- UGTA تؤكد: العمال سيحظون بامتيازات مهمة في المستقبل - هذه هي أبرز المكتسبات التي حققها العمال الجزائريون تحتفل الجزائر ككل بلدان العالم، يوم غد باليوم العالمي للعمال، الذي تطلق عليه تسمية عيد العمال أو عيد الشغل ، المصادف للفاتح من شهر ماي من كل سنة، وهو احتفال يقام في دول عديدة احتفاءً بالعمال، وتقديرا لهم، من خلال إعفائهم من مزاولة نشاطاتهم باعتباره يوم عطلة رسمية. والجزائر كغيرها من البلدان تحتفل بعيد العمال وهذا لتثمين إنجازات العمال ودورهم الريادي في خدمة البلد ونهضته الصناعية والمعمارية والخدماتية وفي كل المجالات لأنهم أصحاب الإنجاز اللامحدود. هكذا انطلق الاحتفال بعيد العمال لأول مرة ويعود فضل تأسيس، عيد العمال العالمي لمنظمة فرسان العمل ، التي كانت أول من طالب بتحديد ساعات العمل بثمان ساعات وفي عام 1886م، وعلى إثر إضراب الفئة العاملة وشلها للحركة الإنتاجية، خصوصا وأنها كانت تعمل لساعات طويلة تراوحت بين 14 إلى 16 ساعة كل يوم، وتنال بالمقابل أجورا قليلة، وبسبب الاضطهاد الشديد الذي أثار غضبها، أدركت أن الاتحاد والكفاح من خلال تبني الإضرابات، هو الطريقة الوحيدة لنيل ظروف معيشية معقولة، وطرحت شعار الإضراب المتمثل في نظام العمل لثماني ساعات ، ليعتبر عيد العمال العالمي أهم عيد شيوعي، ويرى الشيوعيون أنفسهم خط الدفاع الأول عن العمال وشعارهم: يا عمال العالم اتحدوا . وفي عام 1877، بدأ أول إضراب على المستوي الوطني في تاريخ أمريكا، بعد أن نظّم العمال مظاهرة كبيرة واندفعوا إلى الشوارع، وطالبوا الحكومة بتحسين ظروف العمل والعيش، وتقصير دوام العمل إلى ثماني ساعات يوميا، وازداد عدد المتظاهرين والمضربين بسرعة في بضعة أيام، وهو ما اضطر الحكومة الأمريكية تحت هذه الضغوط الكبيرة إلى وضع قانون لتحديد دوام العمل اليومي بثماني ساعات، غير أن بعض أرباب العمل لم يلتزموا بهذا القانون أبدا بل واصلوا استغلالهم للعمال واستمر العمال يعملون بلا انقطاع ويعيشون حياة صعبة، وفي أكتوبر عام 1884 اجتمعت ثماني نقابات كندية وأمريكية في شيكاغو الأمريكية وقررت الدخول في إضراب شامل كلها في الأول من ماي من عام 1886 لأجل إجبار الرأسماليين على تطبيق قانون العمل لثماني ساعات، وحان هذا اليوم أخيرا، حيث توقّف 350 ألف عامل في أكثر من 20 ألف مصنع أمريكي عن العمل، وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرة ضخمة، وشلت الحركية بهذه المصانع الكبيرة، كما حاولت الحكومة قمع المظاهرة بالقوة، الأمر الذي أشعل نيران كفاح العمال في أنحاء العالم ودخل العمال في أوربا والقارات الأخرى في إضرابات الواحد تلو الآخر، وبعد شهر اضطرت الحكومة الأمريكية إلى تنفيذ قانون العمل لثماني ساعات بفعالية، وفي جوان من عام 1889، افتتح مؤتمر النواب الاشتراكيين الدولي في باريس الفرنسية، وقرّر المؤتمر تحديد الأول من ماي من كل سنة، عيدا مشتركا لجميع البروليتاريين في العالم، وفي هذا اليوم من عام 1890 بادر العمال في أمريكا وأوربا بتسيير مظاهرات كبيرة لاحتفال بنجاح كفاح العمال، ليولد عيد العمال الدولي، ليكون بذلك اختيار هذا التاريخ، تخليداً لذكرى من سقط من العمال