أجمع المشاركون في افتتاح المؤتمر الدولي حول سورياجنيف 2 على ضرورة اغتنام الفرصة التي أتاحها المؤتمر الذي تمكن لأول مرة منذ انطلاق الأزمة من جمع ممثلي النظام والمعارضة لبحث انتقال سياسي سلمي للصراع المحتدم منذ ثلاث سنوات. وجاء انطلاق أعمال مؤتمر السلام الخاص بسوريا اليوم بمشاركة أكثر من 40 دولة على غرار الجزائر التي مثلها وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة والتي ما انفكت تدعو لوقف إراقة الدماء وتحث على فتح حوار سياسي جدي بغرض إيجاد حل سياسي للنزاع الدامي الذي يلم بهذا البلد الشقيق . وبعد أيام من الترقب الدولي لانعقاد المؤتمر الذي يعلق عليه الكثير من الآمال في التوصل إلى تسوية سلمية بين طرفي النزاع أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر أن يكون اللقاء بداية من أجل التوصل إلى حل للأزمة وتخفيف المعاناة الإنسانية في سوريا وذلك من خلال إرادة سياسية للأطراف المعنية بين الحكومة والمعارضة. وأشار إلى أن الفوضى التي جرت في سوريا أدت إلى إستقطاب الإرهابيين والجماعات المتطرفة مما دفع الكثير من السوريين إلى اللجوء لدول الجوار وغيرها . النظام السوري يدعو إلى استئصال الإرهاب وفي كلمة مطولة له أمام المشاركين في مؤتمر جنيف 2 أكد ممثل الحكومة السورية في المؤتمر وزير الخارجية وليد المعلم بأن بلاده ستقوم بكل ما يحق لها للدفاع عن نفسها بالسبل التي تراها مناسبة من أجل تحقيق آمال السوريين في السنوات القادمة، وأبرز المعلم أن هناك انتهاكات عدة ترتكب في البلاد تحت مسمى الثورة السورية مبرزا أن دولا مشاركة في مؤتمر اليوم يدها ملطخة بدماء السوريين، ودعا في هذا السياق القوى الاجنبية إلى الكف عن مساندة الإرهاب ورفع العقوبات المفروضة عن دمشق متسائلا: كيف للإرهابيين أن يحققوا تطلعات الشعب السوري، كما جدد المعلم التأكيد على أن الشعب السوري وحده هو الذي يحق له تحديد مصير الرئيس السوري بشار الأسد مضيفا لا أحد في العالم له الحق في إضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سوريا إلا السوريون أنفسهم وهذا حقهم وواجبهم الدستوري وما سيتم الاتفاق عليه هنا أو في أي مكان سيخضع للاستفتاء الشعبي فنحن مخولون هنا لنقل ما يريده الشعب . المعارضة تتمسك برحيل الأسد أما المعارضة التي انتظر المراقبون كثيرا موافقتها على المشاركة في فعاليات اللقاء في ظل انقسامات داخلية وخشيتها من إضفاء الشرعية على النظام، فقد جددت في كلمة ألقاها ممثلها رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا تأكيدها على تمسكها برحيل الرئيس بشار الأسد كشرط لتسوية الأزمة، وقال الجربا أنه لا يمكن الحديث عن بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم واتهم قوات الأسد بدعم تنظيم القاعدة داخل سوريا ودعا وفد حكومة الأسد للإلتزام بما يعرف باسم اتفاق جنيف 1 فورا ونقل السلطة لكيان حكومي مؤقت. بان كي مون: المؤتمر مَبعثة للأمل لبداية العملية السلمية قال بان كي مون: أمامنا تحديات هامة جدا، ولكن وجودكم هنا يبعث على الأمل، أعول على أن تضع الجهود المشتركة للمعارضة السورية والحكومة بمشاركة الدول الأخرى بداية للعملية السلمية. أشكركم على قبولكم الدعوة ، وأضاف: بالطبع، هناك خلافات بين ممثلي سوريا، توجد اليوم فرصة لإظهار أن سورية دولة موحدة وهناك فرصة لتحفيز الوفد السوري ودعمه في العمل على تحقيق السلام في سوريا ، وقال الأمين العام للأمم المتحدة أن السلطة السورية والمعارضة يلتقيان لأول مرة لإيجاد حل سلمي للأزمة في سوريا، حيث يمثل المؤتمر فرصة كبيرة لتغيير التاريخ لصالح الشعب السوري . لافروف يحذر القوى الخارجية أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمته في اجتماع جنيف-2 الذي بدأ أعماله في مونترو أمس، عن أمله في أن يمتنع جميع اللاعبين الخارجيين عن محاولات إقرار نتائج جنيف-2 مسبقا، وخطوات قد تؤدي إلى إحباط المفاوضات، وقال: نأمل في أن يعمل جميع اللاعبين على تشجيع السوريين من أجل التوصل إلى توافق، وأن يمتنعوا عن محاولات إقرار الاتفاقيات النهائية مسبقا، وأن