ولدت المدرسة الجزائرية فجر الاستقلال الوطني سنة 1962 في ظروف غاية في الصعوبة بحيث كانت تقدر نسبة الأمية في المجتمع ب85 بالمئة وسط عجز كبير في التأطير البيداغوجي ما دفع بالدولة إلى رفع التحدي ووضع أسس المنظومة التربوية انطلاقا من شعار التعليم للجميع. كان لزاما على الدولة الفتية آنذاك أن تعوض برامج الحقبة الاستعمارية باعتماد مبدأ تعميم تدريس اللغة العربية كمادة جديدة وفرض التعليم الإجباري على جميع من بلغوا سن التمدرس إلى غاية 14 سنة كما أنها عمدت آنذاك إلى وضع نظام للتعليم يمر عبر مراحل أربع حيث تتفل المدرسة الجزائرية على غرار كافة القطاعات بالجزائر بالذكرى ال 51عيد الاستقلال، بصورة مغايرة تماما لتلك التي كانت عليها عند مغادرة الاستعمار الفرنسي أرض الوطن، لذلك يمكن ملاحظة الخطوات المهمة في القضاء على الجهل والأمية حيث ارتفع عدد المتمدرسين من 300 ألف تلميذ في سبتمبر 1962 إلى أزيد من 8 ملايين تلميذ سنة 2013.
بداية الحدث من أجل محو الأمية وإخراج المجتمع من الجهل
وبإصدار الأمر رقم 35-76 المؤرخ في 16 أفريل 1976 دخل نظام جديد للتعليم والتكوين قيد التنفيذ ارتكز على مجانية التعليم وقائم على أصالة المنظومة التربوية في مضامينها وإطاراتها وبرامجها ومتفتح على العلوم والتكنولوجيا. ومنح هذا الأمر الذي يعد بمثابة أول مرجعية تشريعية للسياسة التربوية الجزائرية الحق في التعليم والتكوين لكل جزائري وجزائرية كما رافق صدوره تنصيب المدرسة الأساسية سنة بعد سنة إلى غاية تعميم تطبيقها في السنة الدراسية 1988-1989، عرفت المرحلة الممتدة من 1990 إلى غاية 2002 تجارب جديدة كان لها الأثر البالغ على مسار المنظومة التربوية الجزائرية بحيث تم تنصيب لأول مرة جذوع مشتركة في السنة الأولى ثانوي، وإدراج اللغة الانجليزية كلغة أجنبية أولى في مرحلة التعليم الأساسي واللغة الفرنسية كلغة أجنبية ثانية (1994-1995) كما صاحب هذه المرحلة تخفيف محتويات برامج التعليم الأساسي والتعليم الثانوي سنة 1994.
2002 .. الشروع في تطبيق الإصلاح التربوي الضخم والجدل يبقى مطروحا
وتنفيذا لقرارات مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 30 أفريل 2002 تم الشروع في تطبيق الإصلاح التربوي. وفي سنة 2003 طبق الإصلاح البيداغوجي على أساس مناهج مبنية على الكفاءات عوض المضامين واعتمادا على كتب مدرسية ملائمة لبيداغوجيا الكفاءات وأصبح القطاع يولي أهمية بالغة لتكوين المعلمين والأساتذة أثناء الخدمة والوصول بهم إلى المستوى الجامعي. من 1962 إلى 2012: خمس مراحل، خمس أنواع من البرامج تنوعت البرامج التربوية منذ استرجاع السيادة الوطنية واختلفت حسب متطلبات المراحل و تنوع التجارب فإلى غاية 1970 تم تعديل برامج المواد ذات البعد الوطني و تغيير لغة التدريس من الفرنسية إلى العربية في مادة التاريخ والجغرافيا بعد أن كانت البرامج في البداية فرنسية موروثة من العهد الاستعماري. وفي المرحلة الممتدة من 1971 إلى 1980 أصبحت البرامج تعتمد على مضامين ومحاور الدروس بعد صدور أمرية 16 أفريل 1976 المنظمة للتربية والتكوين.
