- الحماية المدنية تنتشل 11 جثة وتنقذ 4484 شخصا منذ الفاتح جوان - غياب المرافق الشبانية سبب التوجه إلى أحواض الموت
ينتظر العديد من الشباب والمراهقين دخول موسم الاصطياف بشغف للتوجه إلى الشواطئ بغية الترفيه عن النفس بعد موسم كامل من العمل أو الدراسة، غير أن فصل الحر في الكثير من الأحيان يحصد أرواح ضحاياه الذين يتوجهون وبكثرة للسباحة بالشواطئ غير المحروسة، البرك، السدود والمسطحات المائية وكذا الأودية التي غالبا ما تبتلع عشرات السباحين مهما بلغت قدراتهم ومهاراتهم لتصاب كل موسم عائلات بفاجعة فقدان أحد أبنائها، وهو ما يطرح عدة تساؤلات تتبادر إلى الأذهان، هل غياب مرافق شبانية ورياضية بالمناطق النائية والمعزولة سبب توجه الشباب والمراهقين إلى سدود الموت؟ من يتحمل مسؤولية هذه الحوادث المميتة؟.. المسؤولون المحليون.. الأولياء.. أم القائمين على هذه السدود والمجمعات المائية؟
يقصد العديد من الأطفال والشباب خاصة القاطنين بالأماكن البعيدة عن المناطق الساحلية والمناطق المعزولة والفلاحية التي تتواجد بها أحواض الدعم التي تستعمل لسقى الأراضي المزروعة، كلاّ من الأودية والسدود والمسطحات كلما ارتفعت درجات الحرارة، غير مكترثين بالمصير المجهول الذي تخفيه هذه المجمعات المائية في ظل نقص فادح وغياب تام للمرافق الشابانية على غرار المسابح، والتي باتت تعتبر ضرورية لأجل الترفيه والهروب من لفحات الحر نهاية موسم الربيع وبداية الصيف وهو ما يجعل الصغار والكبار خاصة لمن لا تسمح لهم إمكاناتهم المادية بالتوجه نحو الشواطئ يهرعون إلى كل مكان يحوي على أية بركة مائية التي تكون بعضها مليئة بالأوحال، وبعضها الآخر تشكل مصبات لقنوات الصرف الصحي، غير أنه لا تكاد تمضي إلا دقائق معدودات، حتى يتحول المرح إلى كارثة وفاجعة مؤلمة لذويهم.
أطفال الفقراء تقودهم البراءة إلى أحواض الموت
بسبب الوضعية الاجتماعية المزرية للعديد من العائلات المحدودة الدخل والفقيرة التي لا تستطيع تمضية موسم اصطياف ممتع بإحدى المناطق السياحة يبحث الكثير من الأطفال عن بدائل تعوض زرقة مياه البحر المنعشة ما يجعلهم يقصدون المجمعات المائية والبرك التي تعتبر غير مناسبة وغير مهيأة للسباحة دون دراية بالخطرالذي يتربص بحياتهم وسلامتهم وهو ما حدث بمنطقة سيدي نعمان بتيزي وزو يوم الجمعة الماضي أين تم انتشال جثة طفل يبلغ من العمر 11 سنة من بلدية بغلية (بومرداس) من بركة ماء بوادي سيباو، حيث هلك الطفل داخل حفرة عميقة تشكلت بفعل استخراج الرمال من قاع النهر من طرف أشخاص رغم أن هذا النشاط يمنعه القانون، لتضاف هذه الضحية إلى ضحيتين أخريين غرقتا يوم 14 جوان الماضي بحوضين مائيين على مستوى سد تاقسبت ووادي سيباو بمرتفعات سيدي نعمان. نفس الوضع بولاية معسكر فقد انتشلت مصالح الحماية المدنية بمدينة بوحنيفية، أول أمس، جثة طفل يدعى «ح.م» يبلغ من العمر 13 سنة، غرق بعد ما كان بصدد السباحة في وادي بوحنيفية، حيث تم نقل جثته إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى المدينة.
