تحظى ولاية مستغانم بطاقات فلاحية وسياحية وثقافية كبيرة تؤهلها لتصبح قطبا تنمويا ومنطقة جذب للإستثمارات بالجهة الغربية للوطن. وتتبوأ ولاية مسك الغنائم المتربعة على مساحة 2269 كلم مربع والتي يقطنها قرابة 800 ألف نسمة موقعا استراتيجيا كونها منطقة ساحلية، وتشكل إمتدادا لغليزان التي تحدّها من الشرق ووهران من الغرب ومعسكر من الجنوب. ويعتبر قطاع الفلاحة المحرك الرئيسي للتنمية المحلية بها بفضل خصوبة أراضيها وتوفر مياه السقي وتنوع المحاصيل التي من أشهرها البطاطس، حيث تعدّ في المراتب الأولى وطنيا من حيث إنتاج هذه المادة الإستراتيجية التي تمون بها السوق الوطنية وتصدرها إلى الخارج. كما يعدّ الساحل المستغانمي الممتد على طول 124 كلم من شاطئ سيدي منصور غربا إلى بحارة شرقا، من السواحل الأكثر جاذبية للمصطافين والسياح، حيث سجلت الموسم الماضي 7 ملايين و400 ألف مصطاف. ونظرا للإقبال المتزايد على هذه الشواطئ، تمّ تسجيل 50 طلبا للإستثمار على مستوى لجنة المساعدة على تحديد المواقع وترقية الإستثمار وضبط العقار لإنجاز هياكل سياحية بمنطقتي التوسع السياحي كاب ايفي و ابن عبد المالك رمضان ستسمح بإستيعاب 6156 سرير. كما يجري حاليا العمل على تهيئة 16 منطقة للتوسع السياحي على مساحة إجمالية قدرها 4.339 هكتار ستحتضن هياكل إستقبال بطاقة تزيد عن 20 ألف سرير. وفي الجانب الثقافي، تشتهر الولاية بالعديد من الأولياء الصالحين بإعتبارها كانت على مدى العصور مهدا للحياة الروحية والتصوف، حيث شهدت ميلاد الطريقتين الصوفيتين السنوسية والعلاوية اللتان انتشرتا في مختلف أنحاء العالم. * الولاية... قبلة الزوار من الداخل والخارج ويوجد بالمنطقة حوالي 80 ضريحا للأولياء، منهم سيدي عبد الله و سيدي بن ذهيبة و سيدي العجال و سيدي سعيد و سيدي لخضر بن خلوف ، والتي تعتبر مزارات للمواطنين من داخل وخارج الولاية وتنظم بها مواسم دينية في كل سنة. كما تشتهر مستغانم بعدة طبوع ثقافية على غرار الطرب البدوي الذي من شيوخه حمادة والجيلالي عين تادلس وكذا الشعبي الذي إشتهر به عشرات المطربين من أمثال بوعجاج والحبيب بطاهر. وأنجبت الولاية العديد من المسرحيين من أمثال ولد عبد الرحمان كاكي والجيلالي بن عبد الحليم وبلمقدم عبد القادر أحد مؤسسي المهرجان الوطني لمسرح الهواة (1967)، فضلا عن بروز فنانين تشكيلين يتقدمهم الفنان محمد خدة وغيرهم. للإشارة، ستتعزز عاصمة مسرح الهواة مع أواخر شهر مارس بمسرح جهوي يعدّ أول مسرح يشيد بعد الإستقلال على المستوى الوطني، وسيساهم بشكل كبير في صقل واكتشاف المواهب الشابة في الفن الرابع وكذا التكوين، وتوفير مناصب عمل للمتخرجين من المعاهد الوطنية المختصة في هذا المجال. وكانت مدينة مستغانم قد تدعمت مؤخرا بمدرسة جهوية جديدة للفنون الجميلة تتسع ل300 طالب بمنطقة صلامندر الساحلية.