احتضنت قاعة المحاضرات ببلدية بني ورثيلان بولاية سطيف، يوما دراسيا حول موضوع ''المزارع العلاجية'' مع نهاية الأسبوع، حيث نشطتها مجموعة من الباحثين و الخبراء ورؤساء مختلف الجمعيات المختصة في هذا المجال من داخل وخارج الوطن. وتحت حمل شعار ''مواجهة الإعاقة الذهنية وقاية وعلاجا، تأهيلا وإدماجا''، نظمت جمعية ''ابتسامة'' يوما دراسيا لذوي الاحتياجات الخاصة، بمنطقة ببني ورثيلان ولاية سطيف، هذه المبادرة وحسب القائمين على أشغالها، الهدف منها هو التعريف بمصطلح المزارع العلاجية، مع إبراز أهميتها في مجال رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى وقاية وعلاج، وكذا إدماج فئة المعوقين ذهنيا في المجتمع. فندوة اليوم الدراسي التي أقيمت ببني ورثيلان بسطيف، تضمنت ثلاثة محاور أساسية، فبدايتها تعلقت بالتعريف بالمزارع العلاجية، تلاها إبراز مركزها الاجتماعي والدور القانوني، لتختتم بإبراز دورها في حماية وترقية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. وحسب مصدرنا فإن المحاضرين ركزوا في مداخلاتهم على عرض تجاربهم في التعامل مع هذه الفئة، حيث تطرقت السيدة ''زين الدين نصيرة''، مديرة مدرسة الصم والبكم بتليملي بالجزائر العاصمة، بإسهاب في بداية المحاضرة، إلى التعريف بالمزارع العلاجية وكيفية إعدادها وخلقها، وتفعيلها ميدانيا، وذلك من خلال عرض تجربتها بفرنسا، لمدة تزيد على الربع قرن، كما أضافت رئيسة جمعية ''فرجة وفرحة'' هي الأخرى إعطاء نقاط إضافية ذات أهمية، وهو نفس الموضوع الذي تطرق إليه السيد ''محمد عبد الغني''، مدير إحدى المزارع العلاجية بولاية تلمسان، كاشفا عن انضمام أكثر من 57 معاقا ذهنيا، حيث تم عرض شريط وثائقي حول هذه المزرعة، كنموذج لطريقة إدماج فئة المعاقين في عالم الشغل، والعمل البسيط كوسيلة هادفة لتنمية القدرات الذهنية لهذه الفئة، بعد ذلك توالت المداخلات من عدة باحثين، كما كانت الفرصة مواتية للجمهور الحاضر، لطرح أسئلتهم من خلال فتح حوار ونقاش متبادل. وتجدر بالإشارة إلى أن جمعية ابتسامة تعد من ابرز الجمعيات الناشطة في ميدان التكفل بفئة المعاقين ذهنيا على مستوى ولاية سطيف، حيث قامت بوضع موقع الكتروني، كما كانت الفرصة أيضا للمشاركين لزيارة المركز النفسي البيداغوجي لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي وضع حجر أساسه وزير التضامن الوطني سابقا جمال ولد عباس ببلدية بني ورثيلان شهر مارس المنصرم من السنة الجارية. ومن جانب آخر، وحسب مصدرنا، أن السنة الماضية تم استلام مركز جهوي نفسي- بيداغوجي، للتكفل بالأطفال المعاقين ذهنيا، وذلك ببلدية بني ورثيلان الواقعة بأقصى شمال سطيف، هذه المنشأة الجديدة تتسع ل 120 سرير، وانطلاق أشغال إنجازها كان بمبادرة من جمعية ''ابتسامة'' للأطفال المعاقين ذهنيا بالمنطقة، واستلامها تضمن التكفل الأفضل بهذه الفئة، من خلال تطوير قدراتها ومهاراتها والسعي لإدماجها في الحياة العملية. فالتكفل المؤسساتي في الآونة الأخيرة، واستنادا لمديرية القطاع بالولاية، يعرف '' تحسنا نوعيا''، عاد بالأساس إلى عمليات التجهيز والترميم، التي تمت عبر مختلف المؤسسات المتخصصة، ما أدى إلى ارتفاع تعداد المقيمين، واعتماد النظام الداخلي يبعضها، على غرار مدرسة الشبان الصم البكم، فضلا عن التكفل الخارجي في مجال الفحص والتوجيه لصالح الأشخاص غير المقيمين، حيث يتم حاليا التكفل بحوالي 32 ألف حالة، لكل أصناف الإعاقة، والفضل يعود إلى عمل جهاز الشبكة الاجتماعية على تقديم يد العون لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يواجهون صعوبات إلى جانب العائلات المحرومة، وحماية الطفولة الجانحة والمسعفة ويستفيد في هذا الإطار عبر ولاية سطيف 781,20 شخص من المنحة الجزافية للتضامن و100,11 من منحة الأشخاص المتكفل بهم و279,5 شخص من بطاقة النقل المجاني إلى جانب إدماج 090,4 شخص في إطار الأنشطة ذات المنفعة العامة وتغطية تعويضات الضمان الاجتماعي الخاصة بهم، بغرض تلبية احتياجات فئة الأشخاص المعاقين. يذكر أن ولاية سطيف تتوفر على 8 مؤسسات، متخصصة للتكفل بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى المسنين والمحرومين، بقدرة استيعاب تصل إلى 734 مقيم ومصلحة للملاحظة، التربية في الوسط المفتوح مؤطرة من طرف مربين مختصين، في مختلف الإعاقات وآخرين في علم النفس والأورطوفونيا والبيداغوجيا، كما استفادت من مشروع كبير مؤخرا، يقضي بإنجاز دار الجمعيات لأزيد من 50 جمعية ذات صلة بالنشاط الاجتماعي.