إدماج تكنولوجيات الإعلام والاتصال في ميدان التربية
يتولى المركز الوطني لإدماج الابتكارات البيداغوجية وتنمية تكنولوجيات الإعلام والاتصال في التربية تصور وتنفيذ برامج واستراتيجيات إدخال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في التربية وتعميم استعمالها وكذا إعداد برامج تعليم تكنولوجيات الإعلام والاتصال في التربية في مختلف الأطوار.
وزراء التربية خلال 51 سنة
عرف قطاع التربية الوطنية منذ 1962 إلى غاية سنة 2013 تناوب 14زيرا عليه، ويتمثل هؤلاء الوزراء في: - 1 عبد الرحمان بن حميدة وزير التربية الوطنية، في أول حكومة للجمهورية الجزائرية برئاسة أحمد بن بلة 27 سبتمبر 1962م. -2 الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي وزيرا للتربية في حكومة هواري بومدين طبقا للأمر الرئاسي رقم 65 - 172 في 10 جويلية 1965. -3 عبد الكريم بن محمود وزير التعليم الابتدائي والثانوي في حكومة هواري بومدين طبقا للمرسوم رقم 70- 53 في 21 جويلية 1970. -4 مصطفى الأشرف وزير التربية في حكومة هواري بومدين، طبقا للمرسوم رقم 113 - 114 المؤرخ في1977. -5 محمد الشريف خروبي وزير التربية الوطنية في حكومة محمد بن أحمد عبد الغني طبقا للمرسوم رقم 79-57 ل 8 مارس 1979. -6 محمد الشريف خروبي وزير التربية والمدرسة الأساسية في حكومة الشاذلي بن جديد طبقا للمرسوم 80-175 المؤرخ في 15 جويلية 1980م. - الشريف خروبي وزير التربية والتعليم الأساسي في حكومة الشاذلي بن جديد طبقا للمرسوم الرئاسي رقم 82 - 17 المؤرخ في 12 جانفي 1982. - محمد الشريف خروبي وزير التربية الوطنية طبقا للمرسوم الرئاسي رقم 84 - 12 المؤرخ في 22 جانفي 1984. -7 زهور ونيسي وزيرة التربية الوطنية في حكومة عبد الحميد براهيمي طبقا للمرسوم الرئاسي 86 - 33 المؤرخ في 18 فيفري 1986. -8 سليمان الشيخ وزير التربية والتكوين في حكومة قاصدي مرباح طبقا للمرسوم الرئاسي 88 - 235 المؤرخ في 9 نوفمبر 1989. -9 محمد الميلي براهيمي وزير التربية في حكومة مولود حمروش طبقا للمرسوم الرئاسي رقم 89 - 171 المؤرخ في 09 سبتمبر1989. --10 علي بن محمد وزير التربية في حكومة سيد أحمد غزالي طبقا للمرسوم الرئاسي رقم 91 - 199 المؤرخ في 18 جوان 1991. -11 أحمد جبار، وزير التربية الوطنية في حكومة رضا مالك الحكومة المعينة من 01 أوت 1993 إلى 11 أفريل 1994. 12 عمار صخري، وزير التربية الوطنية في حكومة مقداد سيفي المعينة في 11 أفريل 1994. - 13 أبو بكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية في حكومة أحمد أويحيى طبقا للمرسوم الرئاسي رقم 95 - 450 المؤرخ في 31 ديسمبر 1995 إلى 2012 / 2013. -14-عبد اللطيف بابا أحمد يخلف أيو بكر بن بوزيد بعد أكثر من 12 سنة وغلى يومنا الحالي.
