اختارت منظمة الصحة العالمية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لداء السكري -الذي يصادف يوم 14 نوفمبر- هذه السنة شعار التحسيس والوقاية. ودعت كل الجمعيات والفيدراليات في العالم إلى تكثيف جهودها في مسعى التوعية الذي من شأنه أن يجنب مريض السكري مضاعفات خطيرة تصعب من ممارسة حياته على نحو معقول، وتشتغل الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري على هذه الرسالة من أجل بناء حاجز أمام المضاعفات الصحية الناجمة عن الداء باستعمال قنوات التحسيس والتوعية والوقاية. وأكد رئيس الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري السيد نور الدين بوستة أمس ل'' المساء'' أن منظمة الصحة العالمية طالبت بتقوية النشاط التحسيسي وتكثيف حملات التوعية لتفادي مضاعفات الداء المؤدية في الغالب إلى فقدان البصر، بتر الأطراف السفلية، القصور الكلوي وتصلب الشرايين وأمراض القلب، موضحا أن العمل سيكون على مدار السنة ولن يقتصر على مناسبة اليوم العالمي لداء السكري.وأوضح المتحدث أن هدف الفيدرالية يكمن في تجنيب مضاعفات السكري بالنسبة للمرضى غير المؤمّنين والذين يشكلون نسبة 25 بالمائة من مجموع 3 ملايين مصاب، حيث تطمح الجمعية إلى تعميم الاستفادة من البطاقة الالكترونية ''الشفاء'' على جميع المصابين بمن في ذلك غير المؤمنين اجتماعيا، مشيرا في هذا السياق إلى أن الحد من المضاعفات الناجمة عن السكري من شأنه توفير تكلفة الرعاية الصحية للمريض التي تصل إلى 8 ألاف دينار لليوم الواحد في المستشفى.وقال السيد بوستة أن عملية الاستفادة من أقلام الأنسولين تسير بوتيرة ناجحة خاصة بعدما أصدرت وزارة الصحة مؤخرا قائمة جديدة للأدوية الحيوية للمرضى المزمنين وغير المؤمنين تتضمن أقلام الأنسولين وهو ما يعني أن مرضى السكري غير المؤمنين اجتماعيا سيستفيدون من أقلام الأنسولين مجانا، مشيرا إلى أن الفيدرالية سوف تطالب وزارة التضامن الوطني بمراسلة صناديق الضمان الاجتماعي ومديريات النشاط الاجتماعي من أجل تطبيق الإجراء الجديد في أسرع وقت. ودعا المتحدث هذه الفئة إلى الاقتراب من مصالح الضمان الاجتماعي للاستفادة من أقلام الأنسولين مجانا.وكشف المتحدث أن الجزائر تحصي سنويا من 40 ألف إلى 50 ألف مصاب جديد بداء السكري من مختلف الأعمار والجنس، وأن عدد المرضى بهذا الداء يقدرون بحوالي 10 بالمائة من سكان الجزائر، وقال إن النسبة أكثر من ذلك بحكم أن العديد من الناس يجهلون إصابتهم بالمرض، فضلا عن أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن منطقة المشرق العربي وشمال إفريقيا الأكثر تعرضا للداء في آخر دراسة لها وقدرتها بنسبة 26 بالمائة. ومن جهة ثانية فإن أكثر من 25 بالمائة من مرضى السكري يستعملون الأنسولين في الجزائر. واوضح السيد نور الدين بوستة أن الفيدرالية تعتمد في نشاطها على تكثيف حملات التوعية والتحسيس في أوساط المواطنين، حيث تقوم بمتابعة العلاج الذي وصفه الطبيب للمريض والتحسيس بالالتزام بحمية غذائية سليمة ومنتظمة وكذلك بممارسة الرياضة، وكل ذلك من أجل أن يصبح المريض طبيبا لنفسه من خلال المراقبة الذاتية لحالته الصحية.تجدر الإشارة إلى أن وزير الصحة والإسكان وإصلاح المستشفيات، السيد جمال ولد عباس، سيشرف اليوم بالمعهد الوطني للصحة العمومية بالعاصمة على الافتتاح الرسمي لفعاليات الاحتفال باليوم العالمي لداء السكري.