خوفا من حدوث الصعقات الكهربائية التي تعودوا عليها كلما تسللت الأمطار إلى أسلاك الكهرباء غير المغطاة بعوازل واقية. من جهة أخرى، لم يجد سكان حي بلفوار بالحمامات، كلمات تصف تأسفهم على الحالة الصحية التي آلت إليها أجسادهم والتي يعتبرونها بمثابة الضريبة التي دفعوها خلال فترة عيشهم بذات السكنات، أين يعاني جلهم من مشاكل تنفسية كأمراض الحساسية والربو الناجمة عن انعدام التهوية والضيقة الخانقة ناهيك عن عدم ملامسة أشعة الشمس لجدران تلك المنازل. ومما زاد الطين بلة -حسب قاطني الحي- هو عدم تهيئة قنوات الصرف الصحي التي تعد مصدرا آخرا للأمراض نتيجة اجتياح المياه القذرة المنبعثة منها لمساكنهم محولة إياها إلى أماكن قذرة تنتشر بها الروائح الكريهة وتغزوها الحشرات الضارة والقوارض من كل ناح وصوب. وفي سياق متصل، أوضح السكان أن كميات القمامة والأوساخ المحيطة بالحي هي الأخرى تلعب دورا محوريا في توسع بؤرة المأساة الصحية التي يتخبطون بها، حيت تساءل سكان الحي الهش عن أسباب مماطلة السلطات المحلية في عملية ترحيلهم على الرغم من كل الظروف المزرية التي يتخبطون فيها خلال هذه السنوات حيث أصبح الوضع غير مطاق ويستدعي التدخل العاجل للمصالح الولائية قبل حلول الكارثة، مثلما أردفوا الذكر.