ويوقفوا الطرفين عن عمل ذلك، بالإضافة إلى الامتناع عن خطوات أخرى قد تحبط عملية التفاوض . وأكد أن أمام المشاركين مهمة مشتركة تكمن في إيقاف النزاع الذي يتسبب بمعاناة للشعب السوري و يدمر هذه الأرض العريقة . موضحا أنه لا يمكننا أن نسمح لموجة الاضطرابات أن تجتاح الدول المجاورة ومنطقة الشرق الأوسط برمتها التي تعيش الفترة الأكثر صعوبة في تاريخها . وشدد لافروف على أن روسيا تؤيد سعي الشعوب العربية لحياة أفضل وتنمية مستدامة وازدهار، لكنه حذر من أن التغييرات التي أصبحت ملحة، لا يمكن أن تكون فعالة، إلا إذا جرى تطبيقها بسبل سلمية بعيدة عن العنف وعبر الحوار الوطني. واعتبر أن محاولات فرض وصفات جاهزة للإصلاحات على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من الخارج، من شأنها أن تجر عملية التحديث السياسي والاجتماعي إلى الوراء. وأعاد وزير الخارجية الروسي إلى الأذهان أن بلاده كانت تنطلق منذ البداية من أنه لا يمكن حل الأزمة السورية بالقوة، ولا يمكن التوصل إلى تسوية إلا على أساس توافق السوريين أنفسهم. وتابع أن هذه المقاربة شكلت أساسا لبيان جنيف، الذي أيده مجلس الأمن الدولي، على الرغم من أنه تأخر كثيرا في ذلك، في قراره رقم 2118 كإطار حقوقي دولي للتوصل إلى السلام في سوريا. وأعرب عن ثقته بأن جميع المشاركين في التسوية السورية يريدون الحفاظ على سوريا بصفتها دولة مدنية ذات سيادة موحدة وأعرب عن قلقه من هجرة المسيحيين من الشرق الأوسط لاسيما من سورية، علما بأن هذه الأرض هي بيتهم منذ ألفي سنة. وتابع أن روسيا تقيّم عاليا علاقات الصداقة التي تربطها بالدول العربية وجميع الدول الإسلامية، مؤكدا أن موسكو معنية بوحدة الأراضي تضمن فيها حقوق جميع المكونات الطائفية والإثنية. كيري: المؤتمر اختبار للجميع من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ذلك اختبار لكل الذين يدعمون الشعب السوري وللمجتمع الدولي بأكمله لإحلال السلام في سوريا ، مؤكدا على أهمية التقدم الذي تحقق. ودعا الوزير الأمريكي الأطراف السورية إلى توحيد الجهود من أجل إصدار قرار يسمح بإحلال السلام في سوريا، مشيرا إلى أن المؤتمر جمع كافة اللاعبين القادرين على اتخاذ القرارات. المعلم: لا يحق لأحد في العالم عزل الرئيس أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جنيف-2 المنعقدة في مونترو عن أسفه لوجود من أيديهم ملطخة بدماء السوريين بين المشاركين في جنيف-2 . وقال المعلم أن سوريا تعتز بعروبتها وتتشبث بها رغم ما فعله بها بعض العرب الذين من المفترض أن يكونوا أشقاء . وأضاف أن دولا صدرت الإرهاب إلى سوريا بدأت تعطينا دروس الديمقراطية والتطور والتقدم وهي تغرق في الجاهلية والتخلف وقد اعتادت أن تكون بلادها ملكا لملك أو أمير . وتابع قائلا أن هناك أطرافا خارجية تورد أسلحة فتاكة إلى القاعدة . ورفض ما اعتبره فرض دروس في الديمقراطية من الخارج، معتبرا أن بلاده ستكون بخير في حال وقف العدوان الخارجي . وأكد المعلم أن سوريا ستعمل كل ما يحق لها للدفاع عن نفسها وبسبل تراها مناسبة، محملا بعض جيران بلاده بإشعال النيران في سوريا وإرسال الإرهابيين من مختلف دول العالم. وأضاف أن جيران سوريا كانوا إما سكاكين في الظهر من الشمال أو متفرج ساكت عن الحق من الغرب أو ضعيف يؤمر ويأتمر من الجنوب أو منهك بما خططوا له ونفذوا منذ سنوات ليدمروه ويدمروا سورية معه من الشرق . وتوجه المعلم إلى من وصفهم بأنهم يدعون التحدث باسم الشعب السوري بالقول: أنتم لم تقوموا بأي شيء على الإطلاق سوى حشد الخزي والعار جراء التوسل للولايات المتحدة لشن عدوان عسكري على سوريا . وأضاف: حتى المعارضة التي نصبتم أنفسكم سادة وأوصياء عليها ترفضكم وترفض طريقتكم في إدارة أنفسكم قبل أن تفكروا في المشاركة بإدارة البلاد . وقال المعلم أن وفد الحكومة السورية جاء إلى المؤتمر للحيلولة دون انهيار منطقة الشرق الأوسط بأكملها، مؤكدا أن الحوار بين السوريين هو الحل. وأضاف مخاطبا نظيره الأمريكي جون كيري أنه لا يحق لأحد في العالم عزل الرئيس الشرعي للبلاد باستثناء السوريين.