وصفت منظمات شبانية ونشطاء عبر شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» الفاتح نوفمبر بالذكرى المجيدة التي صنعت الاستقلال ووهبت الحرية للأجيال بعد أن لقّنت الاستعمار درسا في الوطنية، فور أن تحدّت الهمم والعزائم وتوحدت الإرادة في مجابهة العدو الفرنسي الذي اغتصب الأرض والوطن وتفنن في نهب خيراته، حيث كرس الأمية والجهل عبر نطاق واسع للتمكن من فرض سيطرته وتنفيذ مخططاته الاستيطانية، التي اضمحلّت بفضل وطنية الشهداء والمجاهدين. لعميد: «المرجعية النوفمبرية واضحة المعالم كفيلة بنهوض المجتمع» أفاد حسين لعميد رئيس جمعية «ريف ولتام» بالمسيلة أن أول نوفمبر هي ذكرى تحل علينا كل عام من أجل تجديد العهد مع الشهداء من أجل الحفاظ على الجزائر، قائلا: «أريد لها أن تكون وفق بيان أول نوفمبر بالنسبة لأمثالي»، ويضيف المتحدث «رغم ما تحقق إلا أن الحقيقة تؤكد تراجع القيم النوفمبرية» مردفا بالقول «في هذه الذكرى نفخر بجيشنا الوطني الشعبي الذي هو سليل جيش التحرير، المؤسسة الوحيدة التي بقيت صامدة ولم تنل منها العواصف ولا الأراجيف وهي بحقّ علامة نوفمبرية رائدة، ويحق لنا الفخر والاعتزاز بها، واستطرد لعميد أن الوطنية النوفمبرية هي نبراس للأجيال من أجل الإيمان بضرورة حب الوطن والعمل للوطن والدفاع عن الوطن» موضحا أنه «كان من الأجدر تعميم ثقافة حب الوطن عبر المدارس والمساجد والساحات وعدم السماح للمتطفلين من اعتلاء المنابر لكي لا نقع في النقيض، فيجب أن نقوم بالتطهير الثوري وإعادة بعث القيم الحقيقية والالتفاف حول بيان أول نوفمبر كمرجعية وحيدة للنخبة والشعب ويجب استغلال جميع وسائل التواصل والاتصال من أجل ترسيخ القيم وإلا فلن نلوم إلا أنفسنا والمجتمع لن ينهض إلا في ظل مرجعية واضحة المعالم، نوفمبرية المرجع ونقية الرجال». شباب الرحمة الفايسبوكية: «تضحيات جسيمة من أجل استرجاع الجزائر» اعتبر رئيس منظمة شباب الرحمة الفايسبوكية أن أول نوفمبر يوم فخر واعتزاز لشعب كافح أبناؤه من أجل استرجاع الحق المسلوب والسيادة الوطنية ضد الاحتلال الاستيطاني الفرنسي الذي عذب ودمر وقتل شعبا آمَن بالحرية ووقف مدافعا عن كرامته وعن كرامة المواطن العربي، وناضل بقوة مؤمنا بحتمية الانتصار ومستعدا للتضحية، خاصة وأن التاريخ صنعه الشهداء، «فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر» فهذه الرحلة الطويلة للثورة الجزائرية لم تكن بالرحلة العابرة بل كانت تاريخا مشرفا لأمة تستحضر شهداءها وتحفظ أسماءهم عن ظهر قلب وتخلّد رجالها عبر الاحتفال بيوم الاستقلال الجزائري. وعبر المتحدث قائلا: «إننا نحيّي الشهداء الذين كتبوا التاريخ وأناروا شموع الحرية وقهروا الظلم والطغيان وكانوا نبراسا نسترشد به لكتابة التاريخ للأجيال، فتحيّة للصوت الوطني القادر على تحقيق حلم الأجيال والحفاظ على روح الثورة والتواصل، تحية إلى شهداء الجزائر الأبطال في يوم الاستقلال الخالد فينا وفي وجدان كل عربي حر شريف». وعن مجموعة شباب الرحمة ككل الشباب الجزائري الواعي «نرى في هؤلاء المجاهدين والشهداء وكل من ضحى في سبيل الوطن وإعلاء علم الجزائر وراية الإسلام في هذا البلد قدوتنا، نرى فيهم أجمل مثال عن التمسك بالشخصية الجزائرية الأمازيغية المسلمة ونتعلم من كفاحهم ووقوفهم ضد أبطش استعمار، فالثورة