تملك الجزائر العديد من مراكز التكفل بفئة المعاقين، ويعد المركز الطبي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا بالرويبة واحدا من المراكز الوطنية التي استطاعت أن تقدم خدمات مميزة لفئة الأطفال المعاقين ذهنيا وأراحت عددا كبيرا من الأسر التي وجدت فيه حلا لمساعدة أبنائها على التعلم والاندماج في المجتمع. يسعى القائمون على المركز الطبي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا بالرويبة الى جعله مكانا يتعلم فيه الأطفال تقنيات وأساليب تمكنهم من الاندماج في المجتمع بسهولة، ويسهر على تقديم الدروس للتلاميذ أطباء في علم النفس العيادي والارطوفونيا بالإضافة الى مساعدات اجتماعيات وأساتذة في مختلف الاختصاصات. يخضع الأطفال المنتسبون الى المركز الى متابعة نفسية دورية ترافق الدروس المقدمة لهم وينتسب الى المركز 120 طفل يتراوح سنهم بين 4الى 18سنة، يمثل الذكور منهم 88 والإناث 45 ويستفيد من النظام الداخلي 66 طفلا ممن يقيمون بعيدا عن مدينة الرويبة. تقول السيدة بعزيز فريدة مديرة المركز إن النظام المعمول به داخل المركز نظام عالمي مدروس يهدف الى تعليم الطفل المعاق ذهنيا ما يساعده على الاندماج في المجتمع ويساعد الآخرين على تقبل حالته. ''نعمل على جعل المركز بيتا لجميع الأطفال يتمكنون فيه من متابعة دروسهم وتعلم نشاطات تربوية وتثقيفية، وقد لاحظنا أن الطفل المعاق يمكنه صنع أشياء جميلة خاصة وأن المركز يملك العديد من ولورشات اليدوية التي يتعلم فيها الأطفال المعاقون العديد من النشاطات مثل ورشة الرسم، ورشة الأعمال، اليدوية، ورشة البستنة والنجارة، والتجربة التي نملكها في الميدان ساعدتنا على إشراك العديد من الأطفال في هذه الورشات التي تعلمهم تقنيات يفتقدها حتى الأصحاء''، تقول السيدة بعزيز. نجاح القسم التحضيري ساهم في تعميمه تؤكد السيدة بعزيز أن المركز الطبي البيداغوجي استطاع أن يفتتح قسما تحضيريا يعد الأول من نوعه على المستوى الوطني، يعنى بتقديم الدروس لفئة الأطفال المعاقين ذهنيا بدءا من 4 سنوات إلى ما فوق، وقد حقق هذا القسم ''التجربةً'' نجاحا كبيرا حسب النتائج التي تحصلنا عليها من خلال تعليم الطفل المعاق ذهنيا في سنوات عمره الأولى، ووجدنا أن الأطفال كانوا أكثر قدرة على الاستيعاب في هذه السن. وأدى نجاح التجربة الى تفكير وزارة التضامن الوطني والأسرة في تعميمها على جميع مراكز الطب البيداغوجي على المستوى الوطني في خطوة لتسهيل تعليم الأطفال وإدماجهم مبكرا في المجتمع وإعطائهم الفرصة للتعلم كغيرهم من الأطفال العاديين، وقد لاقت الفكرة ترحيب العديد من المواطنين الذين قاموا بتسجيل أبنائهم في هذا القسم الذي يعد مبادرة تستحق التعميم وفتح أقسام أخرى لتلبية احتياجات هده الفئة من الأطفال. وتؤكد السيدة بعزيز أن النشاطات التي تقدم على مستوى المركز تخضع للتجديد دائما وفق متطلبات الأطفال، كما أن وزارة التضامن الوطني تعمل هي الأخرى على سد احتياجاتهم وتوفير مناخ ملائم لتعليمهم وفق الطرق المتبعة عالميا في مثل هذه المراكز. الشروع في إنجاز مزارع بيداغوجية للمعاقين تعمل وزارة التضامن الوطني، حسب السيدة بعزيز، على مساعدة فئة الأطفال المعاقين ذهنيا من خلال استكمال دور المركز الطبي البيداغوجي الذي تنتهي فيه دراسة الأطفال المعاقين في سن الثامنة عشرة، حيث تستعد وزارة التضامن الوطني الى إنشاء مزارع بيداغوجية للأطفال الذين يخرجون من المركز بعد أن يتجاوز سنهم الثامنة عشرة، وبما أن المركز يحوي ورشات في البستنة فإن مشروع وزارة التضامن الوطني يأتي مكملا لما يقوم به المركز في إطار تعليم الطفل المعاق أعمالا يدوية تساعده على إبراز قدراته الداخلية التي يجهلها الكثير من الناس. ويعد مشروع وزارة التضامن الوطني واحدا من المشاريع التي تسعى الوزارة الى تطبيقها على المدى القريب، بالإضافة الى شروعها في إجراء تحقيقات وطنية حول حالة المعاقين بالاشتراك مع أخصائيين وجمعيات ناشطة في هذا المجال لضمان تقديم خدمات لفئة المعاقين وإيجاد حلول سريعة للمشاكل التي تعترضهم.