أهم مراحل قطاع التربية
- من 1962 إلى 1970: بعد الاستقلال مباشرة واجهت الجزائر مشاكل عديدة من التخلف الاجتماعي «جهل - أمية - فقر - مرض»، ومنظومة تعليمية أجنبية بعيدة كل البعد عن واقعها من حيث الغايات والمبادئ والمضامين، وهكذا نصبت أول لجنة وطنية لإصلاح التعليم في 15- 09 - 1962، وكانت من بين توصياتها مضاعفة الساعات المخصصة للغة العربية في كل المراحل التعليمية وذلك بإعادة النظر في لغة التدريس، وبناء المدارس في كل ربوع الجزائر تعميما للتعليم وديمقراطيته، وخلال هذه المرحلة برزت الأهداف الأساسية الثلاث: «التعريب، الديمقراطية، التعليم والاختيار العلمي والفني» وتمتاز هذه المرحلة أيضا بتنصيب اللجنة العليا لإصلاح التعليم سنة 1963 / 1964، التي أعادت النظر في مناهج التدريس الموروثة واستبدالها بأخرى، وعلى إثر ذلك أنش المعهد التربوي الوطني لتأليف الكتب، وفي التعليم الابتدائي تم فتح المدارس لكل طفل بلغ سن التمدرس مما كرس ديمقراطية التعليم ومجانيته، ومدته ست سنوات كاملة، وفي التعليم الثانوي انقسم إلى طورين هما تعليم ثانوي طويل من السنة السادسة إلى الثالثة تنتهي فيه الدراسة بشهادة تعليم الطور الأول ومن السنة الأولى ثانوي إلى السنة النهائية يتوج بشهادة البكالوريا للتعليم الثانوي ''1963 أو البكالوريا التقني 1968 للتقنيين، وهناك تعليم ثانوي قصير ويمنح في إكماليات التعليم العام، ويتوج بالشهادة الإبتدائية، وبعدها بشهادة التعليم العام. 2- من 1970 إلى 1980: هي مرحلة المخططين الرباعي الأول من 69 / 73، والمخطط الرباعي الثاني من 74 / 77، ففي المخطط الرباعي الأول كان التطور كميا أما النوعي فكان محدودا، وقد تجلى ذلك في ميزانية الدولة المخصصة لقطاع التربية وبرامج التجهيز وزيادة أعداد التلاميذ والمدرسين، وقد أدّى تطبيق هذه السياسة إلى إلغاء دور المعلمين وتعويضها بالمعاهد التكنولوجية للتربية، أما المخطط الرباعي الثاني فقد ربط إصلاح نظام التعليم بالتخطيط وإعطاء الأولية للتغييرات النوعية التي يجب أن تشمل المناهج وطرق التدريس. 3- من 1980 إلى 2000: في المرحلة الثالثة تم تنصيب الإصلاح الجديد المتمثل في التعليم الأساسي بداية من الثمانينيات بموجب الأمر 76-35 المؤرخ في 16 أفريل 1976 المتعلق بتنظيم التربية والتكوين، أما فيما يخص تكوين المكونين وابتداء من سنة 1999 أوكلت مهمة تكوين المعلمين والأساتذة في مختلف الأطوار إلى المؤسسات الجامعية، وابتداء من الموسم 2003 / 2004 أسندت مهمة التكوين هذه والتي مدتها 3 سنوات بعد البكالوريا إلى معاهد تكوين متخصصة. -4 من 2000 إلى 2012: المرحلة الرابعة من سنة 2000 إلى سنة ,2012 ففيها يبرز فيها إصلاح نظام التربية الوطنية، حيث تم تنصيب لجنة الإصلاح في ال 9 ماي 2000 وتنصيب لجنة إصلاح التعليم الابتدائي موسم 2003 / 2004 ومن أهم مظاهر الإصلاحات، إدراج اللغة الفرنسية من السنة الثانية ابتدائي، إلا أنه أعيد النظر في هذا الأمر موسم 2006 / 2007 حيث أصبحت تدرس في السنة الثالثة، وإدراج مادة التربية العلمية والتكنولوجيا منذ السنة الأولى إبتدائي، والتكفل بالبعد الأمازيغي، كما تم إصلاح التعليم الثانوي ووضع هيكلة جديدة حسب القرار الوزاري رقم 16 المؤرخ في 14 ماي.