تشهد الجزائر، خلال السنوات الأخيرة، ارتفاعا محسوسا في نسبة حالات المرضى المصابين بداء السكري، حيث بلغ عددهم 366 مليون مصاب، الأمر الذي دفع بالكثير من المختصين والجمعيات المختصة لتنظيم هذا اليوم للتحسيس بهذا الداء وكيفية العلاج منه، لتفادي الإصابة بالقدم السكرية التي قد تعرض الشخص الى بتر الأعضاء وهو ما يتجنّبه العديد من الأطباء، لان العلاج موجود في الدواء الكوبي الذي نجح في إنقاذ حياة الكثير من المرضى، ما جعل العديد من المختصين يجتمعون خلال هذا اليوم من اجل توعية المجتمع المدني بضرورة الاهتمام بمريض السكري وكذا العناية به في حال تعرضه لأي مرض، لأنه يمكن لأمر بسيط ان يزيد مضاعفاته ويؤدي إلى عواقب وخيمة. جمعيات تحسّس بمخاطر السكري وفي ظل غياب الدعم النفسي لدى العديد من المصاب بداء السكري، عملت العديد من الهيئات والجمعيات لتوفير هذا الدعم والتحسيس بمخاطر داء السكري، ومن بين هذه الجمعيات التي سعت جاهدة من اجل هذه الفئة، جمعية مرضى السكري التي أنشأت لمساعدة هذه الفئة والتكفل بهم من خلال توفير الأدوية والأجهزة الخاصة بمرض السكري وتوعيتهم بمخاطر المرض ومضاعفاته، على غرار النشاطات التي قامت بها جمعية مرضى السكري بوهران، التي حرصت على التحسيس بمدى خطورة المرض وأعراضه وكيفية الوقاية منه والتي قامت بالكشف المجاني للمواطنين سواء المصابين بهذا الداء او غير المصابين به. وفي هذا الصدد. يقول احد المرضى ممن التقت بهم السياسي : أصبت بهذا المرض منذ 10 سنوات، أي منذ ان كان عمري 12 سنة وأستخدم الأنسولين منذ ذلك الوقت، ففي الحقيقة العيش مع السكري أمر صعب جدا بل لنقل انه من المستحيل ان تحلم بحياة طبيعية مع كل المشاكل التي تأتي من ورائه. فأحيانا يدفعني هذا المرض الى تمني الموت صراحة، لأنني أعرف أن مستقبلي غامض يوم تبدأ مضاعفاته الخطيرة على العينين، الكليتين، الشرايين، ورغم كل ما يقال وما يقولونه وما سيقولونه، فالسكري مشكلة لا حل لها. الأنسولين مجرد أداة لإطالة العذاب لا أكثر ولا أقل ولكن تقل هذه الأمور مع العمليات التحسيسية التي يقوم بها العديد من المختصين والجمعيات والهيئات على المستوى الوطني . أخصائيون يحذّرون من مضاعفات الداء أكد العديد من الأطباء الأخصائيين في علاج السكري، أن المرض في ارتفاع مستمر بالجزائر، ولكن مضاعفاته هي التي تشكّل خطورة على حياة المريض، والتي منها إصابة القدم بالغرغرينا التي تؤدي في 80 بالمائة من الحالات لبتر القدم جزئيا أو كليا وفي حالات أخرى إذا صعبت السيطرة عليها، يفقد المريض حياته. وفي هذا الصدد، أكدت المختصة في داء السكري ب. مليكة ، أن التكفل بالمصاب بداء السكري والذي تصل حالته لغرغرينا القدم، يكلف الدولة أموالا باهظة، لأن الأدوية التي تجلب من بعض المخابر الدولية غالية الثمن وحتى المعدات اللازمة لمنع انتشار الداء لكامل الجسم تكلف غاليا، ورغم هذا، فالمريض يأتي غالبا في وضع متقدم يجعل بتر الرجل أمرا حتميا لإنقاذ حياته، وهذه الفئة تشكّل حوالي 80 بالمائة من المرضى، وفي هذا الصدد، نسعى لتفادي الوصول لهذا الوضع بالكشف المبكّر عن المرض وتحسيس المريض بهذه المخاطر حتى لا يتحول السكري، الذي هو مرض يمكن التعايش معه بسهولة، إلى مصدر رئيسي للموت حيث تم تسجيل حوالي 200 ألف شخص معرض لبتر القدم وهناك 25 في المائة من الشباب والأطفال يعالجون بالأنسولين. وبخصوص النساء، فمن ابرز العوامل المؤدية للسكري هي السمنة، فالمرأة الماكثة بالبيت مطلوبة بممارسة الرياضة والابتعاد قدر المستطاع عن التلفاز، أما بخصوص بعض الحالات التي لا تصرح بمرضها خاصة الفتيات المقبلات على الزواج، فأنا أنصح هذه الفئة بعدم إخفاء ذلك خاصة خلال فترة الحمل التي تعتبر من أكثر الأوقات الحساسة، لتجنّب بعض المخاطر التي قد تنتج مع الاستشارة الطبية فيما يتعلق بالأدوية الملائمة للحامل في هذه الفترة، كما ننصح المواطنين بالكشف المبكّر عن هذا المرض، لأنه إذا زاد عن حده، قد يصل الى بتر الأعضاء وهو الأمر الذي يسعى الى تفاديه العديد من المختصين، بفضل الأدوية التي توصلت إليها العديد من المخابر .