تشهد السوق الجزائرية في الآونة الأخيرة موجة أسعار تكاد تكون خيالية، اجتاحت كل أنواع الخضر والفواكه، بما فيها الطماطم، الفلفل، السلطة وحتى البطاطا التي انخفضت أسعارها إلى 60 دج للكلغ الواحد، لكنها لا تزال بعيدة كل البعد عن المواطن البسيط الذي أضحى مضطرا إلى الاستغناء عنها لتغيب هي وباقي الخضر عن مائدته وتحل مكانها العجائن. بولنوار... ارتفاع أسعار الخضر راجع إلى نقص الإنتاج ارجع الحاج الطاهر بولنوار رئيس إتحاد التجار الجزائرين في اتصال هاتفي للسياسي أمس، ارتفاع اسعار الخضر والفواكه في الأسواق الجزائرية الموزعة عبر التراب الوطني، خصوصا منها الطماطم التي قدر سعرها ب 160 دج للكلغ الواحد، إلى النقص الحاد في الإنتاج، مؤكدا أن المزارعين كانوا قد تكبدوا خسارة كمية كبيرة من هذا المنتوج بعد إصابته بمرض البوتريس الذي ساهم في فساده وتلفه. وأضاف ذات المتحدث يقول أن التهاب أسعار الخضر والفواكه على غرار الفلفل، الكوسة والبطاطا التي بيعت في الأيام الماضية بسعر خيالي تجاوز في بعض الأحيان ال120 دج، راجع إلى الاضطرابات الجوية الأخيرة التي اجتاحت البلاد متسببة في إتلاف عدة مزارع وبالتالي إلحاق الضرر بمختلف المحاصيل الزراعية، إلى جانب نقص وسوء توزيع غرف الحفظ والتبريد وكذا غياب ثقافة الإستهلاك لدى المواطن الجزائري وهو ما يساهم في خلق خلل على قانون العرض والطلب. وعن منتوج البطاطا أكد بولنوار أن سعرها سيشهد انخفاضا بدء من نهاية أفريل الجاري وبداية ماي المقبل، نظرا للكمية المزروعة في كل من عين الدفلى مستغانم والمناطق الساحلية على غرار تيبازة، منوها إلى أن الجزائر تنتج سنويا حوالي 38 مليون قنطار وهي حسبه غير كافية للاستهلاك، فتحقيق الاكتفاء الذاتي في استهلاك هذه المادة الحيوية لا يكون إلا بإنتاج حوالي 50 مليون قنطار، ودعم الفلاحين إلى جانب استحداث مساحات صالحة للزراعة وتنظيم شبكة التوزيع مع إنشاء غرف الحفظ والتبريد، خصوصا وأن الجزائر تسجل عجزا في هذا المنتوج يفوق نسبة 30 بالمئة. وفي نفس السياق دعا محدثنا إلى ضرورة تغيير السياسة الاقتصادية المنتهجة، والقائمة أساسا على تصدير البترول واستيراد المواد الغذائية، مبديا تخوفه منها خصوصا وأن نسبة استيراد المواد الغذائية في تزايد مستمر، فقد استوردت الجزائر 9 ملايير من المواد الغذائية في عام 2011، ويتوقع أن ترتفع استيراداتها إلى 14 مليار خلال هذا العام، وذلك بهدف تفادي مثل هذه الأزمات في كل مرة. برشيش.. أسعار الخضر ستشهد انخفاضا في ظرف شهر من جهة أخرى أكد المكلف بالإتصال لدى وزارة الفلاحة جمال برشيش أن سعر البطاطا شهد انخفاضا ملحوظا بداية هذا الأسبوع، وذلك بعد دخول منتوج مستغانم، كما طمئن المستهلك الجزائري ووعده بارتقاب انخفاض سعرها ما بين 40 و45 دج بداية من الأسبوع المقبل بمجرد جني منتوج عين الدفلى، مشيرا أن نسبة هذا الإنتاج تفوق ال 3مليون طن وستحل نهائيا المشكل القائم. وعن باقي الخضروات أكد برشي شان ارتفاع أسعارها راجع بالدرجة الأولى إلى كونها خضرا مبكرة أي تنتج قبل وقتها، والاستثمار فيها مكلف، مؤكدا انه وبعد شهر من اليوم سيحين وقت جني الإنتاج الموسمي وبالتالي ضمان دخوله الأسواق الجزائرية وضمان استقرار الأسعار.