- مختصون يحذرون من الإصابة بأمراض متنقلة بسببها يعاني العديد من المواطنين الجزائريين وبمختلف ولايات الوطن من مشاكل صحية جمة لا يمكن حصرها ولا عدها منها ما تم اكتشافها والتعرف على هويتها ومنها ما لاتزال مجهولة المصدر نظرا لاستحالة شفائها باستعمال أحدث الوسائل الحديثة التي باتت تستعمل لعلاج المرضى، الأمر الذي أدى بالمواطن الجزائري إلى البحث عن البديل في سبيل استرجاع صحته والتخلص من آلامه على الرغم من الخدمات الطبية المتطورة المقدمة على مستوى مصالح المؤسسات الإستشفائية في مجال التكفل ببعض الحالات المرضية مثل التهاب الكبد وغيرها من الأمراض إلا أن هناك العديد من المصابين يلجؤون إلى جلسات القطيع وأمام انتشار هذا الوضع في العديد من المناطق تقربت السياسي من بعض المواطنين لمعرفة وجهة نظرهم في هذا الموضوع المطروح. مواطنون بين مؤيد ومعارض لهذه الطريقة العلاجية وفي خضمّ انتشار هذه الظاهرة في العديد من الأحياء ومختلف مناطق الجزائر تقربنا من بعض المواطنين لمعرفة وجهة نظرهم في هذا الأمر ليقول في هذا الصدد محمد: في الحقيقة أسمع عن هذه العملية التي يقصدها العديد من المرضى خاصة المصابين بالشقيقة والتهاب الكبد الفيروسي وغيرها من الأمراض من اجل قطعها ولكن شخصيا لم أجربها ولا يمكنني إثباث حقيقة ذلك لاني أجهل طريقتها . ومن جهة أخرى تقول مريم من العاصمة شخصيا كنت أعاني من مرض التهاب الكبد الفيروسي فلجأت إلى هذه الطريقة فشفيت بإذن الله تعالى وأنا أنصح في كل مرة العديد من المرضى اللجوء الى هذه الطريقة العلاجية والشفاء بيد المولى عزوجل مضيفة بقولها أنها رأت حالات كثيرة تم شفاؤها بواسطة القطيع ، حيث أصيبت إحدى صديقاتها بالتهاب في يديها في شكل بقع حمراء لم يستطع الطبيب تشخيصها رغم إخضاع عينات من دمها لعدة تحاليل، ما أدى بها إلى زيارة معالج تقليدي أين وجدت الشفاء عنده، لتستحضر حالة أخرى لإحدى قريباتها التي كانت تعاني من اعوجاج في عمودها الفقري ما سبب لها آلاما خاصة أثناء الحركة ونصحها الطبيب بضرورة إجراء عملية جراحية لتقويم العظام، غير أنها مكلفة جدا ما جعلها تلجأ إلى عجوز معالجة بلقطيع وبعد عدة جلسات شفيت تماما ولم تعد بحاجة إلى العملية. وفي ذات السياق يقول طارق 34 سنة كنت اعاني من مرض عرق النسا وتوجهت الى احد المختصين في القطيع و الحمد الله فقد وجدت راحتي كثيرا بعد إجرائي لتلك العملية حوالي 3 مرات . ومن جهة أخرى تقول سعاد: لا يمكنني اثباث ما اسمعه عن هذه العملية لان الشفاء بيد الله سبحانه وتعالى لذا فلا يمكنني التوجه الى هذه الطريقة للعلاج . وفي ذات السياق عمي رابح 73 سنة القطيع علاج تعاقبت عليه كل الأجيال ابتدءا من حمى الأطفال خلال إنباتهم للأسنان إلى البوصفاير وصولا لأمراض أخرى بأدوية مستخلصة من الطبيعة مثل الطب النبوي، أما تلك التي تتم عن طريق الشرك بالله مثل كتابة الحرز وتقديمها على أنها المخلصة من الداء فهذا لا أقبله ولا أؤمن به، ويرى جمال، أن هناك أشخاص لهم موهبة فعلا في مجال التداوي فربما قد يشفى المريض، أما بعض الأشخاص فحدث ولا حرج هدفهم الوحيد هو جني المال. معالجون يروون تجربتهم مع القطيع وأمام جملة الاراء التي أجمع عليها العديد من المواطنين توجهنا الى احدى السيدات المعالجات بالقطع لمعرفة السر في هذه العملية لتقول لنا في هذا الصدد قد ورثت هذه المهنة عن والدتي التي حققت شهرة واسعة قبل وفاتها لتعطيها السر الذي رفضت الإفصاح عنه، وتقول أنها كانت منذ صغرها تتبع ما تفعله الوالدة باهتمام فأحبت هذه المهنة التي تتطلب الدقة والحكمة والتحلي بحسن النية والصفاء الروحي للعمل من أجل شفاء الآخرين، وتضيف المتحدثة ذاتها أنها بقدرة الله تنفرد بعلاج عرق النسا، بوصفاير، أمراض الجلد ومرض العتة الذي يسبب تساقط الشعر وأيضا الإكزيما التي تؤدي إلى سيلان أصابع الرجل أو اليد بالماء والتي يصعب علاجها عند أي طبيب، كما أنها تعالج البوصفاير بخدش الجسم بشفرة الحلاقة ووضع فوقه الملح والثوم، أما عرق النسا والصداع النصفي الشقيقة فبالقطع الوهمي بواسطة السكين دون جرح الجسم، وكل ذلك يتم بقراءة القرآن الكريم والتوكل على الله والدعاء بالشفاء للمريض وأن جلسات القطيع تتم خلال ثلاثة إلى سبعة أيام ذلك إن لم يتم الشفاء بالكامل، وتقول أفضل أيام التداوي هما يومي الاثنين والخميس لأنهما مباركان والرسول أوصى بالصيام فيهما