تبقى مذابح النقطة السوداء مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، ويتجه الكثير من المواطنين للذبح أو شراء اللحوم من هذه الأخيرة التي لا تراعي الشروط الأساسية في النظافة، ما يضع صحة المواطن، في خطر حسبما أوردته جمعية حماية المستهلك، فيما تلقى المذابح العشوائية وأسواق بيع اللحوم انتشارا واسعا خلال هذه الأيام القليلة قبل العيد. زبدي: «على المواطن اختيار محيط نظيف لذبح الأضحية» وحذر مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية المستهلك في اتصال ل«السياسي» بأن معظم المذابح لا تخضع للشروط المناسبة للنظافة ما يجعل صحة المواطن والمستهلك في خطر، مضيفا أن هذه الأخيرة لا تراعي أبسط الشروط الصحية في عملية ذبح وردم الفضلات التي تبقى من الماشية، مشيرا أن هناك العديد من التجاوزات التي تحصل سنويا وليس قبل بلوغ العيد الأضحى بل على كامل السنة. وأوضح زبدي بأن على المواطن اختيار الأماكن المناسبة من أجل عملية الذبح باختبار أماكن نظيفة ومن المستحسن الذبح في المنازل وأمام المجاري، وهذا لعدم تكدس الفضلات من أمعاء وغيرها، موضحا بأنه على المواطن الحفاظ على البيئة من خلال حسن اختبار مكان الذبح وتفادي المذابح التي لا تكون في مستوى الشروط التي يحتاجها الفرد خلال هذه المناسبة أو في سائر الأيام حيث تبقى هذه المذابح نقطة سوداء دون الحديث عن المذابح العشوائية التي تعتبر ممرا للعديد من اللحوم الفاسدة. ومن جهة أخرى أكد الطاهر رمرام رئيس الجمعية الوطنية لتجار اللحوم الحمراء والبيضاء بأن مختلف المذابح تستعد وككل سنة استعدادا روتينيا من أجل استقبال الأضاحي وذبحها للمواطنين الذين يتعذر عليهم الذبح في الأحياء أو في المنازل، مشيرا بأن العملية في السنوات الماضية جرت في ظروف عادية. وتعرف المذابح في الجزائر العاصمة وضعية كارثية، هذا إلى جانب النقص الكبير في عدد المذابح الذي تشهده العاصمة وتجدد معاناة المواطنين، حيث تعرف انتشارا كبيرا خاصة في الأسواق التي لا تخضع إلى الرقابة من طرف المصالح المعنية بقمع الغش. من جهتها عرفت هذه الأخيرة انخفاضا ملموسا في الأشهر القليلة الماضية. * المذابح العشوائية وأسواق اللحوم غير المراقبة تنتعش من جهتهم، عبر لنا أصحاب المحلات عن تذمرهم من انتشار المذابح العشوائية والتي باتت تشكل عائقا أمامهم، فهم يفرضون عليهم أسعارا جد منخفضة خاصة وأنهم لا يتم مراقبتهم من طرف مصالح قمع الغش، وفي تصريح لعدة تجار أكدوا أن على المصالح المعنية بالأمر التدخل من أجل وضع حد لمثل هذه المخالفات، والتي من شأنها أن تضر بحياة المواطن بالدرجة الأولى، وكذا فرض عقوبات على المتسببين في مثل هذه التجاوزات، كما أكدوا ذات المتحدثين أن الذبح العشوائي الذي ينتهجه هؤلاء المتطفلون وغير مطابق لمعايير النظافة المعمولة بها في المذابح المنظمة قد يؤدي بصحة المواطن إلى الهلاك، خاصة وأنهم مازالوا ينتهجون الطريقة العشوائية والبدائية، بالإضافة إلى هذا فهم يتركون الفضلات على حافة الطريق خاصة بالسوق الأسبوعية لولاية ميلة مسببة انتشار الحشرات وبالتالي تفشي الأمراض، وفي السياق ذاته، أكد بعض المواطنين أن سبب إقبالهم على هذه المحلات والأماكن هو انخفاض الأسعار بالمقارنة خاصة في ظل الغلاء الفاحش الذي تعرفه المواشي خلال هذه الأيام وغلاء اللحوم من جهة أخرى لأناس لا يستطيعون إقتناءها بهذه المبالغ، في حين وصلت الأضاحي إلى 4 ملايين سنتيم.