تستقبل الفاتح ماي باعتصام أمام رئاسة الحكومة يحتفل العمال الجزائريون هذه السنة بعيدهم العالمي في جو مليء بالتوترات لانعدام العدالة الاجتماعية وتدني القدرة الشرائية، مما دفع العمال إلى انتهاج خيار التصعيد وشن سلسلة من الإضرابات مست جميع القطاعات وكادت تؤدي إلى انفجار حقيقي خاصة أمام استهانة الجهات الرسمية بمطالبهم وانتهاجها سياسة التضييق المستمر على الحريات النقابية. وقال المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، في اتصال هاتفي مع "اليوم"، إن عيد العمال بالجزائر يمر والجبهة الاجتماعية تشهد غليانا كبيرا، نظرا لتدني القدرة الشرائية، بسبب تدخل السلطات العليا في تحديد الأجور، مؤكدا أن كل النقابات ترفض في الشكل والمضمون سلسلة الرواتب، معتبرا الزيادة المتضمنة في شبكة الرواتب "ضئيلة جدا"، داعيا في هذا الإطار إلى ضرورة إعادة النظر في سلسلة الرواتب أو تحديد نظام أجور جديد لتفادي تراجع قدرتهم الشرائية. وأضاف المتحدث أن العديد من النقابات المنضوية تحت لواء هيئة ما بين النقابات ستستقبل الفاتح ماي، باعتصام أمام رئاسة الحكومة، داعيا مستخدمي القطاع إلى المشاركة بقوة في الإعتصام للتعبير عن رفضهم سياسة الحكومة التي "تسعى دائما لقمع صوت العمال وتدمير كل حركة احتجاجية إلى جانب استغلال العمال". من جهته، أشار الأمين العام للنقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، إلياس مرابط، إلى أن العمال يحتفلون هذه السنة بعيد العمال في جو تسوده التوترات والأزمات وضغط على الطبقة العمالية التي ماتزال تصر على رفع التحدي الذي رفعته منذ ماي 1886، خاصة النقابات المستقلة التي تعتبر الممثل الحقيقي للعمال، مستغلا فرصة الإحتفال باليوم العالمي للعمال لمطالبة الحكومة بالتخلي عن سياسة المساومات. من جهته، قال الناطق الرسمي باسم النقابة الوطنية للنفسانيين، خالد كداد، إن أول ماي أصبح لا حدث في الجزائر لأن العمال سئموا من الإحتفالات الرسمية وهم اليوم يطالبون بضرورة وضع حلول ملموسة.