يكتشف الزائر لمصلحة الاستعجالات بالمستشفى الاستشفائي الجامعي ''محمد لمين دباغين '' بباب الوادي مباشرة بعد الإفطار أنها تتحول إلى مركز لتوافد عشرات الحالات لمواطنين لم يتمكنوا من ضبط أنفسهم أمام مائدة الإفطار حالات كثيرة انتابتها آلام شديدة في المعدة وأخرى مصابة بضيق التنفس أما البقية فمن الإفراط في شرب الماء والمشروبات الغازية . عقارب الساعة كانت تشير إلى 50 :20 مساء ، ونحن أمام الباب الرئيسي للمستشفى وقبل دخولنا ، اكتشفنا طوابير غير منتهية من السيارات ، تحمل من أفرطوا في تناول الطعام و أصيبوا بالتخمة ، واضطروا للذهاب إلى المستشفى نظرا لتعقد حالاتهم الصحية ، وحتى لدى دخولنا إلى مصلحة الاستعجالات ، فبعد ان كانت تستقبل جرحى حوادث المرور والمرضى المزمنين، إلا ان زوراها في الشهر الكريم هم من لم يتقيدوا بالأكل السليم وممن أفرطوا في تناول الأكل والحلوى والمشروبات الغازية وغيرها. عادات أكل سيئة تملأ قاعات الاستعجالات يكتسب الجزائريون عادات أكل سيئة خلال الشهر الفضيل مما ينجر عنه تعرضهم للتخمة وأمراض المعدة والتسممات المختلفة وحسب ممرضي وحدة الاستعجالات فان المواطنين لم يستطيعوا تنظيم طريقة تناولهم للطعام ، ومع ارتفاع درجات الحرارة زاد استهلاكهم للمياه والمشروبات الغازية بصورة مفرطة، وضاعف ذلك من مخاطر إصابتهم بأمراض مختلفة وخطيرة، فقاعات الانتظار تكاد تمتلئ عن آخرها من مختلف الأعمار حالات إستعجالية تستدعي تدخل الأطباء لإنقاذها من الموت، وأخرى تحتاج الى إسعافات أولية وهو ما يفسر تواجد إعداد كبيرة من المواطنين داخل مصالح الاستعجالات في مختلف مستشفيات العاصمة خاصة بعد الساعات الأولى التي تلي الإفطار مباشرة، نتيجة عدم تقيدهم بالأكل وتناولهم لكميات كبيرة في وقت واحد ودفعة واحدة من موالح وحلو ومياه ومشروبات غازية ومكسرات، بالإضافة إلى التدخين وهو ما يفتح الباب واسعا أمام حالات كبيرة من التخمة والتسممات المختلفة . اغلب الوافدين يعانون من التخمة كشف احد الأطباء المناوبين الذين التقيناهم داخل مصلحة الاستعجالات أن معظم الحالات المرضية التي استقبلوها منذ اليوم الأول من الشهر الكريم الى غاية اليوم ، في أوقات ما بعد الإفطار هي آلام المعدة ، والسبب هو الإفراط في تناول الأكل بمختلف انواعة وبكميات كثيرة ، وحسب ان هؤلاء يتناولون من دون وعي أصنافا عديدة من الطعام والشراب في وقت قياسي، الأمر الذي يسبب الشعور بالمغص والألم ، مؤكدا ان الجهاز الهضمي يعاني من مشقة هضم ، تلك الكميات الكبيرة من الغذاء المتنوع، وهو ما سيرهق إفرازاتها الحمضية، ويترتب عنها زيادة الإفراز واعتلالها ، وأفاد محدثنا ان معظم المصابين الوافدين الى المصلحة بعد الإفطار ، مصابون بالأمراض المزمنة على غرار ، مرضى السكري ، القلب ، الضغط الدموي ، ضيق التنفس والربو، حيث أرهقهم الصيام بعد تزامن شهر الصيام بفصل الحر - وحسبه - ان الكثير من المرضى الذي تم تشخيصهم هم كبار السن تبين أنهم أصيبوا بالجفاف نظرا لتعرض جسمهم لأشعة الشمس خلال فترات النهار ، وهو ما يودي بهم الى شرب كميات كبيرة من المشروبات الغازية والأخرى كالعصير مستبدلينها بالماء ، وهي في الحقيقة لا تزيد إلا عطشا فبمجرد تناولها يشعر الشخص بأنه ارتوى لكن في الأصل لا، فهو قد عرض نفسه لخطر الجفاف، ومن المستحيل ان تعوض الماء بمشروبات أخرى.