في كلمتها خلال فعاليات اختتام تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، استحضرت معالي وزيرة الثقافة خليدة تومي صورة الرئيس الراحل المجاهد احمد بن بلة رحمه الله، الذي مضى على رحيله سوى أيام، والذي كان ضيفا مهما قبل سنة من افتتاح التظاهرة، كلمة ألقتها أمام الشخصيات الدبلوماسية من سفراء ووزراء وسلطات محلية لولاية تلمسان مؤكدة أن واجب الذاكرة يجعلني انحني بخشوع وإجلال على أرواح شهدائنا الأبرار، وأن أسدي تحية التقدير والإكبار للمجاهدات والمجاهدين والى كل من ينبض قلبه حبا وإيمانا بهذا الوطن الطاهر، الذي مهما خدمناه لا نرقى إلى العطاءات وتضحيات أمهاتنا وآبائنا وأسلافنا، مؤكدة أن لكل بداية نهاية ولكل سفينة مبحرة مرفأ، وهاهي سفينة عاصمة الثقافة الإسلامية تنهي سفرها الممتع في بحور الجمال والفكر والإبداع والفن بعدما غاصت بنا أحيانا في أعماق الفكر وطفت أحيانا أخرى فوق جماليات الإبداع وراقصت في مرات عديدة أمواج الفن، زارت كل قارات العالم واكتشفت وحكت لهم قصصها مع الحضارة الإسلامية، وكيف ساهم شعبنا الأبي في نسج عظمتها، لتضيف في كلمتها أن الاحتفاء اليوم بما حققته تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية بعد عام كامل من الانجازات التي أثرت المشهد الثقافي ومدت جسور التواصل مع الثقافات، مستشهدة بالكم الهائل في المرافق الثقافية التي أنجزت في الكثير من المجالات والتي يحق لكل الجزائريين ان يفتخروا بها، مؤكدة ان هذه الانجازات أهَّلت تلمسان أن تعود الى سابق عهدها في فترة الزيانيين وتعدُّ قطبا ثقافيا حقيقيا على المستوى الوطني الدولي والإقليمي. وأضافت في ذات السياق، أن التظاهرة كانت مناسبة للمبدعات من خلال الصورة المعبرة واللحن الشجي والرقصات المتناغمة والصوت الدافئ وريشة الفنان وغيرها، للتعبير عن الجمال والإحساس فأبهروا جمهورهم وأمتعوه، ليضفوا على المدينة أجواء الفرح والمتعة وجعلوها تسترجع الأجواء الثقافية التي اعتادت عليها تلمسان في عز الحضارة الإسلامية، كما زادت مشاركة الوفود الشقيقة وصديقة المشهد رونقا وجمالا، فارتقت بالتظاهرة لتجعلها تسموا إلى قمم النجاح شامخة بفضل إسهاماتهم وقطوفهم الجميلة من البساتين المزهرة للثقافات الإسلامية وغير الإسلامية، وستحفظ ذاكرة الجزائر بكل اعتزاز ومودة مشاركة كل دولة. كما لم تفو ت معالي الوزيرة المناسبة، لتعرب عن شكرها وتقديرها لكل الدول المشاركة وإلى التطلع لتوطيد العلاقة وهذا التواصل الحقيقي الذي بدأ من تلمسان ومن خلال هذه المناسبة القيمة، والمساهم في تسخير نهضة وتطور للشعوب وتكريس ثقافة الحوار.