أفاد، أمس، أحمد ميزاب رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة، أن تقارير أمنية دولية جديدة كشفت، أن هناك 100 مليون قطعة سلاح خفيفة دخلت منطقة الساحل في الآوانة الأخيرة، قادمة من دول غرب إفريقيا لتستقر في العديد من دول الساحل، لتنتشر ضمن الحدود الجغرافية للعديد من الدول على غرار الجزائر مالي وتشاد والنيجر وموريتانيا وليبيا مخلفا وضعا أمنيا غير مستقر ستعرف تداعياته خلال الأشهر القليلة القادمة. وأكد الدكتور والخبير السياسي خلال مداخلته، في ندوة صحفية أمس، بمقر جريدة ديكا نيوز تحت عنوان «ظاهرة التحول الجيوسياسي في إفريقيا القضايا والنماذج والأفاق» أن هذا التقرير الأمني والدولي الأخير يؤكد التأزم السياسي والعسكري الخطير الذي تنتظره المنطقة خلال الأشهر المقبلة في منطقة الساحل الغربي لإفريقيا، والذي سيؤثر بدوره على الحدود الجغرافية للعديد من الدول المتاخمة لها على غرار الجزائر وليبيا وموريتانيا. وفي ذات السياق، أكد المتحدث أن هناك تنافسا وتكالبا محموما من عدة أطراف غربية على دول الشمال والساحل الغربي لإفريقيا، يتمثل أساسا في استغلال ثرواتها الاقتصادية من خلال الاستفادة الأمنية السيئة في ذات المنطقة بعد التدخل الفرنسي الفاضح في كل من ليبيا ومالي، والذي يعكس بدوره الصراع الأمريكي الأوروبي المستمر في ذات المنطقة والمهددة بدورها بالتقسيم إلى دويلات وإمارات صغيرة. وعن تأثرات وانعكاسات هذه الأوضاع المتأزمة على الجزائر أكد المتحدث، أن هذه الاخيرة تمثل طرف فاعل في المنطقة وتحاول العديد من الأطراف المتكالبة بجل الطرق جرها إلى المستنقع المالي، إلا أنهم فشلوا في ذلك، وكانت الإجابة كافية بعد حادثة الهجوم على قاعدة الحياة الغازية بتيقنتورين في ولاية إيليزي قبل أشهر، حيث تكاثفت جل جهود الجيش الوطني الشعبي والشعب الجزائري في صف واحد ضد أي اعتداء يمس باستقرار الجزائر، موضحا أن رسالة الجيش الجزائري كانت واضحة لهذه الدول بان حدود الجزائر خط أحمر. وأشار ذات المتحدث خلال سؤال ل«السياسي» حول دور قطر في منطقة الشمال والساحل الغربي لإفريقيا، أنها تعتبر أداة تنفيذية في يد القوى الغربية ليس إلا، من أجل زعزعة استقرار هذه الدول، بعد فشل تمرير مشروع الشرق الأوسط الكبير، لتتجه الدول الغربية حاليا بمشاركة قطرية لمشروع وهو زعزعة الاستقرار في إفريقيا.