وصل إلى حد الآن عدد الفلاحين المصرحين بأضرار الجفاف بولاية باتنة خلال الموسم الفلاحي الفارط 5643 فلاح يستغلون مساحة إجمالية قدرت ب118 ألف هكتار، وفقا لما أفاد به مدير المصالح الفلاحية. وأوضح محمد لمين قرابصي، أن الخبرة جارية في الميدان من طرف مختصين من الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي بباتنة من أجل التقييم الدقيق لحجم الأضرار المسجلة في هذا السياق. وتبذل الجهود حاليا، حسب المتحدث، لإنجاح حملة الحرث والبذر لموسم 2013- 2014 بتجنيد كل الوسائل الضرورية لتسهيل العملية وخاصة وصول الفلاحين إلى عوامل الإنتاج وأيضا تنشيط جهاز الدعم بكل جوانبه في انتظار ما سيصدر عن الجهات المعنية من قرارات موجهة أساسا لتقديم إعانات للفلاحين المتضررين لاستئناف النشاط الفلاحي. وعلى الرغم من أن نكبة الجفاف التي مست ولاية باتنة الموسم الفارط قللت من قدرات عدد كبير من الفلاحين، إلا أن مصالح مديرية الفلاحة تتوقع حرث وبذر 175 ألف هكتار من الأراضي مناصفة بين القمح والشعير أي بزيادة تقدر بحوالي 15 بالمائة عن الموسم الفلاحي الفارط لاسيما بعد عودة الأمطار التي بلغت في الفترة من نهاية أوت الأخير إلى حد الآن أكثر من 60 ملم مما شجع الفلاحين على الشروع في عملية الحرث بسهولة. وقد انطلقت العملية منذ بداية أكتوبر الجاري بالمناطق الجنوبية للولاية في ظروف استثنائية بسبب مخلفات الجفاف فيما نصبت لجنة ولائية لتتبع مجريات هذه الحملة وتحضير وسائل الإنتاج لدى تعاونية الحبوب والبقول الجافة بكمية تتماشى والاحتياجات الجديدة لهذا الموسم بكل خصوصياته. وحضرت في هذا السياق، التعاونية إلى حد الآن، حسب المسؤول، 77 ألف قنطار من البذور المعالجة إلى جانب توفير كمية معتبرة من الأسمدة الفوسفاتية لتغطية احتياجات هذه المرحلة مع وضع خارطة تموين في 12 نقطة عبر مناطق الحبوب بالولاية. واتخذت من جهة أخرى، ذات التعاونية، يضيف المصدر، عدة إجراءات لمساعدة الفلاحين بالمنطقة منها تمديد فترة تسديد القرض الرفيق لمن اقترض الموسم الأخير وكذا الدعم الموجه للبذور والأسمدة والعتاد في إطار صناديق الدعم المفتوحة لهذا الغرض مع تنصيب شباك موحد بمقرها الكائن بعاصمة الولاية لتسهيل عملية تموين وتمويل الفلاحين للموسم الجديد. ولم يخف قرابصي بأن شعبة الحبوب تندرج ضمن مخطط سنوي لاستغلال الأراضي على مساحة 284500 هكتار وهي المساحة التي تفوق بكثير المساحة المسجلة في إطار عقد النجاعة لهذا الموسم والمقدرة ب24940 هكتار مما يجعل الولاية تقترب من الهدف الأساسي المسطر لتقليص المساحات البور إلى 36 بالمائة. لكن رغم ذلك، تبقى إلى حد الآن زراعة الحبوب بالنسبة للمسؤولين على المستوى المحلي الحلقة الهشة في المنظومة الإنتاجية للولاية بسبب تبعيتها للظروف المناخية وتبذل الجهود حاليا في إطار الإستراتيجية الفلاحية للمنطقة لإخراج هذه الشعبة من الضغط المناخي بكل الوسائل، يضيف قرابصي. ومن أبرز المؤشرات المنبثقة عن الشروع في تجسيد إستراتيجية ترقية شعبة الحبوب بباتنة القفزة النوعية المسجلة في استعمال البذور الممتازة الذي انتقل من 15 ألف قنطار سنة 2000 إلى 45 ألف قنطار حاليا واستعمال الأسمدة الذي بلغ 20 ألف قنطار وكان لا يتعدى ال700 قنطار فيما قفزت عملية معالجة الأعشاب الضارة في نفس الفترة من 700 هكتار إلى 8100 هكتار وأيضا الحرث العميق وتهيئة التربة من 33 ألف هكتار سنة 2008 إلى 120 ألف هكتار في 2011. أما فيما يخص توسيع رقعة السقي التكميلي، ذكرت مصالح مديرية الفلاحة، بأن الولاية حقّقت نتائج مرضية وصلت إلى حد الموسم المنقضي إلى 15 ألف هكتار عن طريق برنامج خاص من طرف الدولة لدعم الفلاحين يمس تعبئة المياه وتخزينها واستعمال شبكة الرش بمختلف أحجامها.