والقيادات العمالية. الإسلام سبّاق للمطالبة بحقوق العمال ولم يكن فرسان العمل ولا القيادات العمالية ولا مناصريهم من الشيوعيون، السباقون في المطالبة بحقوق العمال وتحديد العلاقة مع أرباب العمل وتحديد ماهية العمل والأجر المناسب، فقد سبقهم الإسلام منذ قرونٍ عدة، حيث نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم باحترام العمال وعدم تحميلهم فوق طاقتهم من العمل، وذلك بمد يد العون لهم والمساعدة، وأمر بدفع أجرة العاملين بمجرد الانتهاء من العمل المكلف به ونهى عن التعرض للعمال بالإهانة أو التحقير، حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام : أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه . وقال أيضا: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة منهم .. ورجل أستأجر أجيراً فلم يوفه أجره ، فهذان الحديثان يؤكدان العناية التامة بالعمال وإعطائهم أجورهم، وفي هذا الخصوص تسابق المشرّعون في سن القوانين وتسطير الأنظمة التي تحمي حقوق العاملين وتحفظ كرامتهم وتحقق لهم ظروف عمل ملائمة. هذه هي المكتسبات التي حققها العمال الجزائريون تحتفل الجزائر أيضا على غرار الدول الأخرى بعيد العمال المصادف للفاتح من شهر ماي، وقد حظي العمال بالجزائر منذ تولي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لرئاسة الحكم بالعديد من الامتيازات التي كانت مكسبا بالنسبة لهم، بداية من الزيادات المتتالية في الأجور والكثير من المكتسبات فيما يخص الخدمات الإجتماعية وفي مقدمتها بطاقة الشفاء، حيث استفاد العمال من السياسات الاقتصادية والاجتماعية للدولة وذلك ضمن الجهود المبذولة لتحسين ظروف المعيشة من خلال ارتفاع الأجور والمداخيل بدءا برفع الأجر الوطني الأدنى المضمون على امتداد العشرية والزيادات في أجور الموظفين في كافة القطاعات إلى جانب الزيادات في أجور عمال القطاع الاقتصادي، كما لم يستثن المتقاعدون من مسعى العدالة الاجتماعية هذا إذ استفادت كذلك هذه الشريحة من المجتمع بزيادة استثنائية معتبرة بما فيها الزيادة التي ستطبق بداية من الفاتح ماي المقبل. واستفاد العمال الجزائريين أيضا من تحسين التغطية الاجتماعية وامتدادها إلى كافة فئات المجتمع إلى جانب تحسين نوعية الخدمات الاجتماعية من خلال عصرنة منظومة الضمان الاجتماعي التي أصحبت تستخدم أحدث الآليات في التسيير وفي تقديم الأداءات للمواطنين، كما يجدر التذكير بتأسيس الصندوق الوطني لاحتياطات التقاعد سنة 2006 يتم تمويله اليوم باقتطاع نسبة 3 بالمائة من عائدات الجباية البترولية السنوية وذلك حرصا على ضمان الاستمرارية لنظام التقاعد الوطني. ومن بين المكتسبات أيضا استفادة 28 مليون جزائري من خدمات بطاقة شفاء، التي أطلقت سنة 2007 والتي كان لا يستفيد منها سوى المتقاعدين والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة وذوي الدخل الضعيف، لتعمم لفائدة جميع المؤمنين اجتماعيا، حيث تم الاستغناء عن النظام القديم في تعويض الأدوية أو اقتنائها على مستوى الصيدليات، وبات بإمكان جميع المؤمنين اجتماعيا تقديم بطاقة شفاء مرفوقة بوصفة طبية والاستفادة من مزايا نظام الدفع من قبل الغير لشراء