استقبلت مصالح الاستعجالات الطبية بمختلف المستشفيات المئات من حالات الإصابات على مستوى الجهاز الهضمي وبالتحديد التخمة، بسبب الإفراط في الأكل والشرب، حيث أدى الإكثار من المأكولات بعد شهر من الصيام إلى إصابة الكثيرين باضطربات في الهضم بسبب اللهفة والسرعة في الأكل. سجلت مصلحة الاستعجالات في المستشفى الجامعي مصطفى باشا وحدها 400 حالة مرضية، تتعلق باضطرابات في الهضم الناجم عن تناول كميات كبيرة من الأكل والمشروبات، حيث تحولت مصالح الاستعجالات إلى مركز لتوافد عشرات الحالات لمواطنين لم يتمكنوا من ضبط أنفسهم أمام موائد الحلويات، حالات كثيرة انتابتها آلام شديدة في المعدة، خاصة مع الإسراف الكبير في شرب المشروبات الغازية، وتراوحت هذه الوعكات الصحية بين الحالات البسيطة والحرجة، ويكتسب الجزائريون بنهاية شهر رمضان المعظم عادات أكل سيئة أولها اللهفة والتهافت غير المنطقي على الأكل خاصة في فترات الصباح، مما ينجر عنه تعرضهم للتخمة وأمراض المعدة والتسممات المختلفة، ولتفادي هذا النوع من الاضطرابات الهضمية يوصي المختصون بتفادي أكل الكثير من الطعام وإتباع حمية خاصة بعد شهر كامل من الصيام، ولا يتعلق الأمر بالمصابين بأمراض معينة بل بكل الذين أفطروا بعد شهر كامل من الصيام أكسبهم عادة غذائية لا يجب تغيرها بشكل مباشر والإفراط بشكل غير مبرر في الأكل. ويوضح الطبيب حجوط كمال أهمية إتباع نظام طعام معين في الأيام الأولى التي تعقب شهر الصيام كي لا تحدث اضطرابات في عملية الهضم بالمعدة ، مشيرا إلى ان الأمر لا يتعلق بالمصابين بالأمراض الهضمية فقط أو الأمراض المزمنة بل بالجميع ، لان المضاعفات التي يمكن أن تنجم عن الإكثار من الأكل في هذه الأيام قد تكون شديدة، وهو ما يفسر توافد العديد من الأشخاص خلال أيام العيد على قسم الاستعجالات لتلقي الإسعافات اللازمة، بسبب معاناتهم من التخمة الناجمة من الإفراط في المأكولات والمشروبات خاصة الغازية منها. وينصح بالإكثار من المواد الغذائية التي تحتوي على كميات غنية من الألياف والمياه كالفواكه والخضر وشرب ما يكفي من المياه، وكذا تفادي الإكثار من الحلويات واللحوم والمشروبات الغازية لأن امتصاصها يستغرق وقتا وجهدا إضافيا للجهاز الهضمي الذي كان في فترة راحة ونظام معين للأكل ليجد نفسه في مواجهة كيلوغرامات زائدة في أوقات غير معتادة بالنظر إلى شهر كامل من الصيام، وأصبحت ظاهرة توافد المئات من الأشخاص إلى المستشفيات مباشرة بعد انتهاء شهر رمضان وحلول العيد عادة قائمة لدى الجزائريين.