«تيشي».. «مسيدة».. «درواش» شواطئ غير محروسة تبتلع 6 أشخاص
شاطئ تيشي غير المحروس بمنطقة تاسفت على بعد 20 كلم شرق بجاية هو الآخر يودي بحياة أربعة أشخاص من عائلة واحدة غرقا حيث أن الضحايا وهم ثلاث فتيات يبلغن من العمر 13 و15 و20 سنة وشاب (18 سنة) ينحدرون من ولاية بسكرة، وقد تفاجأوا بالحالة المضطربة للبحر، ويبدو أن بقية أفراد هذه العائلة هلكوا بعد أن حاولوا إسعاف إحدى الضحايا والتي كانت في وضع حرج حيث تدخل أعوان الحماية المدنية بمجرد إشعارهم بهذه الحادثة اين استغرقت عملية انتشال جثث الضحايا أكثر من ساعتين، ونتيجة لهذه الحادثة الأليمة فإن عدد الوفيات عن طريق الغرق بالولاية يرتفع إلى ست حالات منذ افتتاح موسم الاصطياف، كما أن التيار البحري جذب صبيحة أمس السبت على مستوى شاطئ عيقاد بالضاحية الشمالية لبجاية شابا عمره 22 سنة ينحدر من ولاية الشلف، ولم يعثر على جثمانه إلا في المساء كما تمّ تسجيل حالة غرق أخرى لشاب تبلغ من العمر 24 سنة من ولاية سطيف بشاطئ ماليبو 30 كلم شرق بجاية، كما فقد منذ يومين شابان كانا يسبحان بشاطئي دراوش وهو شاطئ غير محروس ومسيدة بالقالة (الطارف)، كما غرق أحد الشباب الذي ينحدر من ولاية أم البواقي ويقضي مدة الخدمة العسكرية بسيدي بلعباس أول أمس السبت بشاطئ مرسى بن مهيدي، وقد انتشل أعوان الحماية المدنية الضحية بصعوبة، بسبب حالة البحر الهائجة.
برناوي نسيم: «قمنا ب7311 تدخلا منذ الفاتح جوان»
أكد الملازم برناوي نسيم المكلف بالاعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، أنه منذ بداية موسم الاصطياف بالفاتح من شهر جوان توافد حوالي 8 ملايين مصطاف نحو الشواطئ المحروسة، حيث أشار إلى أن مصالح الحماية المدنية ساهمت في 7311 تدخل على مستوى الشواطئ المحروسة، تم انقاذ 4884 شخص من الغرق، مع تقديم إسعافات أولية ل2021 مصطاف بذات الشواطئ المحروسة، وتحويل 364 شخص نحو المستشفيات لتلقي الاسعافات والفحوصات اللازمة. أما بالنسبة للوفيات فقد أكد الملازم برناوي أنه تمت وفاة 11 شخص، 9 حالات بالشواطئ المسموحة للسباحة، 3 حالات بشواطئ الممنوعة لولاية مستغانم، 3 أشخاص بتيبازة، شخص ببومرداس، شخص ببجاية وشخص بالطارف، وتسجيل وفاتين بكل من عين تيموشنت والعاصمة بالشواطئ المسموحة للسباحة، كما أشار إلى أن كل من ولاية عين الدفلى، سوق أهراس، بومرداس، ميلة، بني هارون تعتبر من أكثر المناطق التي تعرف حالات غرق بسبب احتوائها على السدود والمجمعات المائية التي يستعملها الفلاحون في سقي الأراضي الزراعية. أما بالنسبة لحالات الغرق بالمجمعات المائية فقد تم تسجيل 22 شخص أغلبهم من المراهقين والأطفال، 5 حالات بالسدود، 4 حالات بالمجمعات المائية،3 حالات بالبرك، 5 أشخاص بالأحواض المائية، شخص في الأودية وشخص آخر بالبحيرات. كما أضاف المكلف بالاعلام أن المناطق المعنية بحالات الغرق تخص تسجيل حالة واحدة بمسبح بالعاصمة، الشلف 3حالات بالمجمعات المائية، بسكرة حالتين، النعامة حالة واحدة، قالمة حالتين، ومدية حالتين.
على الأولياء منع أبنائهم من السباحة في الأماكن غير المسموحة
وقد شدّد برناوي على ضرورة مراقبة العائلات لأبنائهم ومنعهم من التوجّه إلي هذه الأماكن الخطرة بما أنّها غير مهياة للسباحة، مشيرا إلى أن حملات التحسيس متواصلة منذ شهر ماي عبر وسائل الاعلام مأكدة على أنّها مستمرة بهدف توعية المواطن بالخطر الذي يتربص به في حين استعماله لهذه المناطق غير المسموحة، لاسيما المستنقعات والبرك والحواجز المائية والسدود.