ما فتئ قطاع التربية تخمد نيران الإضرابات فيه، حتى تعود من جديد وتشل المؤسسات التربية وتوصد أبوابها في وجه التلميذ، الذي يبقي الضحية الأولى والأخيرة في كل هذا التشنج الذي يعرفه القطاع، بسبب تأخر طي ملف القانون الأساسي المعدل الذي أخذ حيز من مفاوضات وصلت إلى 29 لقاء لم يسفر على خارطة طريق واتفاق وغلق هذا الملف نهائيا، مما جعل نقابات التربية بدورها تفقد الصبر نتيجة ضغوطات القواعد وتعلن الدخول في إضرابات جديدة من أجل إشعار الوزارة الوصية واللجنة الحكومية بقدرتها على الضغط أملا فيها في طي هذا الملف قبل نهاية الموسم الدراسي، الذي سينتهي في شهر جوان المقبل، وفي هذا الجو المشحون جدا تبادلت الوزارة وبعض النقابات التهم في السير بالقطاع إلى المجهول. اتهم أمس، المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني »كناباست« خلال تصريح صحفي تلقت »السياسي« نسخة منه، وزارة التربية الوطنية بالضغط على أعضاء المكتب الوطني لانتزاع توقيف الإضراب بحجة تأجيله، كما رفضت النقابة التهم المنسوبة إليها والتي وصفتها الوزارة المعنية أنها تشكل خطر على الدولة باعتبارها تخفي أغراضا سياسية. وأكدت »كناباست« رفضها لهذه التهمة وأوضحت تقول »في الوقت الذي كنا ننتظر فيه من الوزارة الوصية الاستجابة لمطالبنا المتعلقة بتعديل القانون للخاص، والذي عقدت بشأنه عدة اجتماعات ماراطونية تفاوضية بلغ عددها 29 لقاء، تم وصفنا في الأخير بأننا نخدم أغراض سياسية«. وأضافت أن هذا الوصف ينم على »استمرارية عهد التهم والضغوطات الذي كنا نعتقد قد ولى دون رجعة، خصوصا أن وزارة التربية الوطنية اعترفت أكثر من مرة بمهنية نقابتنا وعملها العلمي وهذا من خلال عدة مراسلات«. كما أكدت أيضا أن المكتب الوطني، يرفض هذه التهديدات خصوصا وأن الوزارة المعنية، تعلم أن المكتب الوطني لا يملك صلاحية إصدار قرارات تقضي بتوقيف الإضراب، وأن المجلس الوطني هو الهيئة الوحيدة المخولة قانونا لاتخاذ مثل هذه القرار، وبعد مداولات على مستجدات ملموسة حول المطالب المرفوعة. في حين دعا المكتب الوطني الوزير الأول، للحرص على إصدار قانون خاص في مستوى تطلعات الأساتذة وتطلعات الدولة الجزائرية إلى مدرسة جمهورية وقوية وقد تجسدت هذه التطلعات في القانون التوجيهي للتربية 08/04 والذي تنص في مادته 8 أن التربية الوطنية قطاع استراتيجي منتج وهو ذو الأولوية الأولى للدولة وينص في مادته 80 أن الدولة تبذل جهدا من أجل إعطاء المربي الجزائري مكانة اقتصادية واجتماعية مرموقة وهذا طبعا كله استثمارا في تكوين مواطن الغد. وأوضحت »كناباست« أن هناك استجابة واسعة للإضراب المفتوح الذي دعنا إليه، تباينت بين 35 إلى 90 بالمائة في مختلف ثانويات الوطن. كما أكد مكتبها الوطني على تمسكه بمطالبه المتضمنة في الإشعار بالإضراب كما يؤكد على أن التهديد والوعيد لن يزيدانه إلا إصرارا على المضي قدما أكثر من أي وقت مضى في التمسك بها والحرص على الاستجابة لها. ودعت النقابة في الأخير، جميع الأساتذة المضربين للالتفاف حول مطالبهم حتى تحقيقها.