فضح كتاب «العرب واليهود» للكاتب «جي سيتبون» بمشاركة «حميد برَّادة»، كيف قام الملك الحسن الثاني بإعطاء فكرة الاتحاد العالمي لليهود المغاربة، وفجر مجددا فضيحة جديدة عن مسلسل علاقة التطبيع مع الإسرائيليين على مستويات مختلفة، والتي لطالما دعمها الملك المغربي الحسن الثاني، وبعد ذلك خليفته محمد السادس. يظهر مجددا التحيز الكبير الذي لطالما أولاه الملك الحسن الثاني لليهود، وكيف وقف مع مصالح الإسرائيليين وافتخر دائما بكل أنواع التطبيع، واعتبر كتاب «العرب واليهود» أن الملك المغربي هو الوحيد عربيا الذي وقف مع اليهود، بداية من الأيام التي عاشوا فيها في البلاد المغاربية قبل الهجرة إلى إسرائيل، وكيف بقوا على صلة بالمغرب. * الأمريكيون يعتقدون أن المغرب بلد مغربي بأقلية مسلمة وروى الكاتب «حميد برَّادة» عن الكاتب «جي سيتبون» أن هذا الأخير لدى عودته فِي سنواتِ الثمانينات من الولاياتالمتحدةالامريكية، أنَّ الأمريكيِّين كانُوا لا يعلمُون الكثير عن تونس التِي ينحدرُ منها، بينما كانوا يعرفون المغربَ بصورة جيدَة، حتَّى أنَّ تصورهمْ للمغرب بدَا كمَا لوْ أنه دولةٌ يهوديَّةٌ تحسنُ معاملة أقليتها المسلمة، بفضل اهتمام الحسن الثاني باليهود آنذاك، وأضاف حسبما أوردته مصادر إعلامية أن صديق الكاتب صدِيقِي فوجئَ بمَا بدا لهُ من اهتمامٍ لدى الأمريكيِّين بالمغرب، أراد أنْ يعرفَ كمْ منَ اليهُودِ بقيَ فِي المملكة بعد الهجرة، حتَّى أصبحَ عددهم يربو اليوم على 15000، بالتقدير الأبعد، ومتراوحًا ما بينَ 3000 وَ4000، على الأقل، يوجدُ بينهم المستشار الملكِي، «أندرِي أزُولَايْ»، و«سيرجْ بِيرْدُوجُو»، رئيس الطائفة اليهوديَّة، و«رُوبرْت أصرافْ»، أحدُ مؤسسِي الاتحاد العالمِي لليهود المغاربة، لقدْ كانَ الحسن الثانِي حريصًا على ألَّا تنقطعَ صلةُ اليهود المتفرقِين عبر العالم بالمغرب، وهُوَ منْ أوحَى بفكرةِ إنشاء ذلكَ الاتحاد العالمي لليهود المغاربة. * هكذا دافع الملوك المغاربة عن اليهود على مر الزمان الكاتب يطلق حقائق جد مثيرة عن كيفية دفاع الملوك المغاربة عن اليهود على مر الزمان وكيف وقفوا معهم منذ الحربِ العالميَّة الثانيَة، وفي مقدمتها ما قامَ به السلطان محمد بن يوسف، الذِي أصبحَ الملك محمدًا الخامس فيما بعد، في عهدِ فيشِي، حينَ جاءَ إليه المقيم العام الفرنسِي، يطلبُ إحصاءً لليهود كيْ يسلمُوا، فإذَا به يقول له: «أضفْ إليهم ثمانية عشر، فسألهُ المقيم العام عنْ معنَى الرقم، ليخبره السلطان أفراد العائلة الملكيَّة، وكان أنْ حمَى المغرب بذلك يهودهُ من النازيَّة، ومن بين 60 ألفًا من اليهود المغاربة أصبحُوا إسرائيليِّين، لازالَ هناك أغلبية تحتفظُ بعلاقاتٍ مع المغرب، وآخرون لاتزالُ في حوزتهم الجنسيَّة، فيما تعودُ أعدادٌ كبيرة منهم، بانتظامٍ إلى المغربِ بغرضِ الحجِّ، فِي موسمْ الهيْلُولَة». * الجزائر تغيب عن أي تطبيع والقذافي يكره اليهود وتحمِل معلومات الكاتب عن الدول المغاربية أن معمر القذافِي كان رافضا لعلاقات المغرب مع إسرائِيل، وَحينمَا استقبلَ الحسنُ الثانِي شمعُون بيريز فِي إفران، سنةَ 1986، أُلْغِيَ اتفاقٌ كانَ قدْ عقدَ بين المملكة والجماهيريَّة منذُ سنتين قبلها، فِي إطَار الاتِّحَاد العربِي الإفريقِي ويضيف ذات الكاتب بأنَّ العلاقات آخذة فِي التطبيع وإنْ كان ذلك، بصورة هادئة، وسريَّة، لكن مقبولة، مشيرا إلا أن قطر مثلا تدعمُ حركة حماس، لكن علاقات تجاريَّة تربطها بإسرائيل.