تزخر ولاية مستغانم بإمكانيات ومؤهلات سياحية ذات قيمة، إذ يرشّحها قطاع السياحة المتميز بالتنوع والثراء وفرص الاستثمار لتكون في المستقبل قطبا سياحيا بامتياز، يدفع نسق النموّ والاستثمار وتنشيط الحركة التجارية والاقتصادية والاجتماعية بفضل خلق مناطق جديدة للتوسع السياحي، علما أنّ الشريط الساحلي للولاية يمتد على مسافة 124 كلم، به شواطئ نظيفة جذابة وخلاّبة، يصنّفها عشّاقها والمرتادين عليها على أنّها الأفضل على مستوى مجموع الولايات الساحلية الأخرى بالوطن،ويتعلق الأمر بالخصوص بشواطئ ''صابلات''، ''ستيديا''، ''سيدي منصور'' من ضمن 21 شاطئا مفتوح للسباحة، في انتظار أخرى لا تزال على حالها الطبيعي لم تطالها يد الإنسان بعد، يجعل منها وجودها بالقرب من الغابات وسط مناظر طبيعية في منتهى الروعة بطاقات بريدية جميلة. إلاّ أنّ وجود هذه الشواطئ ملاصقة لمنحدرات صخرية، يتطلّب تهيئتها وتأهيلها وترقيتها، الانفاق الكثير من الأموال والجهود، وهو ما يبرّر بقاءها إلى حدّ اليوم دون المستوى المطلوب وتطلعات السكان بوجه عام والمصطافين بصفة خاصة. ولئن تفتقر ولاية مستغانم لمركبات وهياكل سياحية تتبع القطاع العمومي، فإنّ للقطاع الخاص حضورا لافتا، إذ تتضمّن خارطة المنشآت والمرافق السياحية تسعة فنادق، ونزل واحد، وإقامة سياحية لا غير، حيث تقدّم طاقة الإستيعاب الإجمالية ب1667 سريرا، على أن يتم تعزيزها في المستقبل ب 38 فندقا في طور الإنجاز، إلاّ أنّ أهم مكسب سيستفيد منه القطاع خلال السنوات القليلة القادمة يتمثل في بعث 16 منطقة للتوسع السياحي بعدة بلديات مطلة على البحر، خصّصت لها سلطات الولاية 4339 3 ، هكتار، تشغل الحصة المبنية منها 1797 1 ، هكتار، انطلقت الدراسات في اثنتين منها: ''ستيديا شاطئ'' و''خروبة''. وقال والي مستغانم، السيد حسين واضح في تصريح ل ''الشعب'' بهذا الشأن: ''في انتظار الشروع في عملية التهيئة، سجّلنا عددا لا بأس به لملفات استثمار لمتعاملين جزائريين خواص لتجسيد مشاريع هامة يمكن إدراج بعضها ضمن طراز دولي، ويتطلّب الأمر إتمام الدراسة أولا، ثمّ الحصول على موافقة الوكالة الوطنية للتهيئة السياحية، بصفتها الجهة المخوّلة قانونيا لذلك''. وستتيح مناطق التوسع السياحي بعد إنجازها 37 ألف و670 سرير، فضلا عن مئات مناصب الشغل، علما بأنّ منطقة ''صابلات'' بها حاليا 37 مشروع وصلت أشغال إنجازها نسبة 90٪، توفّر لوحدها 5 آلاف و77 سريرا و862 منصب شغل، وستتعزّز في المستقبل طاقة الاستيعاب لديها ب 2248 سريرا بفضل 23 مشروع مبرمج للإنجاز بهذه المنطقة، التي يزداد الاقبال عليها بإطراد من سنة إلى أخرى من قبل المصطافين. ولا يقتصر قطاع السياحة بمستغانم على السياحة الشاطئية فحسب التي تحوز حصة الأسد فيه، فللسياحة الثقافية، الحموية، البيئية، العلمية وحتى الريفية حضور في إقليم الولاية، ممّا يزيد في إقبال الزوار عليها. ويفتخر المستغانميون بالمعالم التاريخية والأثرية العديدة المتجذّرة بالولاية منذ قديم الزمن، إلى جانب إرث إسلامي مغاربي واسع، وتراث مادي وروحي وتاريخ يدل على عراقتها. ومن بين الشواهد التي تحاكي الزمن الجميل بمستغانم، نذكر على وجه الخصوص: مغارات ''ماسري'' التي تضم مجموعة من النحوت والميناء القديم بالمكان المسمى ''بحارة'' ببلدية أولاد بوغالم، ومنارات «برج ايفي» التي أنشئت سنة 1878 إبان الاحتلال الفرنسي. وتحتفل ذات الولاية بعدة أنشطة ثقافية لعلّ أهمّها الذي تجاوزت شهرته حدود الوطن، مهرجان مسرح الهواة وصنع لمستغانم سمعة طيّبة، والتي تشتهر أيضا بالمهرجان الوطني للتراث العيساوي، ومهرجان الشعر والموسيقى البدوية. وبحسب مصدر من مديرية السياحة والصناعة التقليدية بمستغانم، فإنّ هناك اهتمام بالاستثمار في السياحة الحموية من لدن بعض الخواص، ويشكّل الحمام المعدني لعين النويصي الذي تقوم حاليا الوكالة الولائية للتسيير والتنظيم العقاريين الحضريين بإعادة تهيئته، أخذ ركائز السياحة الاستشفائية بالولاية التي يوجد بها منبعين وهما: منع مكبرتة ببلدية سيرات الذي تصل درجة حرارة مياهه إلى 25 درجة مئوية، وهي تعدّ نافعة للأمراض الجلدية، ومنبع سدي بشاعة ببلدية سيدي علي غير المستغل، والوصول إليه صعب. وللسياحة البيئية والعلمية نصيب من الحظ والاهتمام، نظرا لوجود عوامل ومقومات طبيعية تحفّز عشاق هذا النوع من السياحة بالخصوص والزوار بصفة عامة على الذهاب إلى حيث توجد الغابات الشاسعة والمستنقعات الرطبة التي تستقبل الطيور المهاجرة لاستكشافها والتمتع بمناظرها الخلاّبة والترفيه عن النفس. ونفس الكلام ينطبق أيضا على واد ومغارات سداوة ببلدية سيدي لخضر ومغارات ''الكاف لصفر''، دون أن ننسى سد كراميس. وبخصوص ما يسمى بالسياحة الريفية التي تعرفها مديرية السياحة والصناعة التقليدية، بالمزارع ومنشآت لإنتاج وتخزين الخمور التي يعود تاريخها إلى العهد الاستعماري، فبإمكانها تطوير هذا النوع من السياحة باستغلال المناطق الريفية بعد تهيئتها لاستقبال السياح الأجانب بصفة خاصة، حسب ما توصي به ذات المديرية التي ترى في توافد الأقدام السود والأجانب على مدار السنة لزيارة المناطق والأماكن التي ولدوا وعاشوا فيها خلال فترة الاستعمار، فرصة لتطوير سياحة الذاكرة، لكن على وكالات السياحة والأسفار بالولاية، أن تلعب دورها في ذلك، وعددها الإجمالي لا يتعدى ال (9)، في انتظار اعتماد 13 أخرى تقدّمت بملفاتها.