الأدوية لهم شخصيا أو لذوي الحقوق على مستوى أي صيدلية متعاقدة مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال الأجراء. صالح جنوحات: على العمال أن يتفاءلوا خيرا في الوقت الحاضر دعا صالح جنوحات، عضو الأمانة الوطنية للاتحاد العام للعمال الجزائريين، أمس، في اتصال هاتفي أجراه مع السياسي ، العمال الجزائريين إلى التفاؤل بالخير في الوقت الحاضر، مضيفا أن العمال في الجزائر سيحظون بامتيازات في المستقبل، موضحا من بين هذه الامتيازات أن مقترحات الصندوق الوطني للتقاعد التي تمت مناقشتها خلال اجتماع الثلاثية والتي كانت على طاولة الوزارة وستدخل حيز التنفيذ في الفاتح من شهر ماي المقبل، مهنئا من جهة أخرى الشعب الجزائري عامة والعمال الجزائريين بصفة خاصة بعيدهم الوطني. احتفالات بعيد العمال في بلدان العالم يوم أول ماي يمكن أن يشير إلى العديد من الاحتفالات العمالية المختلفة التي أدت إلى الأول من ماي كذكرى لإحياء النضال من أجل الثمان ساعات في اليوم. وفي هذا الصدد يسمى الأول من شهر ماي بالعطلة الدولية لعيد العمال، أو عيد العمال، وقد بدأت فكرة يوم العمال في أستراليا، عام 1856، ومع انتشار الفكرة في جميع أنحاء العالم، تم اختيار الأول من شهر ماي ليصبح ذكرى للاحتفال بحلول الدولية الثانية للأشخاص المشتركين في قضية هايماركت 1886. وأول عيد للعمال في الولاياتالمتحدةالأمريكية تم الاحتفال به في الخامس من سبتمبر، عام 1882 في مدينة نيويورك وفي أعقاب وفاة عدد من العمال على أيدي الجيش الأمريكي ومارشالات الولاياتالمتحدة خلال إضراب بولمان عام 1894، وضع الرئيس جروفر كليفلاند تسويات مصالحة مع حزب العمل باعتباره أولوية سياسية عليا. وخوفاً من المزيد من الصراعات، تم تشريع عيد العمال وجعله عطلة وطنية من خلال تمريره إلى الكونجرس والموافقة عليه بالإجماع، فقط بعد ستة أيام من انتهاء الإضراب، وكان كليفلاند يشعر بالقلق لتوائم عطلة عيد العمال مع الاحتفالات بيوم ماي الدولي، والذي قد يثير مشاعر سلبية مرتبطة بقضايا هايماركت عام 1886، عندما أطلق أفراد شرطة شيكاغو النار على عدد من العمال أثناء إضراب عام مطالبين بحد أقصى لعدد ساعات اليوم الواحد لا يزيد عن ثماني ساعات، وقد راح ضحية تلك الحادثة العشرات من أولئك العمال، وقامت الخمسون ولاية أمريكية بالاحتفال بعيد العمال كعطلة رسمية. يحتفل أيضا بعيد العمال في العديد من الدول الأوروبية وكذا العربية، حيث يحتفل بهذا الأخير بأكثر من 80 دولة وتختلف أجواء الاحتفالات من بلد لآخر فهمناك من يعتبره فرصة للراحة والمسيرات أو المواكب والخطب أو المظاهرات السياسية التي هي أكثر خضوعاً للقيود عن الاحتفالات بالأول من ماي كعيد للعمال في معظم البلدان، وعلى الرغم من أن الأحداث يتم تنظيمها من قبل منظمات العمال، إلا أن في كثير من الأحيان يتم عرض مواضيع سياسية من قبل المرشحين للمناصب، وبخاصة في السنوات الانتخابية. وأشكال الاحتفال تتضمن نزهات، وحفلات الشواء، وعروض الألعاب النارية، والرياضات المائية، والفعاليات الفنية العامة والأسر التي لديها أطفال في سن المدرسة، تعتبر تلك العطلة بمثابة الفرصة الأخيرة للسفر قبل انتهاء العطلة الصيفية.