وتضيف أنها لا تطالب بمبلغ معين فكل حسب إمكانياته المادية، وتؤكد أن المرضى يتوافدون إليها من مناطق بعيدة للعلاج بعد أن ذاع صيتها بين الناس. مختصون يحذرون المرضى من الإقبال عليه بالرغم من تطور الطب إلا أن جهل الجزائريين بمخاطر القطيع وكذا إيمانهم بطرق العلاج القديمة، أوقعهم بوهم نجاعة جلسات القطيع في قدرتها على تخليصهم من أمراض نفسية وعضوية عجز الطب عن شفائهم منها، فلم يجدوا من خيار سوى التشبث بمعتقدات قديمة ظلت تسيطر بعقول الجزائريين لسنوات طويلة، فباتت زيارة من يمارسون القطيع ضرورية عند إصابتهم بالأمراض، حيث إقتنع الكثير منهم أن جلسات القطيع قادرة على شفائهم من ضيق الصدر والخلعة إضافة لأمراض نفسية أخرى إستعصى على الطب علاجها، فباتوا يفضلون التمسك بهذا التقليد على التوجه للعيادات الطبية أو النفسية خاصة المصابين بداء التهاب الكبد الفيروسي والذي يعد المصابين به من اكثر المتوافدين على هذه الطريقة العلاجية وهذا لجهل الكثير أن طرق انتقال العدوى لداء التهاب الكبد من نوع ( س) أو ما يسمى (بوصفير لكحل) تنتقل عن طريق الدم الملوث فإن القطيع الذي يستخدم فيه وسائل ومعدات حديدية غير معقمة يشكل خطرا على صحة الأشخاص حيث يسهل انتقال العدوى من شخص إلى آخر. وفي هذا الشأن تحذر الدكتورة حاكم شهرزاد رئيسة مصلحة الجهاز الهضمي بالمركز الإستشفائي بوهران المصابين بالتهاب الكبد بأنواعه الثلاث التدواي بهذا النوع من العلاج التقليدي داعية المصابين إلى إجتناب جلسات القطيع التي قد تؤدي إلى أمراض أخرى هم في غنى عنها. ومع هذه الانتشار الكبير الذي شهدته ممارسة عملية القطيع تقول بن نعمة عائشة باحثة بوحدة البحث في العلوم الاجتماعية بجامعة وهران أنه تم تسجيل وفاة ثلاثة أطفال بوهران خلال الثلاثي الأخير من السنة الماضية اثر ممارسة عليهم العلاج التقليدي منهم واحد بسبب تناوله جرعات زائدة لعشبة مليمس التي يقدمها أغلبية ممارسي القطيع للمرضى المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي حسب مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان. وفي ذات السياق أفادت قاسمي نسيمة بمصلحة الطب الشرعي بالمركز الإستشفائي لوهران حتى وإن كانت الأدوية تقدم مجانا بالمستشفيات فإن تحاليل الدم الخاصة بداء التهاب الكبد مكلفة جدا ولا يستطيع المريض إجراؤها بصفة دورية لمراقبة ومعرفة تطور حالته . كما أن تعويض تكاليف هذه التحاليل زهيد جدا الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في هذه التعويضات من قبل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي حتى لا يضطر المصابون إلى التخلي عن العلاج في المستشفيات واللجوء إلى هذا النوع من الطب الشعبي غير المكلف والذي له عواقب وخيمة على صحة الفرد . ويلاحظ كثير من الأطباء الذين يفحصون المصابين بالتهاب الكبد بالمستشفيات أثار خدوش ( تشريط ) على مستوى بطونهم لاعتقادهم أن ذلك يعتبر وسيلة للشفاء غير أنهم يعرضون حياتهم إلى الخطر لاسيما أن التهاب الكبد من نوع ( س) لا يتوفر على لقاح على مستوى العالم و إن لم يتم معالجته سيتطور إلى تصلب الكبد وبالتالي إلى سرطان الكبد وفق المصدر السالف الذكر. و لحماية المصابين من داء التهاب الكبد الفيروسي يتعين تنظيم حملات إعلامية واسعة عبر وسائل الإعلام الجوارية التي تلعب دورا في استقطاب مختلف شرائح المجتمع لتوعيتهم حول مخاطر القطيع على صحة المواطنين حسبما لفتت إليه بن نعمة عائشة بوحدة البحث في العلوم الاجتماعية والصحة بجامعة وهران. حكم التداوي بالقطيع ولمعرفة حكم التداوي بالقطع تقربنا من احد الاساتدة المدرسين بمسجد النور والذي أعرب بقوله ان القطيع هو نوع من التداوي، وهو جائز إذا كان بتلاوة آيات من القرآن الكريم وذكر الله سبحانه وتعالى، مع استعمال أشياء طاهرة، أما إذا كان بتمتمات غير معروفة، أو بكلمات شركية، أو باستعمال أشياء نجسة أو أعمال سحرية، فإنه لا يجوز، فهو يجوز اتفاقا إذا كان لا يخالف القرآن والشريعة ومصطلح أو لفظ القطع أو القطيع في عرف الناس يستعمل في معان متعددة، فقد يقصد به أحيانا الحجامة والفصد والكي واستعمال بعض الأعشاب والأطعمة الطبية كالثوم، وهذا جائز بلا شك، اما اذا كانت بطرق غير معقولة المعنى ولا هي أذكار مشروعة توفرت فيها شروط الرقية الشرعية ، فهذه حكمها هو التحريم لان الشرع ضد كل ما هو شعوذة وسحر والله اعلم.