الجزائرية تحمل في طياتها العديد من الحكم والدروس.. فمنها نتعلم الصبر من أولئك المجاهدين الذين قضوا أياما وليالي في الجبال، رغم كل الظروف القاهرة والاضطهاد فقط من أجل إعلاء راية الجزائر والإسلام في بلدنا، ونرى حب التضحية والاستشهاد في ذلك الشهيد ونتعلم أيضا الحرمة والعفاف في تلك المرأة الجزائرية المحافظة كيف تربي أولادها على حب الوطن وعلى التمسك بتعاليم دين الإسلام اليوم، وعن تفاعل شباب اليوم مع ذكرى أول نوفمبر قال رئيس المنظمة عبر كل صفحات الفايسبوك، نجد الشباب في الفاتح من نوفمبر يعيد الذكرى ويعيد فتح الماضي تذكيرا ببطولات جيل فجر الثورة الذي أعطانا فرصة العيش في نعيم الحرية والترحم على الشهداء الأبرار، فنجد الكثير ممن يوحدون صورهم وينشرون صور وفيديوهات لمختلف المحطات المهمة من ثورتنا المباركة، بما أنها ثورتنا ومهد حاضرنا، فكيف لا نصون بلدنا الذي استرجعناه من أيادي المغتصبين بعد تضحيات جسيمة خسرنا فيها الغالي والنفيس فقط من أجل الجزائر المسلمة العربية». ناس الخير: «علينا الاستلهام من جيل نوفمبر» كشف عضو «ناس الخير الفيسبوكية» أن أول نوفمبر هو وقفة أمام ما فعله من سبقنا وأجدادنا وثمن حريتنا، ووصف المتحدث «نشاطاتهم الخيرية جزء قليل وواجب بالتضحيات التي قام بها الشهداء من أجل أن يعيش الآخرين، حيث نحاول الاستلهام من جيل نوفمبر لمعايشة ما عاشه هؤلاء، ننتظم، ننسق مع بعضنا البعض وكأننا نعيش ثورة من أجل الآخرين، ربما نسميها ثورة الخير». جمعية البصائر: «التمسك بالموروث التاريخي صون لرسالة نوفمبر» قالت جمعية البصائر للثقافة والعلوم لولاية أم البواقي أنها تنظر إلى ثورة أول نوفمبر على أنها ثورة أسست لكثير من المفاهيم في هذا العصر على غرار إرادة التغيير، تغيير أنفسنا وواقعنا، فالشعب الجزائري عندما عزم على تغيير واقعه من شعب مستعمر ومغلوب على أمره إلى شعب حر وعزيز، ثار في وجه أكبر قوة في ذلك العصر وأثبت للأمم أنه شعب يمتلك إرادة التغيير عندما يريد ذلك ويعزم، ووجه رئيس جمعية البصائر رسالة للشباب مفادها «أنتم تستطيعون التغيير إنكم تمتلكون القدرة على تحسين أوضاعكم نحو الأفضل بشرط أن تمتلكوا العزيمة والإرادة النابعتان من الإيمان والتوكل على الله عز وجل، ثم التمسك بموروثكم التاريخي والحضاري، والرسالة الثانية لثورة نوفمبر هي لمن يحكم هذه البلاد الطيبة بما أن محور البناء والتقدم هو الإنسان، ولذلك فإن عدم الاستثمار في بناء الإنسان هو انتحار حقيقي ورمي للبلاد نحو مستقبل مظلم». سهيل -ناشط فايسبوكي-: «نوفمبر مفخرة الجزائريين وثورة الأبطال» «من جهتي أرى أن شبابا كثر لا يهتمون بثورة أجدادهم، إلا المشط ب«الجال» و«تهباط السروال» فالشباب الجزائري أصبح شغله الشاغل الغناء واللباس»، وعن وجهة نظره حول ذكرى الفاتح من نوفمبر اعتبرها المتحدث مفخرة للجزائريين ونضالا مات من أجله أكثر من مليون ونصف المليون شهيد، في ثورة الأبطال. خلوات ناشط فيسبوكي: «بفضل شباب نوفمبر نحن ننعم بالاستقلال» «الثورة هي شعلتنا فبفضل شباب نوفمبر، نحن متواجدون الآن وننعم بالإستقلال ولهذا يتوجب علينا حماية الذاكرة وحب الوطن والإفتخار به ليس بالكلمات فقط، وإنما بالفعل، وعلينا الإفتخار بشهدائنا الأبرار الذين صنعوا لنا الحرية والإستقلال. مختار -ناشط فايسبوكي-: «علينا استخلاص العبر من المدرسة النوفمبرية» «من وجهة نظري كجزائري، التاريخ ليس عبارة عن تراكم للأحداث فقط كما جاء في معظم الكتب بل هو أوسع حينما نستخلص منه العبر التي تمكننا من فهم الحاضر واستشراف المستقبل فعندما نفهم الحاضر، فإننا نؤمَّن حاجتنا منه ونستشرف الآتي، لكن اليوم الكثير في عالمنا لا يقرأ التاريخ لذلك يكرر أخطاء الماضي، أفلا نتعظ؟ علينا أن نستنبط دائما منه ما يهمنا ومايلهمنا، وأن لا نكتفي بالافتخار والاعتزاز، بل نبحث عمّا هو جديد في التاريخ، لا يجب أن نعطي للأجيال دروسا جاهزة في الندوات والملتقيات أو في المدارس أو تلقينهم التاريخ، علينا أن نوقد فيها فقط شعلة الشغف ونحرك فيهم حاسة البحث والفضول التي هي موجودة ومغروسة أصلا في داخلهم، وفي نفس الوقت نسأل أنفسنا في كل مرة وفي كل محطة يمر بها تاريخ الجزائر الحبيبة عن ما الذي قدمناه نحن كجيل الحاضر لهذا الوطن الغالي؟ الذي ضحّى في سبيله الأجداد بالغالي والنفيس لنحظى نحن جيل الاستقلال وننعم بنسيم الحرية، فاتورة الدم في الجزائر لم تكن هينة وثورة الفاتح من نوفمبر كانت درساً للتاريخ الإنساني، سجلت الجزائر أجمل البطولات وأعطت أبهى الصور في سبيل الانعتاق والتحرر من العبودية، فعلينا أن نستخلص الدروس والعبر من المدرسة النوفمبرية وأجمل وأروع الصور الصادقة لمعنى التضحية في سبيل الوطن، إننا نعتز بذلك ونُقر بالتضحيات الجسام ذلك الاعتزاز يطرح فينا السؤال الأبدي: ماذا قدمنا نحن لهذا الوطن؟، أو ما الذي سنضيفه لسجله الذهبي المرصع بالدماء والتضحيات؟ المزيد من التضحيات، ثورة في مجال الفكر والأدب، ثورة علمية..؟ الإجابة حسب رأي الخاص في كلمة هي النضال المستمر، هم ماتوا من أجل الوطن كي نعيش وعلينا أن نعيش لأجل الوطن. حنين الإلكترونية: «أول نوفمبر هو يوم مقدس في ذاكرة الجزائريين» اعتبر قدور شاهد صاحب المجلة الثقافية الإلكترونية «حنين» أن أول نوفمبر هو يوم مقدس في ذاكرة الجزائريين ككل، ونحن كجيل الاستقلال لا ننسى فضل من ضحى بنفسه لأجل أن نحيا في حرية، ونوفمبر يلخص هذا المعنى. وأضاف شاهد أن نوفمبر هو رمز لكفاح شعب قال للمحتل المستعبد نحن هنا وسنحيا أحرارا. مجموعة «إشراقة»: «بعض الشباب عزفوا عن التاريخ»
رغم عظمة وقداسة ثورة نوفمبر 54 بالنسبة للشعب الجزائري بمختلف أطيافه وفئاته العمرية منذ اندلاعها إلى يومنا هذا إلا أن هذه الذكرى في السنين الأخيرة اصبحت ذكرى عابرة أو تقريبا لا حدث في أوساط الشباب بسبب عزوفهم عن التاريخ عموما وعن تاريخ ثورة نوفمبر، كل هذا أحدث قطيعة بين الشباب والثورة في ظل تقزيم الثورة المجيدة بصفة عامة حتى أصبحت تمر ذكرى أول نوفمبر كأي ذكرى مثل عيد الشجرة أو عيد الأم .. وغيرها من المناسبات الأخرى. «بحليل» -مدير مؤسسة شبانية-: «أول نوفمبر قيمة تاريخية في المجتمع الجزائري» «الاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية من البرامج المهمة للمؤسسات الشبانية بمختلف أنواعها من دور شباب ومركبات رياضية جوارية وقاعات متعددة الخدمات للشباب، وتكتسي ذكرى أول نوفمبر 1954 أهمية خاصة لما تحمله من قيمة تاريخية في المجتمع الجزائري، حيث تقوم المؤسسات الشبانية بعمليات تحسيسية بإقامة معارض وأفلام وثائقية عن شهداء ومجاهدي المنطقة التي توجد بها المؤسسة وهذا لتخليد الذكرى».